مما لا شك فيه أن كثرة العمالة الأجنبية في وطننا ظاهرة مستشرية والكل يعلم عن هذا الموضوع لما نراه ونشاهده كل يوم فقد أصبحت العمالة في كل مكان من أنحاء وطننا وذلك بسبب الظروف والاحتياجات سواء كان ذلك على صعيد الوطن أو على صعيد الفرد. وبالطبع حكومتنا الرشيدة دأبت لراحة المواطن في تقديم هذه الخدمات على كافة المستويات فقد شاركت في توفير هذه الأيدي العاملة ومن الجنسيات المختلفة وذلك لسد الاحتياجات التي ربما يتطلبها المواطن السعودي خاصةً مع تطور حياة المجتمع السعودي ودخول المرأة في معترك الأعمال مما دعت الحاجة لتوفير الخادمات والسائقين والعمال وغير ذلك من الأيدي الحرفية وهذا العمل تشكر عليه حكومتنا الرشيدة . لكن علينا أن ندرك أن كثرة العمالة الأجنبية بدون رقابة ومتابعة إدارية قد تشكل علينا سلبيات كثيرة في أوساط مجتمعنا الإسلامي خاصةً وان هذه العمالة معظمها لا تتفهم التعاليم الإسلامية الصحيحة الحقيقية وان كانت تتفهم تلك التعاليم فليس بالمستوى المطلوب . والكل يلحظ ويسمع عن مشاكل هذه العمالة ومدى سلبياتها وتأثيرها على الواقع الاجتماعي والبعض من هذه العمالة يتساهل ولا يكترث بالأنظمة والقوانين الوطنية فيسترسلون في خلق المشاكل كما "تنشر صحفنا الوطنية" عن أن بعض العمالة الأجنبية تُكتشف من حين لآخر بأنها تعمل مصانع للمسكرات وترويج للمخدرات وما شابه ذلك وهذا عدم اكتراث بالأنظمة والقوانين فهي دخيلة على مجتمعنا الإسلامي من قبل هؤلاء المفسدين والمروجين للأعمال الفاسدة وبهذه المناسبة نشكر وزارة الداخلية على ما تقوم به في محاربة العمال الذين يروجون ويتعاملون بهذه الأعمال السيئة والتي يتضرر منها المجتمع بأكمله. من هنا أردنا أن نتحدث أيضاً عن دور مهم وبالغ الأهمية وهو مساعدة المواطن ومؤازرته للمسؤولين في الدولة للكشف والفضح عن الأعمال السيئة والمخلة بالأنظمة من قبل العمالة الأجنبية التي تقوم بزعزعة الأمن وعدم الإذعان لقوانين هذا الوطن فنحن كمواطنين لا ينبغي علينا أن نتفرج عليهم ونسمع عن مشاكلهم بل السعي لفضح وكشف أعمالهم الفاسدة ان وجدت والتبليغ عليهم لدى الجهات المختصة حتى نستطيع كبت ورصد هذه الحالات السلبية. ربما المواطن لا يعلم عن أسرار هذه العمالة الوافدة فهم لهم عالمهم الخاص داخل وطننا ونحن منشغلون في أنفسنا عنهم وتركهم وشأنهم، هذا المنطق لا يخدم الاستقرار والأمن الحياتي للمواطن لأن هذه العمالة ان تركت وشأنها فسوف تقوم بنشر كل ما هو مضر ومسيء حتى إلى ناشئتنا وبالتالي خراب وتدمير المجتمع لأنهم اصبحوا هم الذين يديرون كل شيء والمواطن لا يعلم عن شيء. ولعل من يراجع تعليمات وقوانين وزارة الداخلية عن العمالة الوافدة يلحظ الكثير من الأمور الناجعة والايجابية المهمة في هذا الشأن التي تخدم قضايا المجتمع فمثلاً مساعدة رجال الأمن في التبليغ عن أي عامل أجنبي يخل بالقضايا الأمنية لهو أمر مهم وعدم التستر عليهم حتى لا يكون لهم صوت فوق صوت المواطن . نسأل الله أن يقينا شر كل مفسدٍ ومغرض وان يصلح أحوالنا ويحفظ وطننا من كل شر وفقنا الله لما فيه الخير والصلاح .