توقع خبراء اقتصاديون أن تصعد أسعار النفط خلال الأشهر القليلة القادمة إلى 150دولاراً للبرميل متأثرة بعدد من العوامل من أهمها استمرار تدهور صحة الدور وعدم بروز مؤشرات توحي بانتعاشه أمام العملات الرئيسة العالمية، وكذلك تدفق استثمارات كبيرة من صناديق الاستثمار العالمية نحو المتاجرة بالنفط بعد اقتناعها بأن أسعار البترول ماضية قدما في المسار الصاعد ما يعوضها عن الخسائر الكبيرة التي لحقت بها جراء هبوط سعر صرف الدولار. و من العوامل التي ساهمت في تعزيز التوقعات بصعود النفط إلى مستوى 150دولاراً للبرميل ومنها إلى 200دولار في مدة قد لا تتعدى عام 2010م سخونة الأجواء السياسية في منطقة الشرق الأوسط ويأتي في مقدمتها ما يدور في لبنان من معارك بين جماعات مسلحة واحتمال امتداد هذا الصراع ليشمل دولا في المنطقة تتمركز قرب مكامن النفط ما يبعث الوجل لدى المستهلكين من تأثر انسياب إمدادات النفط الخام إلى الأسواق العالمية وبروز شح يرفع من أسعار النفط إلى مستويات قياسية تضغط على نمو الاقتصاد العالمي. ويؤكد المراقبون النفطيون أن أسعار المواد البترولية المكررة هي العامل الأهم في تنامي أسعار البترول إلى هذه المستويات القياسية حيث ارتفعت منذ بداية الشهر الماضي بنسبة 14% على مستوى معظم النفوط القياسية في الأسواق الرئيسة للنفط، ويدلل المراقبون بتقرير إدارة الطاقة الأمريكية التي أظهرت الأسبوع الماضي أن مخزونات نواتج التقطير في الولاياتالمتحدة التي تشمل زيت التدفئة والديزل هبطت 100ألف برميل إلى 105.7ملايين برميل الأمر الذي دعم المسار الصاعد لأسعار النفط. مسئولو الأوبك يعيدون التأكيد بأنه لا يوجد شح في إمدادات البترول الخام بل ويؤكدون أن عدداً من دول الأوبك تواجه صعوبات في وجود مشترين لنفطها الخام وهو ما يبرهن على أن صعود أسعار البترول لا يتصل بنقص إمدادات الخام وإنما تغذية عوامل مثل الاضطراب في بعض أسواق الأسهم العالمية والتراجع الكبير في الدولار الأمريكي اللذين شجعا المستثمرين على البحث عن عوائد أفضل في السلع الأولية ولاسيما في سوق العقود الآجلة للنفط الخام. ويلف العالم حالة من القلق من تأثير تراجع سعر الدولار و ارتفاع أسعار النفط على أسعار المواد الغذائية التي طفقت تتضاعف بصورة سريعة ما يهدد بتشكل بؤر جديدة للمجاعة بالعالم وتعميق من حالات الفقر التي تعاني منها الدول النامية والفقيرة وتنذر باندلاع الفوضى والاضطرابات الأمنية في هذه الدول وهو ما دفع منظمة الأغذية والزراعة العالمية إلى مطالبة الدول الصناعية الكبرى بضرورة تقديم الدعم لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية للحيلولة دون العواقب الاجتماعية والسياسية الناجمة عن ذلك. إلى ذلك حامت أسعار النفط أمس الجمعة قرب مستوى قياسي جديد مراودة سعر 125دولاراً للبرميل لخام ناميكس القياسي رغم الضغوط من الدول المستهلكة التي تحاول ثنيها عن تحقيق معدلات جديدة والعمل على قهقرة تقدمها من خلال الإعلان عن مستويات عالية من المخزونات أو حتى تقليص مستويات الاستهلاك والتقليل من معدلات الطلب. أسعار المعادن النفيسة كانت المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار النفط حيث صعد الذهب بمقدار 8دولارات أمس الجمعة إلى 900دولار للأوقية، كما ارتفعت الفضة إلى 17دولاراً للأوقية.