برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - تعقد الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي (المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار) في الفترة من 17- 1429/6/19ه وذلك في مقر الرابطة بمكة المكرمة. وأوضح الدكتورعبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة لعالم الإسلامي، أن الرابطة دعت عدداً كبيراً من العلماء والفقهاء والدعاة ومسؤولي المراكز والجمعيات الإسلامية ومراكز البحث ومؤسسات الحوار وأساتذة الجامعات، للمشاركة في المؤتمر بالبحوث وبأوراق العمل من خلال المحاور الآتية: المحور الأول: التأصيل الإسلامي للحوار ويركز على تحديد مفهوم الحوار وأهدافه وأسسه ومنطلقاته في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع النظر في تجارب الحوار الحضاري عبر التاريخ. المحور الثاني: منهاج الحوار وضوابطه ويعالج المشاركون من خلاله إشكالات الحوار ومحظوراته وتحديد آلياته وآدابه. المحور الثالث: مع من نتحاور؟ وهم أطراف الحوار من أتباع الرسالات الإلهية وأتباع الفلسفات الوضعية وسيناقش المشاركون من خلال هذا المحور مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة إلى الإسلام. المحور الرابع: مجالات الحوار، وهي عديدة تشمل شؤون الإنسان وإصلاح حال المجتمعات البشرية وعلاج ما يتعلق بصراع الحضارات والسلم العالمي إلى جانب مخاطر البيئة وقضايا الأسرة والأخلاق في المشترك الإنساني. وأشاد د. التركي باهتمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله - بترسيخ الأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية السامية وحثه على الاهتمام بشؤون الإنسان والأسرة التي هي أساس المجتمع بما يحفظ كرامة الإنسان ومكارم الأخلاق ويعزز التعاون والتعايش بين الشعوب . وبين أن المؤتمر سوف يهتم بالتأصيل للحوار وتوجيهه ليكون وسيلة فاعلة في معالجة المشكلات الكبرى التي تعاني منها البشرية، وجسراً متيناً يحقق تعاون الدول والمنظمات والمجتمعات على اختلاف ثقافاتها فيما تجتمع عليه من قيم إنسانية مشتركة، تحقق العدل والأمن والسلام البشري، وتسهم في إشاعة العفة واجتناب القبائح والرذائل، وعلاج شؤون الأسرة وتماسكها، ومواجهة آفات الإرهاب والظلم والمخدرات، وغير ذلك من المآسي البشرية، إلى جانب جعل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات هو البديل عن دعوات الصراع بين الحضارات التي تهدف إلى العبث بالعلاقات السلمية بين الشعوب. وبين د. التركي أن الحوار واجب ديني، تمليه مهمة التعريف بالإسلام والدعوة إليه ويؤكده وجوب إزالة سوء الفهم والتصورات الخاطئة التي تروج عن الإسلام مؤكداً أن الحوار مجال حيوي للمسلمين ومشروعيته وأهدافه ووسائله وبرامجه تحقق لهم ما يلي: @ التعريف بالإسلام وبالمبادئ الإنسانية التي جاءت بها رسالته للبشرية كافة وفي مقدمتها مبادئ السلام والأمن والتعايش والتعاون بين الشعوب والأمم فيما يصلح حال الإنسانية. @ تصحيح الصور المغلوطة عن الإسلام من خلال معرفة الآخر والوقوف على تصوراته حول الإسلام ومبادئه ومن ثم مناقشته وتعريفه بالصورة الصحيحة للإسلام. @ الدفاع عن الشريعة، ونفي صلتها بالافتراءات التي تروجها الجهات المعادية للإسلام مثل الإرهاب والظلم وانتهاك حقوق الإنسان وخاصة ما يتعلق بشأن المرأة وغير ذلك من المفتريات. @ دعوة غير المسلمين للتعاون وفق المبادئ التي نزلت بها رسالات الله من أجل حل مشكلات البشرية ومحاربة الفساد ونشر الأمن والسلام والرفاه لبني الإنسان. @ تفنيد دعوات الصراع بين الحضارات ومواجهتها وإنقاذ البشرية من المخططات الهادفة إلى الصدام بين شعوبها. @ تكوين رأي عام عالمي يناصر القضايا الإسلامية ويهتم بها ويسعى لتحقيق مطالبها العادلة. وقال د. التركي إن المشاركين في المؤتمر أعدوا بحوثاً وأوراق عمل حول مشروعية الحوار مع غير المسلمين وسوف يصدر عن المؤتمر ميثاق إسلامي بشأن الحوار ورسالة موجهة من المؤتمر إلى دول العالم وشعوبه ومؤسساته الدينية والثقافية والسياسية والأكاديمية وغيرها. وقد رفع د. التركي شكره وتقديره وشكر الرابطة وتقديرها لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وإلى سمو ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز على اهتمامهما بشؤون المسلمين ودعم العمل الإسلامي الذي تنفذ برامجه المنظمات الإسلامية وعلى رأسها رابطة العالم الإسلامي كما أعرب عن الشكر والتقدير لوزارة الخارجية في المملكة وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل على اهتمام الوزارة بما يوضح الصورة الحقيقية للإسلام وبما يسهم في التعاون والاستقرار العالمي.