أقام القسم النسائي في جمعية الثقافة والفنون بجازان برنامجاً بعنوان "ملحمة عبق التراث والأصالة" وذلك ضمن برامج جمعية الثقافة والفنون في جازان وعن طريق لجنة التراث الشعبي بالجمعية حيث كان البرنامج من فكرة وإعداد درية مليسي وسمية درمي وكتابة العمل للأستاذة فاطمة عثمان حمق وللإخراج المسرحي نعمة مطاعن وفاطمة عطيف. وقد تحدثت الملحمة عن العادات والتقاليد لمنطقة جازان وجاءت هذه الفكرة من منظور التميز في أسلوب تقديم البرامج الشعبية حيث تضمنت مشاهد مسرحية صامتة والراوي للأحداث شاعرة من خلال هذه الملحمة وقد كان هناك حضور مميز لهذا البرنامج. حيث كان المشهد الأول يبدأ من الحاضر بحوار بين أم وابنتها حول ترتيبات زواجها المكلف في طلباته من غلاء المهور إلى المغنية وما شابه ذلك. فتقول الأم ولسان حالها أسى: إن جمال العرس هو في السعادة التي تغمر أهل الزوجين حينها تتساءل الابنة: كيف كان زواجك يا أمي وهل تعرفين أبي وأهله قبل الزواج؟ فمن هنا تبدأ القصة مسجلة بشكل قصيدة وأول مرحلة من القصة هي مرحلة (الطفولة). وبعد ذلك يأتي المشهد الخامس: وهو مشهد (زواجها كيف كان) حيث تذكر الأم لابنتها كيف كانت الخطبة والمهر وتجهيز العروس وكيف كانت تقام في ذلك الوقت ومدى بعدها عن (المغالاة والشروط الزائدة) وتقول:- كبرنا والزمن يرسم.. خطوطه في وجيه الناس ويكبر طفلنا فجأة.. ومنزاله أنفاسي كبرتي يا نظر عيني وأشوفك شمعة الجلاس وعرسك زاد بهجتها.. وحرك كل إحساسي ومن ثمَّ المشهد السادس والأخير وهو (بعد زواجها من أبوها). قالت الأم بعد أن تزوجت حملت بولد اسمه (محمد) وقبل ولادتها بسبعة أشهر سافر والدها للحج مع جدتها ووصفت لها كيفية الوادع للحاج في ذلك الوقت. عودة الأب من الحج والاستقبال بفرحة لايصفها إلا من عاش ذلك الوضع وماهية الهدايا التي يجلبها الحاج من مكةالمكرمة الولادة والاحتفال بالمولود وبعد مضي عشر سنوات تم تطهيره ومراسيم الختان. وبذلك تنتهي الشاعرة من سردها لقصة حياتها لابنتها منذ كانت طفلة وتنتهي بالولادة والاحتفال بالمولود وتطهيره. وقد أكدت الأستاذة نعمة مطاعن إن هذا العمل لأول مرة يعمل في الجمعية وقد اعطي هذا العمل اهتماماً كبيراً من جميع إعدادات العرض حيث كان عندما تحكي الشاعرة أبيات القصيد للأحداث الجارية على المسرح فإنه يستلزم ذلك بعض المؤثرات الصوتية والوقفات لبعض المشاهد مثل الزواج تحتاج للزغاريد وإيقاعات الدف الجيزانية. وصرحت مسؤولة الجمعية درية مليسي بأن هذه الفكرة جاءت لتغير في طرح البرامج الشعبية ومحاولة دمج المسرح مع الشعر لكسر الأسلوب القديم في طرق التقديم حيث نالت هذه الفكرة على إعجاب واستحسان الحاضرات من خلال الملحمة الشعرية التي فاح منها عبق أصالة التراث الجازاني العريق ونحاول بإذن الله اتباع الأساليب الهادفة والمنوعة لتقديم مثل هذه البرامج وفي المستقبل ستكون هناك برامج جديدة منوعة نحاول من خلالها إبراز أصالة تراثنا العريق الذي تزخر به منطقة جازان.