أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في بغداد أمس أن العراق والولايات المتحدة "قريبتان جداً "من اتفاق بشان الاتفاقية التي تنظم وجود القوات الأمريكية البلد العربي المحتل. وقالت رايس التي وصلت الى بغداد في زيارة مفاجئة صباح أمس للصحافيين إن "بغداد وواشنطن قريبتان جدا من اتفاق بشأن اتفاقية تنظيم الوجود العسكري الأمريكي في العراق". واضافت "لقد أحرز المفاوضون تقدما نحو وضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق لكن ليس هناك ما يدعو للاعتقاد ان هناك اتفاقا". واضافت "لاتزال هناك مسائل يجب تسويتها تتعلق بطريقة عمل قواتنا في المستقبل، وهذا أمر طبيعي". وفيما يتعلق بالحصانة للشركات الامنية الاجنبية (المرتزقة)في العراق، قالت الوزيرة "لا اريد الدخول في التفاصيل الان لكن ما يمكنني قوله ان كل الامور تتقدم بشكل ايجابي". وتتفاوض الحكومتان الأمريكية والعراقية على اتفاق ينظم وجود القوات الأمريكية في العراق ما بعد 31كانون الاول(ديسمبر) 2008تاريخ انتهاء مهلة التفويض الممنوح من الاممالمتحدة لهذه القوات. واشارت رايس في حديثها اثناء قدومها من بولندا الى بغداد في الطائرة للصحافيين الى انها "ستتابع التقدم الذي تحقق في المفاوضات بشأن الاتفاقية - الإطار - الاستراتيجية حول السماح لقواتنا لمواصلة العمل في العراق بعد انتهاء مدة تفويض الأممالمتحدة". وفيما يتعلق برحيل القوات الأمريكية عن العراق، قالت رايس "نحن مستمرون في العمل للتأكد من ان اي جدول زمني يتضمنه الاتفاق يعكس حقيقة ما نعتقده وما هو معقول". وعن احتمال توقيعها الاتفاقية خلال زيارتها اجابت رايس "كلا". وشرعت إدارة بوش في إجراء مفاوضات مع الحكومة العراقية بغية التوصل بحلول نهاية تموز (يوليو) الى اتفاق ينظم هذا الوجود العسكري على المدى البعيد، لكنه لم يتم التوصل اليه بسبب المعارضة له من قبل السياسيين العراقيين. وتناولت محادثات رايس مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عدداً من القضايا في مقدمتها قانون انتخابات مجالس المحافظات. ومن المفترض ان تجري الانتخابات في الاول من تشرين الأول (اكتوبر)، لكن الخلافات حول مصير كركوك الغنية بالنفط حال دون تشريع قانون الانتخابات. وفشل النواب العراقيون في التوصل الى اتفاق وتم على اثرها تأجيل التصويت على القانون الى ما بعد العطلة الصيفية. وسيلتئم البرلمان مجدداً في التاسع من ايلول/سبتبمر المقبل. وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أعلنت ان إجراء انتخابات مجالس المحافظات غير ممكن في موعده المحدد لأنها تحتاج الى ثلاثة اشهر على الاقل. وتأتي زيارة رايس إلى بغداد التي تعد الثالثة من نوعها خلال العام الحالي، بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السينورة. كما أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قرب الإعلان عن الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدةالأمريكية، إلى ذلك أعلنت الكتلة الصدرية عن القيام بمظاهرات في عموم المدن العراقية للتنديد بزيارة رايس والاتفاقية الأمنية. وقال وزير الخارجية العراقية، أمس الخميس، مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندا ليزا رايس،عقد في مبنى وزارة الخارجية و حضرته "الرياض"، "ناقشنا مع وزيرة الخارجية الأمريكية القضايا الإقليمية والعراقية واتفاقية الإطار الاستراتيجي، وان الأيام المقبلة ستشهد إعلان الاتفاقية بعد التطور الكبير في سير عملية المباحثات عقب تجاوز النقاط الخلافية بين الطرفين"، مشيرا إلى أن "مسودة الاتفاقية المطروحة للنقاش حققت نسباً عالية من الاتفاق نتيجة المرونة الكبيرة الذي أبداها الطرف الأمريكي خاصة وأنها تتعامل مع موضوع سيادة العراق ضمن مبادئ تحقيق الاتفاقية". ونفى وزير الخارجية العراقي وجود بنود سرية في الاتفاقية، مبينا أن العراقيين سيطلعون عليها بعد عرضها على الحكومة العراقية ومراجعها المتمثلة بالمجلس السياسي للأمن الوطني. وقلل زيباري من مخاوف دول الجوار إزاء الاتفاقية وقال "إن العراق أكد لهم أن أول مبادئ الاتفاقية هو احترام سيادة العراق وعدم استخدامه كقاعدة عسكرية ضد دول الجوار". من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إن "الحكومتين العراقية والأمريكية حققتا الكثير من التقدم في المباحثات الجارية بينهما من خلال إبداء نوع من المرونة المتبادلة"، مشيرة إلى أن ذلك سيعزز "العلاقة والتعاون بين البلدين الصديقين وتقوية المكاسب التي تحققت في العراق". وأضافت أن "الاجتماع مع رئيس الوزراء نوري المالكي كان مثمراً، وتحدثنا عن التطور الكبير في التوصل إلى حل كبير للنقاط التي كانت تشكل عائقاً أمام الفريقين". وأشارت إلى أن "سحب القوات الأمريكية والمتعددة الجنسيات تعتمد على الظروف الأمنية وعلى الشارع العراقي ومدى الحاجة لها"، مؤكدة "إننا لا نتحدث عن اتفاقية ثنائية للخروج من وضع سيئ بل اتفاقية تنظم عدد من القضايا المشتركة". هذا واعترفت رايس بوجود خلافات بين إدارة بلادها والحكومة العراقية وذلك بوجود نقاط خلاف في مسودة الاتفاقية الأمنية الاستراتيجية بين واشنطن وبغداد في مقدمها الجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق. ورغم ان رايس تحاشت، خلال مؤتمرها الصحافي المشترك مع نظيرها العراقي هوشيار زيباري الذي عقد في المنطقة الخضراء في بغداد، الإعلان عن موعد ابرام الاتفاقية، إلاّ أنها ألمحت للصحافيين ان هذا الموعد بات قريباً. واعترفت في الوقت ذاته بوجود نقاط خلاف في مسودة الاتفاقية مازالت موضع نقاش بين الجانبين في مقدمتها تحديد سقف زمني لانسحاب الجيش الأمريكي من العراق.