كيف أستطيع أن أحقق الشهرة؟.. ترى كم شخصا منا يبحث عن إجابة لهذا السؤال؟ يؤسفني أنني لا أملك وصفة موحدة للإجابة على هذا السؤال ولكن وبحكم تخصص هذه الزاوية فلقد وجدت الإجابة لهذا السؤال للراوي والمنتج وإليكم الوصفة كما رصدتها وتابعتها، إن كنت كاتب رواية فلن تحقق الشهرة في هذه الأيام إن كتبت رواية يعبر شخوصها عن واقع الكثير من سكان هذا الوطن ورصدت في فصولها معاناتهم وإنجازاتهم وقصص إخفاقاتهم ونجاحاتهم وكنت أقرب إلى تصوير الواقعية ورسم ملامح أفرادها بكل دقة وإتقان. للأسف رغم نجاح أسلوبك وتميز شخوصك فروايتك لن تنجح إلا في زمن غير هذا.. أما لماذا فعليك أن تكتب رواية جديدة لترى الفرق بين النجاح والفشل لتكن شخوص روايتك الثانية نساء مغلوبات على أمرهن ورجالا ظلمة. اجعل من الفتيات ضحايا وبعد ذلك صوّر كيف ينتقمن من المجتمع، صوّرهن في أى صورة تعري أنوثتهن وتكشف ما وراء أبواب غرف النوم وأكتب ما بين السطور فلقد جربت أن تكتب السطور في روايتك الأولى فلم تحقق النجاح. اكتب أدق التفاصيل وفصل في أدقها وعليك أن تظهر فتيات مجتمعك بعكس ما نعرفه عنهن فلو قدمتهن كما نعرفهن فما هو الجديد؟ عليك أن تختار نماذج غير سوية وتبرزها إلى المقدمة أما تلك النماذج السوية التي قدمتها في روايتك الأولى فادفعها الى دائرة الظلمة واجعل شخوصك غير السوية في دائرة المظلومين.. أنت بهذا أوهمتنا ونحن صدقنا انك استطعت أن ترينا ما وراء الأبواب ومن غير حجاب. لتكن الروايات التي حققت أكثر المبيعات في السنتين الأخيرتين ودفعت بكتابها إلى المقدمة والشهرة دليلك ولا تنس أن تختار الاسم الرنان قل نساء بلا حجاب أو حجاب لا يستر ما وراءه أو نساء سعوديات أو فتيات في مهب الريح أو نساء المدينة الفلانية.. الخ. المهم اجعل روايتك وكأننا نسمعها من شاهد شاف كل حاجة رغم أنه (ما شافش حاجة). إن كنت كاتباً درامياً فسر على خطى زميلك كاتب الرواية ولا بأس ان حصلت على حقوق تحويل روايته الثانية إلى مسلسل ترينا فيه الازدواجية في شخصياتنا. أظهر النساء وهن يرتدين حجاب المجتمع فليس في ما ستكتب ما يسمى بالحجاب الشرعي والفرق بينهما كبير فالأول يصلح لكل زمان ومكان أما الثاني فهو للمجتمع ولهذا فهو مرتبط بختم الجوازات يطير من على الأجساد مع ختم الخروج ويعود إليها مع ختم الدخول.. عليك أن تبحر في كشف تفاهة مجتمعك ليكن السائق ذئبا يتربص بأهل بيتك وليكن أهل بيتك نعاجا يسهل على الذئب إغواؤهم والأجمل أن تحولهن إلى ذئاب والسائق هو النعجة. إن كان أبطال عملك من الأثرياء فلا تطرح كيف نجح الأب وحقق ما وصل إليه ولكن اطرح كيف أفسد المال الأسرة بما فيهم الأب، الأسر الفقيرة لا تخدم توجهاتك بعمل ناجح إلا ان حولت أفرادها إلى فرائس تصطاد الآخرين لا تحدثنا عن معاناتهم فهذا الأمر لا يعنينا حدثنا عن انحرافاتهم.. وتذكر جيداً انك كلما اسهبت في وصف انحرافات مجتمعك بل وأفردتها وحجبت كل نموذج حسن كلما وجد ما ستنتجه الرواج الكبير فأنت تجيد صناعة ما يحب كل حاقد على مجتمعك أن يراه وما أجمل ما أنتجت (أليست شهادة شاهد من أهلها) أدق وأعمق وأصدق. هنيئاً لك بالنجاح وهنيئاً لك بالشهادات والأوسمة أنت وزميلك الراوي وطاقمك التمثيلي والإخراجي وهنيئاً لمنتجك وقناتك التي تستحق بعد هذا لقب القناة الجريئة التي كشفت المستور.. ولكن عندما تنصرف عنك الأضواء إلى نموذج جديد يعبر عن مرحلة جديدة بما يرضى عنه كاره جديد لمجتمعك وتبقى وحدك في الظلام تسترجع ما صنعته بمجتمعك وبنفسك وعندما تصل إلى النتيجة نرجوك لا تأتي إلينا بعيون دامعة فلن نسامحك حتى لا تسامح نفسك.. والآن هل لا زلتم تبحثون عن إجابة لسؤال بداية المقال؟.