شهد الأسبوع الماضي تأرجحا في أسعار النفط الخام على مستوى جميع أسواق البترول العالمية والتي يتم من خلالها أبرام عقود وفقا لأسعار النفوط القياسية، وتجاذبت الأسعار عدة عوامل ساهمت في بقاء النفط فوق 64 دولاراً للبرميل طيلة أيام الأسبوع المنصرم ومن أهمها التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط التي ولدت مخاوف بشأن إمدادات النفط العالمية في ظل الخلاف بين الدول الغربية وإيران بعد إعلانها استئناف أبحاث الوقود النووي وتهديداتها بالمضي قدما في برنامجها النووي وطرد مراقبي وكالة الطاقة الدولية مما قد يعرضها إلى عقوبات اقتصادية عالمية ستؤثر على انسياب نفطها إلى الأسواق العالمية،و من هذه العوامل أيضا انفجار في خط أنابيب نفط خام في نيجيريا مما دفع شركة رويال داتش شل إلى خفض إنتاجها بمقدار 100 ألف برميل يوميا وتجدد القلق بشأن تعرقل تدفق النفط بعد تجدد أعمال العنف وخطف عمال البترول، وكذلك استمرار الخلاف الروسي - الأوكراني بشأن تسعيرة الغاز، وتعرقل إمدادات النفط العراقي بسبب الأعمال الإرهابية. غير أن هناك عوامل أخرى عملت على الحد من تنامي أسعار البترول واندفاعها إلى مستويات كان من المفترض أن تصل إلى 65 دولاراً للبرميل لخام ناميكس وأكثر من 63 دولاراً للبرميل لخام مزيج برنت القياسي ومنها تطمينات منظمة الأوبك من أن السوق لا تزال تترى بالنفط الخام و لا يوجد أي قلق بشأن حدوث شح قد يفاقم أزمة ارتفاع الأسعار وكذلك الإجراءات الترشيدية التي اتخذتها عدد من الدول الصناعية المستهلكة للنفط للحد من الطلب على النفط والعمل على قهقرة تقدم أسعاره إلى مستويات قد تضر باقتصادياتها ومن هذه الدول الصين واليابان وفرنسا والولاياتالمتحدةالأمريكية كما ساهم اعتدال الطقس في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوربا وارتفاع المخزونات الاحتياطية من النفط في كبح تقدم الأسعار. وأفضى ذلك إلى هبوط إيجار ناقلات النفط العملاقة بنسبة 7٪ حيث انخفض إيجار الناقلات التي تنقل النفط الخام من منطقة الخليج العربي إلى الأسواق العالمية إلى 2,13 دولار للبرميل. و أدت حمى بيع في نهاية التداول لجني الأرباح أمس لا سيما وان الأسواق سوف تغلق لمدة ثلاثة أيام لمصادفة يوم الاثنين القادم لعطلة (لوثر كنج) إلى تراجع أسعار نفط ناميكس بمقدار 1,30 دولار ليستقر سعره عند 63,70 دولاراً للبرميل، بيد أن تراجع سعر مزيج برنت كان طفيفا حيث بقي سعره عند 62,01 دولاراً للبرميل كما أغلق سعر الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات الالكترونية عند سعر 62,22دولاراً للبرميل، وبقيت أسعار وقود التدفئة والجازولين عند مستوياتها السابقة في حدود 1,72 دولار للجالون، إلا أن سعر الغاز الطبيعي واصل هبوطه ليصل إلى 8,88 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. أما أسعار المعادن النفيسة فقد واصلت مسارها التصاعدي بقيادة الذهب الذي يتجه نحو 600دولار للأوقية حيث سجل أمس 555 دولاراً للأوقية في ظل ضعف سعر صرف الدولار كما سجل البلاتين مستويات عالية بلغت 1039 دولاراً للأوقية ووصل سعر الفضة إلى 9,17 دولارات، وأفضى إغلاق مصفاة لتكرير الزنك إلى ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية بلغت 2072 دولاراً للطن المتري، وحلَّق سعر الألمنيوم في ظل الإقبال الكبير عليه من قبل المضاربين حيث بلغ 2400 دولار للطن المتري، وارتفع سعر النحاس إلى 4589 دولاراً للطن.