يستطيع المرء أن يرثي والدا.. وهناك من يملك الحق في رثاء مدير.. وغيره من يتمكن من رثاء قائد عسكري فريد.. وآخر قد يوفق في رثاء علم اجتماعي وأسري.. والكل لديه المقدرة في رثاء محب للخير.. وهناك من ينجح في رثاء واصل لرحمه.. وأيضاً قد يرثى من يرى أنه مثال للكرم.. وسبق رثاء مثال للانضباط في وقت العمل والمواعيد.. وسيأتي من يرثي من هو مثال في الشجاعة.. وبيننا من سيرثي شخصيات تمثل كنزاً من التاريخ أو من الثقافة أو من المعلومات المختلفة.. ولكن.. ولكن يصعب جداً على المرء أن يرثي في كلمات قصيرة إنساناً تجمعت في شخصيته كل هذه الخصال وأكثر منها بكثير.. لا يدركها إلا من كان قريباً منه أو عمل معه.. هذا الإنسان هو معالي الفريق أول متقاعد العم عبدالله بن عبدالرحمن آل الشيخ مدير الأمن العام سابقاً الذي فجع الجميع بنبأ وفاته صباح يوم الثلاثاء الماضي.. وتزداد صعوبة الرثاء صعوبة إذا كانت فقد مثل هذه الشخصية فجأة وهو الذي كان إلى آخر لحظات عمره يؤدي صورة من صور هذه الصفات.. وهذه الصفات التي تكونت في شخصية الفقيد والتي يعرفها عنه الجميع هي صفات تحققت له أولاً بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل قادة هذا الوطن الغالي الذي تشرف الفقيد بالعمل تحت إمرتها لسنوات طويلة جداً تجاوزت الخمسين عاماً.. فالفقيد رحمه الله كان من أبرز قادة الأمن في وزارة الداخلية ولسنوات طويلة وفي أكثر من مسؤولية.. وكان شخصية عسكرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان ودلائل.. فقد حظي رحمه الله خلال هذه السنوات بشرف العمل تحت قيادة خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى عندما كان وزيراً للداخلية وتحت امرة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية حفظهم الله.. من هنا كان من الطبيعي جداً أن تكون هذه للفقيد أعظم فرصة وأفضل شرف ليس له مثيل وقل أن تتاح لغيره فكانت شخصيته العسكرية والإدارية ناتجاً طبيعياً من هذه الإدارة التي عمل تحت ظلها لسنوات طويلة جداً.. رحمك الله يا أبا زياد وأسكنك فسيح جناته والعزاء للوطن الذي فقد أحد رجالات الأمن.. والعزاء أيضاً لكل من ينشد مثل هذه الصفات وهذه الخصال..