طالب حزب المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي الجمعة النظام العسكري بارجاء الاستفتاء حول الدستور الذي كان مقرراً اليوم في معظم مناطق البلاد بسبب الدمار وعشرات آلاف الضحايا بعد مرور الاعصار نرجس. وقال المتحدث باسم الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية "مع هذا الوضع، ليس الوقت مناسبا لإجراء استفتاء". وارجأت المجموعة العسكرية الحاكمة الاستفتاء الى 24ايار/مايو في 47منطقة ضربها الاعصار، لا سيما في رانغون وايراوادي (جنوب)، الا انها ابقت عليه في موعده السبت في باقي انحاء البلاد. من جهة أخرى حذرت الاممالمتحدة الجمعة من ان عاصفة قوية اخرى تتجه نحو بورما مما قد يعقد جهود الاغاثة البطيئة في اعقاب اعصار نرجس المدمر الذي ضرب البلاد الاسبوع الماضي. وصرح ريتشارد هورسي المتحدث باسم عمليات الاغاثة الدولية ان نحو 1.5مليون شخص شردوا من منازلهم بسبب الكارثة التي ادت الى مقتل عشرات الآلاف، ويمكن للعاصفة الجديدة ان تعرض المشردين الذين يواجهون الأمراض لمخاطر كبيرة. وقال لوكالة فرانس برس من تايلاند المجاورة ان "خبراء الارصاد لدينا ابلغونا انه من المرجح ان تتساقط امطار غزيرة على بورما خلال الايام السبعة المقبلة". وأضاف "ستكون هذه مشكلة كبيرة على الطرق غير المعبدة. ويمكن لهطول الامطار الغزيرة ان يعقد الامور بالنسبة لجميع من هم بدون مأوى". وتابع "اذا انتشر وباء عن طريق المياه واذا استمر النقص في المأوى عند هبوب العاصفة (...) واذا هبت عاصفة اخرى على منطقة الدلتا، فإن ذلك سيمثل مشكلة كبيرة على كافة من هم من دون مأوى". كما اعلنت الاممالمتحدة ان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا المجلس العسكري البورمي الى التركيز على مساعدة ضحايا الاعصار بدلا من التركيز على الاستفتاء، وهو يحاول اجراء مناقشات مع رئيسه ثان سوي لتسهيل وصول المساعدة الدولية. وذكر الجهاز الاعلامي للأمم المتحدة ان الامين العام دعا المجلس العسكري البورمي الى الانصراف لمساعدة ضحايا الاعصار نرجس بدلا من التركيز على الاستفتاء الدستوري المقبل. هذا وانقسم مجلس الامن الخميس حول الوسائل التي يتعين اعتمادها للتعامل مع الوضع الطارىء في بورما، اذ فيما تدعو الدول الغربية الى ممارسة ضغوط على المجلس العسكري الحاكم للسماح بادخال المساعدات، حذرت بكين من تسييس القضية. وأعلن السفير البريطاني جون سويرز ان لندن تعتبر ان من اختصاص السلطات البورمية "اتخاذ التدابير الضرورية لاتاحة وصول المساعدات الانسانية" بعد مرور الاعصار نرجس في نهاية الاسبوع الماضي. وقد اسفر الاعصار على ما يبدو عن اكثر من 100الف قتيل، كما ذكر دبلوماسي اميركي في بورما.واوضح سويرز ان السلطات البورمية "قامت ببعض الخطوات في هذا الاتجاه، لكن من الضروري ان تقوم بمزيد منها". وكرر نظيره الفرنسي جان-موريس ريبر المطالبة بأن يقدم رئيس الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة جون هولمز تقريرا رسميا الى مجلس الأمن عن الوضع في بورما. من جانبه، قال السفير الاميركي زلماي خليل زاد "لقد صدمنا تصرف الحكومة" البورمية. وأضاف ان "الموافقة على عرض المساعدة الذي قدمته المجموعة الدولية والدول والمنظمات الدولية، يجب ان تكون امرا مفروغا منه". لكن نائب السفير الصيني ليو زنمين قال ان المشكلة ناجمة عن كارثة طبيعية وهي تدخل في نطاق عمل الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة وليس مجلس الامن الذي يقتصر دوره على درء التهديد الموجه الى السلم والامن الدوليين. وقال الدبلوماسي الصيني "هذا هو رأي اكثرية الدول الاعضاء في مجلس الامن، بما فيه رأيي". وفي موضوع متصل اعلنت الناطقة باسم مكتب تنسيق المساعدات الانسانية في الاممالمتحدة اليزابيث بيرس الجمعة في جنيف ان المنظمة ستوجه نداء الى المجتمع الدولي لتوفير مساعدة طائرة لمدة ستة اشهر لنحو 1.5بورمي منكوب من جراء مرور اعصار نرجس في بورما. وأوضحت بيرس ان مساعد الامين العام للمنظمة جون هولمز سيوضح تفاصيل النداء امام الصحافيين في نيويورك. كما أعلنت الحكومة اليابانية أمس الجمعة أنها ستقدم عشرة ملايين دولار إلى وكالات الاغاثة التابعة للأمم المتحدة لصالح ضحايا اعصار ميانمار كما انتقدت مجلس الحكم العسكري لأنه لم يقبل بدخول عمال مساعدات. وطالبت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل المجلس العسكري الحاكم في ميانمار بفتح البلاد أمام منظمات الاغاثة الدولية. وقالت ميركل أمس الجمعة لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) في برلين: "لا أتفهم مطلقا موقف الحكومة العكسرية في ميانمار بمنع دخول المساعدات العاجلة التي تم عرضها في هذا الموقف". وكانت الخارجية الالمانية استدعت أول أمس الخميس سفير ميانمار في برلين. وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير إن سبب استدعاء السفير هو التعبير عن مخاوف الحكومة الالمانية من وضع المزيد من العقبات في طريق التعاون. هذا وقد وصلت طائرة تحمل 18طنا من بسكويت عال الطاقة إلى يانجون اليوم الجمعة في إطار برنامج معونات واسعة لميانمار التي ضربها الاعصار. وصرح المتحدث باسم برنامج الاغذية العالمي ماركوس برايور في بانكوك بأن طائرة تحمل 18طنا من البسكويت والامدادات الطبية هبطت في يانجون قادمة من دبي وأن شحنة أخرى من دكا في بنجلاديش تحمل 20طنا من البسكويت في طريقها إلى ميانمار.