في نهاية كل عام نقف مع أنفسنا وقفة تأمل صادقة ومحاسبة للنفس ونكتشف الكثير من الأحداث التي مرت علينا خلال العام المنصرم من أفراح وأحزان ومضايقات، والمواقف التي أدمت أفئدتنا وأحلامنا الصغيرة التي تهرب منا كأنها طيور مهاجرة وفيها ما أبكانا وأضحكنا وما كنا قد خططنا له فالبعض منها تحقق والبعض الآخر تأجل للسنة الجديدة. ما أسرع الأعوام تمر وتنتهي والسعادة لكل شخص متفاوتة، فالبعض منا سعادتهم هي كثرة المال ولا شك أن المال له دور كبير في تحقيق المتطلبات الحياتية. ويفرحنا في الحياة مساعدة أناس لا تمت لنا بهم صلة وعجزنا عن تحقيق خدمة من هم قريبون منا، ومن المؤكد جاءتنا مساندة من أناس لا نعرفهم ولم نتوقع منهم المساندة وتظل أنفسنا تحمل لهم العرفان، وما أتعسنا حينما يبتعد عنا من هم أقرب الناس لنا من دافعت عنهم بقلب صادق وتخلى عنك في وقت أنت أحوج إليه، فقد ضاعت تضحياتنا في مهب الريح وفقدنا التمتع بالمسرات للحياة مما يدل على ضعف قدرته على الإحساس بنا. وبذلك علينا أن ننسى ولا نحصر ما جاءنا منهم بل نمد النظر إلى أبعد الأفق ونحدد موقع آمالنا، وعلينا أن لا نضيع تفكيرنا بالمطلقات وننسى أننا بشر لنا أحاسيسنا ومشاعرنا التي تنبض بها الدماء، وكم من الوجوه العابرة تصدفنا بسفرنا فنجد فيها الارتياح وتترك في دواخلنا الشيء الكثير لن تنسى طول ما حيينا، فهو من كسى حياتنا باللون الأبيض ووضوحه كالزمرد يضفي شيئا من الهدوء الروحي. وكم رسمنا السعادة على وجوه الآخرين وأنفسنا تنزف دماء لم نقدر أن نسعد أنفسنا، وكم من القرارات التي تجاهلناها وعدنا نبحث عنها فلم نجدها ولم يكن في الحسبان أهميتها لأن عقلياتنا في عدم استقرار ذاتي. ولو أن عقولنا تميزت بالكمال لما حتم علينا أن نتخذ قرارات جديدة في مطلع العام الجديد وننسى ما مضى من العام السابق وما فيه من مواقف محزنة، وتذكرنا ما فيها من مواقف رائعة، ونهتم بالخطة القادمة بجميع تفاصيلها ودقائقها، وعلينا أن لا نستهجن قدرات العقل وأي شيء يخص الإنسانية فعلينا الإحساس بالتفاؤل تجاه العام الجديد والتفكير الدافئ المصحوب بالعاطفة فهو من يضمن لنا عدم الرجوع إلى صورتنا القديمة وتهذيب حواسنا هي أهم من تهذيب أفكارنا. ومن المؤكد أن الله فضلنا على مخلوقاته فعلينا أن نحب الحياة ونحب من حولنا والعالم أجمع ولنا طموحات لابد أن تتحقق وعلينا أن نحملها معنا إلى العام الجديد عسى الله أن يحققها لنا، وأن يتلمس كل منا الطريق السليم ويعالج الأمور المتعلقة بالحياة لا كأجزاء متفرقة بل كمجموعة متماسكة، والإحساس بالحياة واكتساب التجارب مع وجود العقل.. وكل عام وأنتم بألف خير. همسة: برد المسافات يؤلمني ويقتلني حرائق روحي توقظني فزعا للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 268 مسافة ثم الرسالة