مدخل للشاعر عبدالله بن علي بن صقيه التميمي: بار القريب وطاوعوه الأصاحيب عن مقعد الحقران يا رجل شلي كثيراً ما نشاهد ونقرأ ونسمع عن ظاهرة الجحود فقد انتشرت في المجتمع بشكل متزايد يندى لها الجبين، فهذه الظاهرة بحاجة للعلاج والحديث عنها وعن علاقتنا الأسرية والاجتماعية بكل وضوح وشفافية، فمن الناس من يقدم على هذا الفعل المشين وربما يعود السبب لسوء النشأة فمنهم من ينكر معروف من أحسنوا إليه بطرائق لا يمكن وصفها مستهتراً بما قدموه له من أعمال طيبة تستحق العرفان بالجميل ورد الثناء، ومما يزيد الأمر سوءاً أن بعضهم يتشدق لكونه قد استغنى عنهم.. وفي هذا الشأن يقول الشاعر بدر بن عواد الحويفي الحربي: ويش عذر العبد باليوم الشديد كيف ينكر والجوارح شاهدات ساعةٍ تفرق وديدٍ من وديد حزنها يسهر اعيون باكيات يا رجال العرف والعقل الرشيد المنايا بالنفوس معلقات والعميل المنتظر ما هو بعيد لا تميل انفوسكم للمغريات سيرة الفاروق عنها لا تحيد اجتهد للخير واللي فات فات صدق الشاعر الحويفي فالجحود مشكلة مستعصية ويجب على من يمارس مثل هذه العادات أن يتوقف ويتغلب على هذه الصفة، ويستعين بالصبر، ويجتهد في فعل الطاعات.. ويبادر على وجه السرعة بالوفاء لمن جحدهم، وليكن كلامه طيباً صافياً صادقاً بعيداً عن التملق ومقروناً بالأفعال حتى يؤثر في نفوس الآخرين ويزرع في قلوبهم الولاء والحب بدلاً من الكره والحقد ويصبح موضع ثقتهم.. فالحياة رسالة عظيمة لابد أن يحملها الإنسان بإخلاص وأمانة. وكلمة (الجحود) يرددها الشعراء والشاعرات كثيراً في قصائدهم الشعرية معبرين لنا عن صفة الجحود واقترانه بالغدر والمتاعب، وما أكثر صوره في فئة من الناس الذين سوف يتحملون وزره وفي ذلك الشاعرة نجمة سهيل: صحت آه من معاليق الضلوعي يا عذاب الروح من قاسي الجواب كيف يرضيك أحترق ويزيد لوعي الله أكبر يا الخطأ وين الصواب؟