من المعروف ان أغلبنا يحرص على زيادة جرعة العمل الخيري في رمضان.. الأكيد ان طبيعة الإنسان تحب عمل الخير دائما ولكن ربما لروحانية رمضان دور في مضاعفة العمل الخيري. الجميل ان يتم تنويع العمل الخيري بحيث يشمل العنصر التنموي ولا نكتفي بملء البطون.. أقول ذلك تأكيداً على قيام بعض الكليات والجامعات الأهلية على فتح ابواب المنح المجانية للطلبة المتميزين ممن لا تسمح ظروفهم الاقتصادية بالانضمام لتلك الجامعات ولا يجدون قبولاً في الكليات الحكومية المزدحمة دائما. الأمر يزداد عمقا حين تقوم بعض مراكز التدريب والتأهيل الأهلية بمنح دورات مجانية لأبناء الأسر المحتاجة إلى حد الفقر.. اعتقد ان ذلك بداية للارتقاء بالعمل الخيري من مساحة ضيقة تكتفي بملء البطون إلى تحريك الإنسان إلى مواقع الإنتاج والاكتفاء بقدرته دون انتظار من يساعده. الاهتمام بالعمل الخيري في بعده التنموي يمثل نقلة نوعية في العمل الخيري في المجتمع السعودي وهو مجتمع معروف بحب العمل الخيري على كافة المستويات.. ولكن تنويع العمل الخيري كان شبه مفقود حيث التركيز على الأغذية والمسكن والملبس أما بناء الإنسان وتحويله من منتظر لصدقات الآخرين إلى شخص منتج يمكنه أن يكون مصدر عطاء فكان شبه غائب. أتمنى من الجامعات الأهلية والكليات ومراكز التدريب وأيضاً رجال الأعمال أن يكون تركيزهم على هذا النوع من العمل لأن ايجابياته لا تنعكس على فرد واحد بل على اسرة كاملة لا بد من تعزيز دورها في المجتمع لتكون عضواً فاعلاً لأن الارتقاء بالمجتمع يكون من خلال الارتقاء بالفرد والاسرة على وجه الخصوص.. والارتقاء لا يكون من خلال تنويع الطعام بل من خلال التعليم والتدريب والذي يعكس تقدماً في مفهوم عمل الخير عند المقتدرين. أعلم يقينا ان هناك برامج إنسانية تنموية متقدمة في مجتمعنا يأتي على رأسها برنامج عبداللطيف جميل تعكس فكراً متقدماً في مفهوم العمل الخيري وارتقاء واعياً في مفهوم المسؤولية الاجتماعية خاصة وان تلك البرامج تركز غالباً على الشباب وهم عماد المستقبل. أؤكد دائما على أهمية البعد التنموي في العمل الخيري لأنه يبني إنساناً ويبني مجتمعاً وقبل كل ذلك يحافظ على كرامة الفرد.. وانسانيته التي تهدر في حال استمرار مد اليد للآخر.