خروجا من مأزق مصطلح (الرواد) باعتباره المسألة الصعب عطفا على مفهوم الرواية...لكونها تظل قضية نسبية وخلافية، ينظر إليها كل فريق من منظور مغاير ومختلف لما يراه راصدو الريادة ودارسوها وفق منهجياتهم المختلفة...فلقد خرج د.عبد الرحمن الشبيلي من دوائر هذه الدوامة إلى رصد الدور البارز وغير المسبوق، وذلك من خلال تلمس الأثر الذي يستطيع الباحث والدارس رصده في مسيرة الريادة الإعلامية للراحلين من رواد الإعلام في المملكة العربية السعودية. يقول الدكتور الشبيلي: أعني بالريادة في هذه الدراسة، الدور البارز وربما غير المسبوق، الذي بقي تأثيره على النحو الذي توضحه هذه الدراسة مكمنه عند كل شخصية يرد ذكرها. ويضيف د.عبدالرحمن قائلا:إن الالتزام بهذا التصنيف وبمفهوم (الريادة) الذي اختطته الدراسة قد يخرجان العشرات من الذين يتوقع ذكرهم، حيث صعب وضعهم ضمن هذا المفهوم، وإن كان هذا الاجتهاد لا يقلل من منزلتهم الفكرية والثقافية والأدبية. هذا مما جاء في إصدار حديث بعنوان (الراحلون من رواد الإعلام في المملكة العربية السعودية) للدكتور: عبدالرحمن بن صالح الشبيلي، حيث يعد هذا الإصدار عبارة عن محاضرتين تلقي الضوء على مرحلة من إعلامنا السعودي من خلال رواد رحلوا وكانت لهم أحقية الريادة الإعلامية وفق الدراسة التي اختط منهجيتها د.الشبيلي في جزءي هذه المحاضرة، حيث كان الجزء الأول يدرس :راحلون قبل إنشاء وزارة الإعلام 1962م، أما الجزء الثاني فتناول:راحلون بعد إنشاء وزارة الإعلام من عام 1962م وحتى ما وصلت إليه نهاية الدراسة في آخر محطاتها مارس 2008م. لقد تناولت الدراسة هذه الريادة، من منطلق الجذور الإعلامية، التي تمتد جذورها إلى عام 1883م ، وذلك بجل أول مطبعة إلى الحجاز في أواخر العهد العثماني...ليخرج المؤلف في محاضرته عبر هذه العقود في عرض عام حسب أدواته التي سخرها لدراسة هذه الريادة...ليضع عام 1924م محطة فعلية في تاريخ الإعلام في المملكة، على اعتبار أن هذا العام هو العام الذي صدرت فيه الجريدة الرسمية للبلاد، وهي صحيفة (أم القرى). استخدم د.الشبيلي في محاضرته الأولى الريادة في تلك الحقبة الإعلامية ، الأسلوب الإجمالي مراعاة للاختصار في دراسته، بعيدا عن تركيز الدراسة على التسلسل الزمني لتلك الفترة، وبعيد عن إخضاع الدراسة وفقا للموضوع، ليقسم هؤلاء الرواد الراحلون، إلى مجموعات وفق العنونة التالية:الإعلام المهاجر، فنون الطباعة المبكرة، المكتبات والنشر، الصحافة العثمانية والهاشمية في الحجاز، مراقبة المطبوعات، الصحافة السعودية، الإعلام الخارجي، الإذاعة السعودية. استعرض بعد ذلك د.الشبيلي في الجزء الثاني من المحاضرة، مراحل الإعلام السعودي إداريا، وذلك كضرورة توضيحية للدراسة، فقسم المراحل الإدارية للإعلام السعودي إلى ثلاث مراحل، الأولى :إنشاء أول مديرية للمطبوعات، والتي صدر بها أمر الملك عبد العزيز - رحمه الله - عام 1926م، والتي سميت فيما بعد بقلم المطبوعات...أما المرحلة الثانية:مرحلة دمج قلم المطبوعات ومديرية الإذاعة، والتي سميت بالمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر، وذلك في عهد الملك سعود - رحمه الله - أما الثالثة: تحويل تلك المديرية إلى (وزارة لإعلام) في أواخر 1962م. قسم د.عبدالرحمن رواد الإعلام في هذا الجزء إلى مجموعتين، وفق التصور الذي خرجت به الدراسة في هذا الإصدار، الذي ضم(55) صفحة من القطع المتوسط ، من إصدار مطبعة سفير بالرياض. محمد المرزوقي