يقع كثير من الشباب ضحايا لأوهام البحث عن العضلات في صالات القوة من خلال استخدام كثير من العقاقير والهرمونات الخاصة بنمو العضلات بصورة غير طبيعية ودون إشراف طبي مما يعرضهم لخطر الإصابة بالسرطانات والدخول في غيبوبة وقد يصل بهم الحال إلى الوفاة قبل أن يتمكنوا من تحقيق أحلامهم في بنيات جسدية قوية وعضلات خارقة. داخل صالات القوة يوجد كثير من الشباب الذين يتوزعون في رغباتهم بين الحصول على قوى بدنية مناسبة على سبيل الرياضة وآخرون يحلمون بما يفوق قدراتهم الحقيقية حيث يوهمهم كثير من المدربين بإمكانية حصولهم على مبتغاهم من خلال استخدام الهرمونات التي تضرهم صحيا وتؤثر لاحقا على حياتهم فيما يحقق هؤلاء المدربون أرباحا طائلة من خلال بيع أوهام القوة. النهاية في الفراش يقول محمد العذل بأن ممارسة الرياضة جزء من حياتي فأخصص في كل يوم وقتاً معيناً للصالة الرياضية وأمارسها بشكل طبيعي مع نظام خاص في الأكل ففي السابق تدربت في صالات عديدة ولكن الكثير منها يفتقد أصول الرياضة مثل توجيه الشباب للتمارين الصحيحة واستخدام المعلومات الدقيقة والصالة النظامية من وجهة نظري يجب أن يكون بها مشرف غذائي يقوم بمتابعة الشخص منذ البداية حيث يضع له برنامج غذائي خاص ومن ثم التأكد من التطورات في مرحلة اللياقة البدنية، وبالنسبة للأدوية والعقاقير التي تنشط الجسم بشكل سريع وخطير فنسمع عنها كثيراً وهي موجودة في معظم الصالات الرياضية كالهرمون والأنسولين، فكثير من الأبطال العالميين كانت نهايتهم الفراش والسبب هذه الأدوية وآخرين أصبحت لديهم مشاكل أسرية مثل العقم وما شابه. ويضيف أبو محمد إن هذه الأدوية والعقاقير ضارة جداً بصحة الإنسان لأن العضلات تعمل بطاقة أكبر من الطبيعية فأتمنى من الشباب الذين يستعملون هذه الأشياء التوقف عنها بسرعة فممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يوميا بشكل صحيح وطبيعي أفضل بكثير من هذه الهرمونات والعقاقير الخطيرة. أما حبيب الحبيب فيقول : المدربون في الصالات الرياضية الذين لا يوجهون الشباب بشكل صحيح أعتبرهم غير ذلك ولا يستحقون هذا المسمى وبالنسبة للهرمونات والبروتينات التي يستخدمها الشباب لبناء أجسامهم هي أشياء مضرة وقاتلة بنفس الوقت وأنا أعرفاً نوعاً واحد من هذه الأدوية وهو (البريمو) فيجب على الشباب الاهتمام بصحتهم بشكل طبيعي. سرطانات وأمراض خطيرة ويوضح مدير أحد الصالات الرياضية بالدمام سامح البري قائلاً : كثير من الشباب يهتمون بأنفسهم وهذا ليس بعيب ولكن بدون ضرر ومعظم الشباب يأتون للصالة ويسألون عن الهرمونات وهناك أدوية وإبر غير مستحبة يقوم البعض بإحضارها من دول الخارج ذات نتائج جبارة لمستخدمها حيث تقوم بنفخ العضلات ولكن عندما يتوقف عن التمرين تظهر مشاكل مثل الفشل الكلوي وترسبات النيتروجين في الكلية إضافة إلى أمراض السرطانات وأنصح الشباب ممارسة الرياضة في الصالات التي لديها مدربون معتمدون فبعض الصالات للأسف الشديد تعتمد على الشكليات فقط فأتمنى من الشباب عدم الاعتماد على الحبوب الخاصة بذوبان الدهون والبروتينات والتوجه للصالات المتخصصة وممارسة الرياضة بشكل تدريجي. ضحايا للأوهام ويوضح أستاذ التربية البدنية بمدرسة سعود بن ناسف الابتدائية والبطل السابق لألعاب القوى للمسافات الطويلة محمد الزهراني قائلاً : لقد عاصرت كثيراً من الشباب الذين يمارسون الرياضات وخاصة الذين انقطعوا عن الممارسة حيث أصبح لديهم مشاكل في مرونة العضلات وأنا شخصياً مارست رياضة الحديد وتوقفت عنها ولم أصب بأي أذى ولله الحمد لأني لم أستعمل أي نوع من الأدوية والعقاقير الخطيرة التي يستخدمها بعض الشباب، والصالات التي لا توجه الشباب بشكل صحيح يجب أن يكون عليها رقابة وخاصة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب فهي مسئولة عنهم وعن الصالات التي يمارسون الرياضة بها وكذلك المراكز الطبية المتخصصة مثل العلاج الطبيعي أو أن يكون هناك مشرفون عليها من المستشفيات أو الجامعات وكل هؤلاء مسؤولون مسؤولية تامة عن هذه الصالات وعن الاستخدام السيئ مثل تعاطي الهرمونات القاتلة أو البروتينات أو حتى زيادة الحمل التدريبي . والشباب ضحية للأوهام مثل البروز بالشكل والجسم المناسب عن طريق العقاقير التي تسبب لهم مشاكل جنسية واختلال في الأجهزة الداخلية مثل الكبد والكلى مع الفترة الزمنية الطويلة فأتمنى من الشباب الذين يودون ممارسة الرياضة أن يتجهوا لأماكن بها مدربون متخصصون مثل الأندية كالاتفاق والنهضة وهي أندية مأمونة وبها مساحة أكبر للرياضات مثل (السباحة، الجري، الإسكواش) وغيرها من الرياضات السليمة وليست محدودة في مثل الصالات المغطاة والبعيدة عن الرقابة. غيبوبة ووفاة ويؤكد المدير الطبي للجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء الدكتور رضا خضير بأن الهرمونات المستخدمة في الصالات الرياضية من قبل بعض الشباب تسبب سرطانات القولون وهذه الهرمونات لا تستخدم إلا تحت إشراف طبي ومن الأدوية المشهورة في الصالات الرياضية (الأنسولين، هرمون النمو، الكيرتوكسترويز، هرمون مستحضرات الكيرتوزون ) وهذه تؤدي إلى تضخم واستجابة سريعة للعضلات، وبالنسبة لخطورة هذه الأدوية والمنشطات يقول خضير : إن الأنسولين قد يدخل المريض في غيبوبة انخفاض سكر مؤدية للوفاة أما بالنسبة لهرمون النمو قد يؤدي إلى سرطان القولون، والمدربون في النوادي الرياضية للأسف يتاجرون في هذه المنتجات ويستغلون حاجة الشباب كما أنها أصبحت مصدر ربح كبير بالنسبة لهم فلا بد من وجود دور لوزارة الصحة في الرقابة على هذه النوادي (الصالات الرياضية) وأن يكون للمدربين رخصة مزاولة مهنة، ويجب على الشباب أيضاً أن لا يستخدموا هذه الأشياء إلا بعد مراجعة طبيب مختص وليس مدرباً. هرمونات مخلقة وتقول مديرة إدارة المركز الإقليمي لمراقبة السموم بصحة الشرقية الدكتوره مها خالد المزروع : بالنسبة لانتشار مثل هذه المنتجات في الصالات الرياضية بغرض تقوية وبناء العضلات فإن أغلب هذه المنتجات تعتمد على الفكرة الأساسية أو المادة الفعالة التي تعتمد عليها الأدوية المعروفة باسم (Anabolic Steroids) والتي تعتبر هرمونات مخلقة تحاكي هرمون الذكورة المعروف باسم التوستيستيرون والذي ينتج بشكل طبيعي وبنسبة معينة داخل الجسم، وغالباً ما تستخدم هذه الأدوية في علاج بعض الأمراض التي تحدث كنتيجة لنقص هذا الهرمون داخل الجسم، وذلك مثل تأخر البلوغ عند الذكور أو في حالات قصور وظائف الغدد المفرزة لهرمون الذكورة كما أثبتت هذه الأدوية فعاليتها أيضاً في علاج أمراض أخرى مثل سرطان الثدي عند النساء وبعض حالات العقم عند الرجال حيث أثبتت الدراسات أن استخدام هذه الأدوية بجرعات صغيرة تحسن من حركة الحيوانات المنوية. أخطار ورقابة ذاتية وتذكر الدكتورة المزروع أنه قد بدأت إساءة استخدام مثل هذه الأدوية في المحافل الرياضية وفي الأولمبيات خاصةً في رياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال في حوالي عام 1954م وذلك عندما تم اكتشاف خاصية زيادة تنمية العضلات عند مستخدمي هذا العقال عن طريق طبيب النادي الدولي للاتحاد السوفيتي والذي أفشى السر إلى طبيب نادي الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن فاز ناديه بالبطولة وبعدها انتشرت فكرة استخدامها في المحافل الرياضية بشكل كبير وصنعت بأكثر من 100نوع منها ما يستخدم بالفم ومنها ما يؤخذ عن طريق الحقن وأخرى على شكل دهان على الجلد إلى أن تم بعد ذلك تحريم استخدامها في المحافل الرياضية بغرض زيادة تنمية العضلات وذلك بعد اكتشاف آثارها الجانبية الخطيرة حيث أثبتت العديد من الدراسات أن هذه الهرمونات تؤدي بشكل مؤكد إلى الإصابة بالسرطان خاصةً سرطان البروستاتا بالإضافة إلى آثارها الجانبية الخطيرة الأخرى مثل تأثيرها على وظائف الكبد والتقليل من كثافة أو سمك غشاء المعدة مما قد يزيد احتمالية الإصابة بقرحة المعدة وتسريع ظهور الصلح عند الذكور، كما أن مركبات الإستيرويد بشكل عام لها القدر على رفع نسبة الكوليسترول والتراي جلسيرايد في الدم مما يجعل المستخدمين لهذه الأدوية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية كما يؤثر أيضاً على وظائف الكلى وتؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم . أيضاً بالإضافة إلى أن جميع هذه العقاقير تسبب ما يسمى بالاستسقاء أو الارتشاح العضلي نتيجة عدم اتزان الماء والأملاح وبالرغم من أن هذه الخاصية تستفيد منها الخلايا العضلية والمفاصل والأنسجة الضامة لأنها تؤدي إلى زيادة حجم العضلات إلا أنها تزيد العبء على القلب والأوعية الدموية مما قد يؤدي إلى اضطرابات وإصابات قلبية مفاجئة، ومما سبق يتضح لنا أهمية وجود الرقابة الذاتية أولاً ومن ثم الرقابة والمتابعة الطبية الدقيقة التي تضمن عمل جميع الفحوصات اللازمة أثناء استخدام مثل هذه العقاقير وعدم التجاوز باستخدامها الاستخدام الخاطئ أو لغير الأغراض الطبية التي وجدت لأجلها والتأكيد على إشاعة ثقافة الوعي الصحي في المجتمع والتعامل مع هذه المستحضرات الطبية على اختلاف أنواعها بوعي وحذر شديدين وتحت إشراف طبي مباشر.