@@ عجزت عن الكتابة لكم هذا اليوم.. @@ فقد تجمد إحساسي.. @@ وتمزقت أفكاري.. @@ وتبعثرت ذاكرتي.. @@ وخمدت مشاعري.. @@ وتعطلت قدرتي على الكتابة.. منذ أُبلغت - وأنا خارج المملكة- بوفاة اعز الناس إلي.. @@ بانتقال والدتي الغالية إلى الرفيق الأعلى.. @@ منذ صدمتني المفاجأة.. وأخرسني الخطب.. @@ حتى التعبير عن الحزن.. عن الفقد.. عن اللحظة القاتلة قد أعياني.. وشل كل شيء فيَّ.. وحولني إلى إنسان (متبلد).. إلى إنسان يتحرك ولكن دون مشاعر.. @@ فالحياة من حولي.. بدت - لأول مرة- وكأنها دون لون.. او طعم.. او معنى رغم جمال بعض ملامحها.. وإن كانت صور (القبح)المختلفة تظل (طافية) عليها وإن حاول أصحابها إضفاء الطابع الإنساني.. أو الأخلاقي (المزيف) عليها.. @@ ولأول مرة أخذت اشعر بشيء مختلف.. @@ شيء مختلف تجاه البشر.. @@ تجاه الحياة.. @@ تجاه الأشياء.. @@ فالخطوب.. والكوارث.. والمآسي.. بكل ما تنطوي عليه من سوء.. الا أنها تكشف لنا (معادن) عباد الله.. وخبايا الدنيا.. وأسرار الأشياء.. الجميل منها.. والمفزع.. الرائع.. والمضحك.. والمبكي.. @@ فالإنسان المصاب في إحساسه.. في مشاعره.. في اعز الناس إليه ورغم حالة انعدام الوزن التي يمر بها.. الا انه يحس بشيء واحد هو: @@ ان الحياة.. بكل من فيها.. وما فيها.. @@ بكل ما يطفو على سطحها.. @@ بكل صور (البشاعة) فيها.. @@ انها تظل أجمل.. @@ تظل تشكل بالنسبة له مصدر طاقة.. مصدر قوة.. مصدر تحمل لغوائل الزمن.. وصدماته.. @@ فالشكر كل الشكر.. @@ والعرفان كل العرفان.. @@ والمودة كل المودة.. @@ لأصحاب القلوب النظيفة.. @@ لأصحاب الأحاسيس الحية تجاه جمال الأشياء.. @@ لكل من خفف عليّ.. أنا.. وأخوتي..وأبناء عمومتي.. وأخوال أبنائي.. وأقربائي.. وأصدقائي الأوفياء.. @@ إلى كل وجه رأيناه.. @@ وصوت سمعناه.. @@ ومشاعر صادقة رصدناها.. @@ وعيون دامعة.. وصادقة.. ضربت وجعنا في مقتل.. وهدأت مشاعرنا ونفوسنا.. @@ إلى كل الأحبة.. والأوفياء.. @@ إلى كل من شاركنا بمشاعره الصادقة.. ألمنا..ضياعنا.. تعبنا.. @@ كل الشكر.. والمودة.. والصفاء.. وجزاهم الله عنا خيرا..ومتعهم بموفور الصحة والعافية.. وصفاء النفوس.. @@@ ضمير مستتر : @@ (لاشيء يستحق في هذه الحياة أن نتألم له.. أكثر من ألمنا لفراق الأغلى.. والأقرب إلى نفوسنا).