فتيات في عمر الزهور يرتبطن برجال طاعنين بالسن من أجل وريقات نقدية سرعان ماتطير ليبقى بعدها جروح وآلام وتجاعيد ترتسم على وجه الحياة وأشياء لا تزول مكتوب لها البقاء ما بقيت الحياة. الفقر قد يكون وقوداً والحاجة هي المحرك الأول نحو زواج يربط بين متباعدين ماذا نسمي هذا الزواج صفقة تجارية أو مصلحة مادية. "الرياض" تفتح ملف "الزواج الخفي" الذي لا يرى الناس له فرحة ولا يسمعون له زغرودة واحدة. أجمل سنوات عمري سماهر تقول: أعيش أنا وستة من أشقائي في كنف أسرة فقيرة للغاية فوالدي رجل مسن ووالدتي امرأة كادحة وصبورة لا نملك من حطام الدنيا سوى منزل متهالك، كما لا نملك دخلاً مادياً يساعدنا على تلبية احتياجاتنا الضرورية حيث مازال أشقائي صغاراً وعلى مقاعد الدراسة الابتدائية والظروف القاسية تحيط بي من كل جانب فلقد كنت أحاول اكمال مسيرتي التعليمية بالجامعة، ولكن للأسف تحتاج إلى مصاريف باهضة. كان حظي في هذه الدنيا هو شبابي وجمالي الذي أسعفني برجل ثري، تعرفت عليه في أحد المراكز التجارية بعدها عرض علي الزواج السري المؤقت لحين انتهاء فترة عمله وعودته لمسقط رأسه وأنه يقيم لفترة محددة هنا ستنتهي بمجرد استكماله لعمله، ترددت في البداية ولكن أمام إغراءات العروض المادية وافقت بعد ان اشترطت عليه مبلغ "100" ألف ريال مقدم و"200" ألف مؤخر إلى جانب استئجار شقة خاصة بي مؤثثة بأفضل أنواع الأثاث الأوروبي باسمي وعشت حياتي معه حلوة وجميلة كملكة فقد كانت جميع طلباتي مجابة وهو زوج حنون ومحب لي وأحببته من قلبي ودعوت الله ان يبقيه لي، وان يستمر هذا الزواج ولكن فجأة وبدون مقدمات رحل بعد ان أنجز مشروعه التجاري بعد زواج استمر "3" سنوات هي من أجمل سنوات عمري تاركاً لي ورقة مكتوب عليه وداعاً وبجوارها شيك بمبلغ "200" ألف ريال لقد بكيت حينها وحاولت الاتصال به ولكن لا فائدة فلقد رفض استقبال مكالماتي وقام باغلاق الخط في وجهي دون أي مبالاة لقد بكيت عليه طويلاً ولكن في النهاية استسلمت للأمر الواقع وتقبلت مرارة الهزيمة لقد تزوجته دون علم أهلي وموافقتهم، وبرغم ذلك فأنا غير نادمة لأنني من خلال هذا الزواج انتشلت أسرتي من براثن الفقر والحاجة. عوضت سنوات الحرمان بثروة تهاني "21" عاماً تقول: لم أعرف طعم السعادة في حياتي وكل ما أعرفه في حياتي هو الجوع ومرارة الحرمان والفقر وأنين والدتي المريضة وصراخ أخوتي الصغار، فقد كنت أعيش كأي فتاة فقيرة تتعذب ويزداد عذابها كلما رأت فستاناً جديداً ترتديه صديقتي وأنا لا أستطيع ان ارتديه مثلها، فقد كنت أكتوي بنار الغيرة والحسد وأنا أرى زميلاتي يركبن السيارات الفخمة ويرتدين الملابس والمجوهرات غالية الثمن، ويسكن في فلل وقصور ويحط بهن الخدم من كل ناحية، وبعد فترة من الوقت تعرفت على أحدهم عن طريق إحدى صديقاتي كان رجلاً ثرياً ومسناً ويرغب الزواج من فتاة شابة ولفترة محددة مقابل مهر كبير وخدمات أخرى، لم أتردد لحظة واحدة في الموافقة بل اعتبرته عرضاً مغرياً وفرصة رائعة يجب علي ان لا أفوتها واشترطت عليه مقابل موافقتي بأن يكتب فيلا باسمي أو قطعة أرض كبيرة، بالإضافة إلى مبلغ مادي كبير مقابل عقد زواج، وبالفعل حصلت على كل ما أريد من هذه الشروط بعد اتمام الزواج وبعد فترة طلقني ولكني خرجت بثروة لا بأس بها واستطعت من خلالها ان أعوض سنوات الحرمان. طفلي يدفع الثمن أما عبير تقول: تزوجت زواجاً عرفياً مقابل "150" ألف ريال من رجل ثري ولا يستقر به الحال في مكان نتيجة ظروف عمله التي تجبره على التنقل هنا وهناك وكانت المدة المقررة لزواجنا عاماً واحداً بعدها أحصل على ورقة الطلاق وكان من ضمن شروطه عدم الانجاب وتم كل شيء بسرعة دون معرفة أسرتي فكنت أتحين الفرص واختلق الحجج لأفراد أسرتي نتيجة خروجي المتكرر من المنزل والذي أقضيه داخل العش الزوجي المؤقت دون معرفة أحد وبعد فترة شاءت إرادة الله ان أحمل فكانت الطامة الكبرى بالنسبة لزوجي حيث غضب مني أشد الغضب مما جعل هذا السبب أجبره على الطلاق وتنكره لطفله فكان الوضع محرجاً لي ولأسرتي والتي وقع عليها الخبر كالصاعقة، ولكن في النهاية تقبلو بالأمر الواقع بعدها تقدمت بشكوى إلى السلطات المختصة والتي طالبتني بالأوراق الثبوتية التي ثبت هذا الزواج من أجل استدعاء زوجي لكن مع الأسف الشديد ليس عندي ما يثبت ذلك بل ولا حتى عنوانه ومقر إقامته وتوليت تربية ابني خالد والذي لا ذنب له فيما حصل وسيظل طوال عمره بلا أب (مجهول الهوية) بعد ان تنكر له والده دون وجه حق فهذه غلطتي ودفع ثمنها ابني. ثمن نزوتي نصف مليون أبو علاء يقول: كثير من الرجال المتزوجين يلجأون لمثل هذا النوع من الزواج خشية من المشاكل وغضب الزوجة الأولى (أم الأولاد) التي ترفض فكرة الزوجة الثانية لذلك نجد من يعمد إلى مثل هذا الزواج الخفي بعيداً عن العيون كما ان هناك الكثير من الشباب يلجأ إليه لحين اكمال دراستهم أو تكوين أنفسهم فأنا شخصياً تزوجت بمثل هذه الطريقة ولكني دفعت ثمنه غالياًس عندما قامت زوجتي الصغيرة والتي عقدت عليها بتهديدي بأنها ستبلغ أهل زوجتي وأولادي ان لم أدفع الذي تطلبه ويبلغ نصف مليون ريال ودفعت لها مضطرا إنقاذاً لبيتي ولأسرتي من الانهيار في حالة لو علمت زوجتي بمثل هذا الأمر (المخجل) ولم تكتف بهذا المبلغ بل استمرت بتهديدي وابتزازي حتى حصلت على سيارة وقطعة أرض باسمها ولم ينقذني منها ومن شرها إلى بعد ان تزوجت من رجل آخر وبنفس الطريقة. الفتيات ضحايا الأستاذة ريم المهنا من مركز خدمة المجتمع تقول: إن ظاهرة الزواج العرفي أو المسيار من الظواهر القديمة والتي بدأت تطفو إلى السطح مرة أخرى نتيجة للفقر وزيادة معدل العنوسة بين الفتيات، ونتيجة تسلط الزوجات على الأزواج من خلال منعهم من ممارسة حقهم الشرعي في الزواج من أخرى، بالإضافة إلى ثراء بعض الرجال ورغبته في امتاع نفسه ولو لفترة محددة دون قيد أو شرط أو إلتزامات أسرية مستمرة وأغلب الفتيات اللاتي وقعن ضحية لمثل هذه العقود كن ضحايا لعوامل الفقر والبطالة والعنوسة نتيجة رغبتهن في تحقيق معيشة أفضل لهن ولأسرهن في ظل انعدام الوظيفة وتدهور الأوضاع الاقتصادية وتفشي حالة البطالة والتي أجبرت أغلب الفتيات انتهاج مثل هذا الأمر وغيره. مهمة مقابل أجر مادي الأستاذة تهاني الملا تقول: أغلب الرجال أذكياء ويخططون بدهاء مستغلين حاجة الفتاة للمال في ظل تلك الظروف المادية القاهرة وتقذيم العروض والمغريات لهن مطالبة بتوعية الفتيات بخصوص هذا الموضوع الهام والذي يجب ان يتم بشروط وعقود وشهود وموافقة الأهل حتى تستطيع ان تضمن حقوقها في حالة حدوث الحمل أو الطلاق فالزواج العرفي له منافع محددة ولكن ضرره على المرأة أكبر وأشمل خصوصاً من الناحية النفسية والاجتماعية فهي من خلال هذا العقد مجرد جسد فقط وامرأة تؤدي مهمة محددة ومعينة ولا حقوق لها على الاطلاق والذي تشعر خلاله بالدونية والمذلة والمهانة، حيث تقوم بمهمة مقابل أجر مادي أو مصلحة معينة دون وجود للروابط الوجدانية بين الزوجين ومع الأسف الشديد نجد ان هذه الظاهرة في تزايد مستمر بين معشر الفتيات المتشوقات والمتحمسات الطامعات بحياة ومعيشة أفضل تنتشهلن من حياة الفقر والضياع غير مباليات بعواقب الأمور نتيجة هذا الزواج السري داعية الفتاة ان تكون أكثر صبراً وتحملاً حتى تصون عفتها وتحفظ كرامتها وأنوثتها وألا تجعل نفسها لقمة سائغة في أفواه المتذوقين من الرجال. الزواج المبارك الشيخ علي المطيع يقول: إن زواج الفتاة دون إذن وليها باطل هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم فالزواج العرفي يتم بين طرفين هما الزوج والزوجة وبين شاهدين ولكن دون تدخل ولي الأمر، وهو زواج خادش للحياء ومهدر للحقوق والكرامة فالزوج الشرعي الذي يتم بإذن ولي الأمر والذي هو على سنة الله ورسوله زواج مبارك وأهدافه سامية ونبيلة وثمرته ذرية مباركة وصالحة بإذن الله، أما الزواج المتعة فهو مخالف تماماً لنهج شريعتنا ومهدر لحقوق المرأة المسلمة والتي ستعاني من أضرار نفسية واجتماعية خطيرة نتيجة لهذا الزواج غير المتكافئ.