أدت موجة بيع عمت أسواق الطاقة العالمية لليومين الماضين قبل خلود الأسواق إلى راحة عطلة نهاية الأسبوع بهدف جني الأرباح إلى تراجع أسعار البترول بمقدار 5دولارات للبرميل على مستوى جميع النفوط القياسية التي يتم بموجبها قياس أسعار النفط في مواقع البيع بمختلف مناطق العالم . وعزا خبراء في الطاقة هذا التراجع في أسعار النفط الخام إلى تحسن سعر صرف الدولار وتحول السيولة عن السلع الأولية ومنها النفط للمتاجرة بالدولار الذي انتعش خلال الثلاثة أيام الماضية أكثر من 1% مقابل سلة عملات رئيسة، كما تعزز هذا التوجه بعد إعلان اليابان من أن التضخم لديها أرتفع إلى أعلى مستوياته بنسبة 1.2% نتيجة إلى ارتفاع تكاليف الطاقة ما فسر بأن اليابان قد تتخذ إجراء للحد من الاستهلاك يعمل على تراجع الطلب ويؤثر على مستوى أسعار النفط. وكانت أسعار النفط قد سلكت مسارا صاعدا منذ بداية التعاملات للأسبوع المنصرم متأثرة بنقص المخزونات الاستراتيجية في الدول المستهلكة الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية ما جعل أسعار النفط تقترب من 120دولارا للبرميل وسط حالة من القلق لدى الدول المستهلكة من أن ذلك سيضر بنمو الاقتصاد العالمي رغم أن جميع أسعار السلع الأولية في تنام مستمر ومنها الغذاء الذي يلامس احتياجات الشعوب بصورة مباشرة، وكخطوة تهدف إلى فرملة تقدم أسعار النفط عمدت الولاياتالمتحدة إلى زيادة الإنتاج من المواد البترولية المكررة من خلال رفع العمل في المصافي البترولية إلى ما نسبته 86% من طاقتها التكريرية لمواجهة الطلب المتزايد استعدادا لموسم القيادة الصيفية حيث يرتفع استهلاك الوقود. غير أن المحللين النفطيين يرون أن هذا الانخفاض هش فالنفط ربما يتحول إلى المسار الصاعد ويسجل أرقاما قياسية جديدة متكئين في تحليلاتهم على عدد من المؤشرات ومنها أن تراجع النفط عن تسجيل مستويات قياسية كان بسبب توجه السيولة لدعم الدولار الذي لم يسجل تحسنا يذكر سوى 1% فهو لا يزال يستند على عكازين مهتريين، ومن المعطيات التي ستدعم تقدم أسعار النفط أن جميع أسعار السلع الأولية ظلت في مستوياتها المرتفعة ولم تظهر بوادر تشير إلى تراجعها، كذلك هناك ضغوط في الإمدادات فهناك تعرقل في الإنتاج لما يصل لحوالي 170ألف برميل يوميا في نيجيريا وإضراب مزمع لمدة يومين في مصفاة تكرير اسكتلندية قد يؤثر على 700ألف برميل يوميا من إمدادات خام بحر الشمال للأسواق الأوروبية. هذا التنامي في أسعار النفط عزز من توجه المكررين إلى النفط الثقيل الذي كان يشهد تباطؤا في الاستهلاك نتيجة إلى ارتفاع نسبة الكبريت ما يقلل من الهامش الربحي للمصافي فقد تحقق لهذا النوع من الوقود أن تصعد أسعاره إلى ما فوق 100دولار للبرميل بعد أن كانت تقل عن 10دولارات قبل عدة سنوات عندما انهارت أسعار النفط. سعر خام ناميكس بلغ أمس الجمعة في بداية تعاملات الأسواق الآسيوية 115.95دولارا للبرميل بنقص حوالي 15سنتا للبرميل عن سعره ليوم الخميس بينما هبط سعر خام برنت القياسي إلى 114.08دولارا للبرميل بنقص يقدر 18سنتا للبرميل،فيما كانت أقل الخسائر لخام وست تكساس الذي راوح سعره عند معدل 117.30دولارا للبرميل.ونقص سعر الجازولين حوالي 7سنتات إلى 3.01دولارات للجالون. الذهب قاد المعادن النفيسة إلى هبوط بمقدار 1.8% حيث نزل إلى سعر 890دولارا للأوقية في التعاملات الآسيوية قبل افتتاح الأسواق الأوروبية والأمريكية، كما هبطت الفضة إلى 16.70دولارا للأوقية.