تزايدت وتيرة التوقعات والتحليلات النفطية بشأن احتمال صعود أسعار البترول إلى مستويات قياسية قد تتخطى 150دولاراً للبرميل بداية الشهر القادم وقد تلامس 140دولاراً للبرميل خلال الأسبوع الحالي إذا ما استمرت سخونة الأجواء السياسية بمنطقة الشرق الأوسط وخاصة التوترات بين إيران وإسرائيل وبوادر التهديدات الإسرائيلية باحتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران لتدمير قدراته النووية التي تدعي أنها تهدد أمنها. ومع أنه من غير المرجح أن تقدم إسرائيل على هذه الخطوة لكونها تعزز من موقف إيران على المستوى السياسي على الأقل في العالم الإسلامي وتساهم في زيادة التعاطف الشعبي لاسيما وأن إسرائيل تغتصب حق شعب وتحتل أرضاً بالقوة وأي قوى ضدها ستجد من يساندها ولو عاطفيا من شعوب العالم الإسلامي، إلا أن الأسواق النفطية تنظر إلى هذه التهديدات على أنها تعيق التدفقات النفطية إلى أسواق الطاقة وبالتالي فإنها إذا ما أضيفت إلى عوامل المضاربات وضعف الدولار سوف تعمل على تنامي الأسعار إلى مستويات قياسية تعد مقلقة بالنسبة للدول المستهلكة. وظلت الإمدادات النفطية من النفط الخام تتدفق إلى الأسواق بكميات تبدد قلق المستهلكين حيث تشير الإحصائيات بأن الشحنات القادمة من بحر الشمال لخام برنت ستزيد بنسبة 8.6% خلال الشهر القادم، وتؤكد المؤشرات الأولية بأن شحنات مزيج برنت والتي على موجبها يتم تسعيرة ثلثي الخام العالمي سوف ترتفع إلى 175097برميلا يوميا في يوليو القادم. كما أن شركة مارثون وهي رابع شركة لإنتاج النفط في الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت الإنتاج من حقل "الفهيم" قرب الشواطئ النرويجية حيث من المتوقع أن يصل إنتاج الحقل إلى 75ألف برميل يوميا ويزداد ذلك تدريجيا في نهاية العام القادم ليقترب من طاقته الإنتاجية التي تصل إلى 120ألف برميل يوميا . وعلى الرغم من هذه الوفرة في الإمدادات إلا أن ضعف الدولار والتوترات السياسية والاضطرابات في المناطق القريبة من مكامن النفط بالإضافة إلى توجه السيولة من صناديق الاستثمارات إلى عقود النفط تحوطا من التضخم بسبب تدهور صرف الدولار يضاف إلى هذه الأسباب ارتفاع الضرائب من قبل حكومات الدول المستهلكة على النفط والمشتقات البترولية أدى إلى تسارع مارثون سباق أسعار النفط لتسجيل مستويات قياسية أثرت على أسعار المواد الأساسية الأخرى وأحدثت وجلا لدى شعوب العالم التي أنهكت اقتصاديا. دول الأوبك واصلت نفي مسؤولية شح الإمدادات في ارتفاع أسعار النفط مرجعة ذلك إلى المضاربات المحمومة من قبل المضاربين على عقود البترول الآجلة مؤكدة أنها لا ترى أي زحام لناقلات النفط أمام موانئ الدول المنتجة بسبب نقص الشحنات مؤكدة أنها لا يمكن أن تفعل شيئا لهذا التصاعد باٍلأسعار لكونه لا يوجد نقص في النفط الخام من الممكن أن تعوضه من احتياطياتها الإنتاجية الفائضة والتي تصل إلى أكثر من 3ملايين برميل يوميا. أسعار النفط استهلت تعاملاتها الأسبوعية بارتفاع لخام برنت بمقدار 1.6دولار ليصل سعره إلى 137دولاراً للبرميل بينما تراجع خام ناميكس القياسي بمقدار 1.6دولار إلى 137.47بصورة ضئيلة نتيجة إلى موجة بيع لجني الأرباح قبل أن يسلك مسارا صاعدا في الفترة المسائية. أسعار المعادن النفيسة قفزت بقيادة الذهب الذي ارتفع بمقدار 7دولارات إلى 910دولارات للأوقية كما صعدت الفضة الى 17.4دولار للأوقية.