المتابع لتاريخ الالعاب الاولمبيه يكتشف انها بدأت منذ قرون.. وبدأت كما هو معروف في عام 776ق. م وفي عام 1896م قرر البارون الفرنسي بيار كورباتان اعادة احياء هذه الالعاب ولم تتوقف هذه الألعاب الا خلال الحربين العالميتين كما هو معروف.. لسنا هنا بصدد الإشارة الى تاريخ هذه الالعاب والبحث في جوانبها المختلفة فالصفحات الرياضية وأهل الاختصاص هم الاعلم منا بذلك.. الا أن مشهد مشاركتنا المتواضعة في اولمبياد بكين حرك الشجون كما يقولون.. لقد صفعني طفلي الصغير بسؤاله الحاد وهو يقارن مشاركات بعض الدول الصغيرة في هذا الاولمبياد ومشاركتنا المتواضعة..؟! وراح يطرح عليّ أسئلته المختلفة والتي تتضمن العديد من الاستفسارات والتساؤلات وحتى علامات الاستفهام الكبيرة والمثيرة حتى أكثر إثارة من مشهد حفل الافتتاح المدهش والمثير لما أبدعه الأصدقاء الصينيون.. هؤلاء الذين أبدعوا في كل شيء تقريبا.. كنا نشاهد الحفل واستعراض الفرق المشاركة.. وخفقت قلوبنا وهي تشاهد وفدنا المتواضع والذي لا يتناسب أبدا مع ما حققته بلادنا العزيزة والغنية من انجازات.. بعض الدول الصغيرة جدا والتي مساحتها أصغر من مساحة أحدى محافظاتنا ولانقول مناطقنا الكبيرة هذه الدول مشاركة في الكثير من الألعاب.. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه بحب لماذا طوال العقود الماضية أخفقنا في تكوين قواعد رياضية وفي مختلف الألعاب.. هل أننا لم نحسن الاكتشاف والبحث في مختلف مناطقنا محافظاتنا مدننا حتى قرانا الكثيرة عن القدرات المواهب.. هل أننا لم نحسن اختيار المشرفين والمدربين عن مختلف الالعاب القادرين على اكتشاف المبدعين في مختلف مجالات الالعاب.. نحن نعلم أن القيمين على رعاية الشباب والرياضة في بلادنا على قدر كبير من المسؤولية والوطنية وحتى الاهتمام بكل ما من شأنه يساهم في تطوير الرياضة في بلادنا.. ولكن وما أصعب ولكن هنا السنا تأخرنا كثيرا عن الركب العالمي.. لذلك عندما طرح ابني الصغير سؤاله (أبوي لماذا نحن من اقل الوفود..؟) والمؤلم أنني لم أستطع الإجابة على سؤاله لسبب بسيط أنني لا أعرف الخلفيات والأسباب التي وقفت خلف تراجعنا عن هذا الركب.. والمؤلم أكثر أن كل مواطن شاهد وفدنا في هذا الاولمبياد شعر بغصة وكاد يختنق بعبرته راح يتساءل لماذا نحن هكذا.. من هو المسؤول عن ذلك.. هل لأننا انشغلنا بشاعر المليون ومتابعة دروسنا والاهتمام بسوق الأسهم وارتفاع الأسعار والحديث عن التضخم وراء ذلك.. هل تشجيعنا لأنديتنا الجنوني متابعتنا لمسلسلات الفضائيات شغلتنا وابعدتنا عن الابداع الرياضي الذي من المفرض أن يقودنا للعالمية.. المؤكد أننا في حيرة من امرنا وسوف نموت غيرة ونحن نشاهد وفودا بالمئات في مختلف المشاركات..؟!!