استقبلت مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية صباح أمس الملكة رانيا العبدالله حرم ملك الأردن، والوفد الرسمي المرافق لها ضمن زيارة ودية للاطلاع على الخدمات الإنسانية وتبادل الخبرات بين الطرفين. وكان في استقبالها لدى وصولها للمدينة مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية الدكتور عبدالعزيز الشامخ وعدد من منسوبي ومنسوبات المدينة الإنسانية، كما كان في استقبالها صاحبة السمو الملكي الأميرة عبير بنت تركي بن عبدالعزيز آل سعود وعدد من صاحبات السمو الأميرات. وفي بداية الزيارة ألقت الأميرة عبير بنت تركي كلمة رحبت فيها بالملكة رانيا والوفد المرافق لها، قالت فيها: يسعدني الترحيب بجلالتك وبصحبك الكريم في مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية أحد مشاريع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية والتي تحظى بدعم ورعاية لا محدودين من مؤسسها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وانطلاقاً من رؤية المؤسسة أن تكون صرحاً رائداً في تقديم خدمات إنسانية متميزة للمجتمع فقد وضعت المدينة هدفاً بأن تكون أحد مراكز التميز العالمي في مجال التأهيل من خلال الامكانات البشرية والتقنية ذات الكفاءة والبرامج المصممة خصيصاً لإعادة المريض لحالته الطبيعية والاعتماد على نفسه ودمجه في المجتمع. وأضافت: وبحمد الله وتوفيقه حققت برامج المدينة نتائج طبية لمراجعيها من المواطنين والمقيمين حيث استقبلت العديد من الأشقاء من مختلف الدول العربية وما زالت تستقبل المزيد منهم، كما ان للمدينة اتفاقيات تعاون مع العديد من المراكز الطبية العالمية المتخصصة، وتسعى لتعزيز التعاون والتكامل مع الجهات الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي هذه المناسبة يسرني أن أشيد بالدور الإنساني الذي تقوم به جلالتك برعاية ودعم المشاريع الإنسانية وجهودكم الكبيرة لنقل صورة حقيقية عن حقيقة وواقع المرأة العربية لتغيير النظرة النمطية عنها وتعزيز مشاركتها التنموية بمختلف المجالات، كما أشير لنشاط جلالتكم في تحسين الوضع المعيشي للمرأة والطفل وتأسيسكم مؤسسة نهر الأردن وهي مؤسسة أردنية غير حكومية وغير ربحية وتعمل منذ تأسيسها في عام 1995م على تحقيق رؤيتها المتميزة المتمثلة في تمكين المجتمع الأردني برمته ولا سيما المرأة والطفل من خلال تحسين نوعية الحياة فيه بهدف ضمان مستقبل أفضل للأردنيين كافة. وأشارت إلى أن جميع الخدمات الإنسانية التي نسعى إليها تتطلب رؤى واضحة وأهدافاً محددة لتحقق المأمول منها وهو ما نراه حالياً على أرض الواقع من خلال النتائج الإيجابية لتلك المشاريع. وقالت في ختام كلمتها: أود التأكيد على أن جميع العاملين في مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ومشاريعها المختلفة يضعون دوماً نصب أعينهم رسالة المؤسسة السامية "مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم" في جميع أعمالهم لتكون وفق تطلعات مجلس أمناء المؤسسة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز سائلين المولى عز وجل أن يوفق جلالتكم في جهودكم الخيّرة وأن يوفقنا سبحانه وتعالى جميعاً لأداء الواجب...". عقب ذلك قدمت مديرة إدارة التعليم وتطوير الموظفين عبير بنت هاشم الفوتي عرضاً تعريفياً مختصراً لأهم الخدمات التي تقدمها المدينة من خلال فيلم وثائقي مرئي لاقى استحسان الحضور وفي مقدمتهم جلالة الملكة رانيا.. بعدها توجهت الملكة رانيا إلى جولة في أنحاء المدينة للاطلاع على المرافق الطبية والتأهيلية والوقوف على خدمات أهم مراكز وأقسام المدينة التي انتهت بمركز تنمية الطفل حيث اطلعت على البرامج المتخصصة في رعاية وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. عقب ذلك سلم مجموعة من الأطفال جلالة الملكة رانيا هدية تذكارية باسم المدينة وهي عبارة عن لوحة من عمل أطفال المدينة تشتمل على رسومات يدوية ملونة تحمل شعار المدينة الذي يعبّر عن الأمل في عودة تلك الفئة إلى حياتهم الطبيعية قدمها لها الطفل أحمد القلم. وعبّرت الملكة رانيا العبدالله في ختام جولتها عن إعجابها بما شاهدته من استعدادات طبية وتأهيلية وإدارية في مرافق المدينة ومن أهمها مركز التأهيل الطبي ومركز الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية. دعت الملكة رانيا إلى أهمية تواصل وتعاون مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية مع مؤسسة الحسين لذوي الاحتياجات الخاصة في الأردن في سبيل تبادل الخبرات وتقديم الخدمات بأفضل امكانية ممكنة. وأكدت خلال جولتها على ضرورة تذليل العقبات المكانية والتجهيزات المساندة في كل الأماكن العامة مشيرة إلى إهمال الدول العربية وافتقادها الاهتمام بهذا الجانب البالغ الأهمية بالنسبة للفئات الخاصة رغم بساطة تلك التجهيزات.