كشفت أمس الأول الثلاثاء مصادر عسكرية محلية أن ما لا يقل عن 500إرهابي تمكنوا من التنقل باتجاه معاقل الجهة الشرقية من البلاد هروبا من قبضة الحصار المفروض عليهم من قبل قوات الجيش بولايات الوسط بالأخص بولايتي "تيزي وزو" و"بومرداس". ولم تتردد المصادر نفسها من التحذير مما أسمته "الخطر الإرهابي المحدق" الذي بات يهدد المحور الشرقي من الجزائر. وعلمت "الرياض" أن 100إرهابي على الأقل ما زالوا متخندقين بمرتفعات ولاية جيجل ( 350كلم إلى الشرق) لوحدها وأن الرقم الأول في الجماعة السلفية سابقا، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب حاليا، عبد المالك درودكال، المدعو مصعب عبد الودود، أجبر على مغادرة معاقل ولاية بومرداس ( 50كلم شرق العاصمة) حيث كان يتحصن رفقة أتباعه ليختبئ بأحد معاقل ولاية تيزي وزو، هروبا من عمليات التمشيط العسكرية التي تخضع لها المنطقة منذ فترة ليست بالقصيرة وأسفرت مثلما كشفته تقارير رسمية وأخرى صحفية عن مصرع 20قياديا بارزا في صفوف التنظيم ممن يتزعمون سرايا وكتائب منطقة الوسط بعضهم كان يعد لتنفيذ عمليات تفجيرية انتحارية فضلا عن اعتقال 25آخرين أعضاء فى شبكات مكلفة بتقديم الدعم للانتحاريين بالجزائر العاصمة وبعض ولايات الوسط. وتحدثت المصادر نفسها عما أسمته "خريطة إرهابية" تبرز الانتشار الجديد لعناصر القاعدة على مستوى ما يعرف بالمناطق الخامسة والسادسة والسابعة للتنظيم، والتي تشمل ولايات قسنطينةوباتنةوجيجل وسوق أهراس وتبسة وخنشلة والوادي وسطيف والوادي، وهو ما تعززه سلسلة العمليات الإرهابية التي شهدتها هذه الولايات نهاية العام 2007ومطلع العام الجاري التي استهدفت قوات الجيش لعل أبرزها الكمين الإرهابي الذي أودى بحياة 8دركيين بنطقة الوادي ( 850كلم إلى الجنوب الشرقي). وأفادت المصادر العسكرية أن ما يقارب 40عنصرا جديدا بعضهم جامعيون وآخرون استفادوا من تدابير العفو والمصالحة الوطنية التحقوا في الفترة الممتدة ما بين 2007/2006بصفوف التنظيم على مستوى مرتفعات ولايات جيجل وسكيكدة، وأن منطقة الشرق الجزائري تحصي لوحدها وفي نفس الفترة التحاق ما يزيد عن 350إرهابياً "حديثي التوظيف" باتجاه معاقل المنطقة، وكشفت المصادر أن عدد الإرهابيين بولاية باتنة ( 450كلم إلى الشرق) مثلا يقدّر ب 100إرهابي متوزعون على 3كتائب، "كتيبة الموت" التي يقودها المدعو "علي المغيرة" و"كتيبة الفتح" التي يتزعمها المدعو "وليد بن خرور" وو أخيرا "كتيبة أحمر خدو" التي يقودها حسن مالوش"، فيما دفعت الفبضة الحديدة التي تمسك بها قوات الجيش على المعاقل الرئيسية للجماعة السلفية وسط البلاد بزعيم التنظيم عبد المالك درودكال إلى تفعيل ما يعرف ب "الخلايا النائمة" لتعويض النزيف الذي شهده صفوف القاعدة على خلفية العشرات من التائبينالذين يسلمون أنفسهم إلى المصالح المختصة أملا في الاستفادة من تدابير العفو أو الإرجاء أو التخفيف من العقوبات القضائية. وكان تقرير رسمي تداولته عدد من الصحف الجزائرية، صدر شهر مارس/آذار عن مصالح أمن ولاية بومرداس كشف أن ما يقارب 400إرهابي ينتمون للجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، ينتشرون في غابات وجبال ولاية بومرداس لوحدها. وقال التقرير إن هؤلاء أصبحوا مصدر تهديد لسكان القرى بالأخص تلك المعزولة، حيث يبتزونهم في الأموال والمؤونة بفرض منطق القوة. وتضمن التقرير أسماء الإرهابيين والتهم الموجهة إليهم، ويحدد مكان انتشارهم، ويشير إلى مناطق مثل دلس حيث وقع فيها الاعتداء على مخفر حراس السواحل العام الماضي الذي تبناه تنظيم القاعدة، ويذكر التقرير أن من بين الإرهابيين من يوجد في حالة فرار بعدما دانهم القضاء الجزائري غيابيا بأحكام تتراوح ما بين الإعدام والسجن المؤبد، وأن هؤلاء ينشطون متفرقين بعد تضييق الخناق عليهم من طرف القوات المشتركة.