حفزت ثلاثة عوامل تمثلت في أحداث نيجيريا وانخفاض المخزونات الأمريكية وارتفاع الطلب على النفط أسعار البترول أمس على الصعود بمقدار 1,5 دولار للبرميل لتلامس 59 دولارا للبرميل لخام ناميكس القياسي وجر ذلك أسعار النفوط القياسية الأخرى التي تجاوبت بسرعة يدعمها اشتداد البرودة في القارة الأمريكية والأوربية وتقارير الأرصاد الجوية الذي يتنبأ بطقس بارد في المستقبل مما رفع من وتيرة الاستهلاك وتخزين المحروقات تحسبا لأجواء ثلجية في ظل شح في إمدادات المواد البترولية المكررة. وكانت الأسواق تترقب التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية وتتأمل بأن ترتفع المخزونات الأمريكية من المواد البترولية المكررة غير أن التقرير الذي صدر مساء أمس خالف التوقعات واظهر عجزا مقداره 298 برميلا يوميا في إنتاج المصافي الأمريكية ليهبط الإنتاج إلى 14,9 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 16 ديسمبر الحالي نتيجة إلى أن المصافي كانت تعمل فقط بنسبة 88٪ من طاقتها الإنتاجية بسبب أعمال الصيانة الدورية ولكون بعض من المنشآت النفطية الأمريكية لا يزال متوقفا لمعاناته من أضرار الأعاصير المدارية. وأشارت الإدارة الأمريكية إلى أن إنتاج الجازولين هبط إلى 8,7 ملايين برميل يوميا كما هبط إنتاج نواتج التقطير إلى 3,9 ملايين برميل يوميا.وتراجع معدل النفط الخام المستورد بمقدار 570 ألف برميل يوميا ليصل إلى 9,9 ملايين برميل يوميا وهي المرة الأولى منذ أربعة أسابيع حيث انه كان طيلة هذه الفترة فوق 10,1 ملايين برميل يوميا. بيد أن المخزونات التجارية الأمريكية من النفط الخام (عدا احتياطيات البترول الإستراتيجية) ارتفعت بمقدار 1,3 مليون برميل إلى 322,5 مليون برميل وهي فوق نصفها العلوي وبمعدل أعلى مما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي. وعزز من قوة اندفاع أسعار برنت وهو الخام القياس الأوروبي، والخام الأميركي الخفيف في المعاملات الآجلة في الفترة الصباحية من تداول الأسواق البترولية أنباء الهجوم على خط أنابيب في نيجيريا ثامن أكبر مصدّري النفط في العالم والذي أدى إلى توقف 170 ألف برميل يوميا من الإنتاج النفطي لاسيما مع عدم وضوح الرؤية بالنسبة لوضع المخزونات الأمريكية التي لم تعلن سوى في آخر التداول في الأسواق الأوربية وبعد مرور حوالي ثلاث ساعات من بدئه في الأسواق الأمريكية. وكان أكثر الخامات تأثرا خام برنت الذي قفز إلى 56,38 دولارا للبرميل تبعه خام وست تكساس القياسي الذي اتجه إلى ما فوق 59 دولارا للبرميل في نهاية التعاملات غير أن أقل الخامات المتأثرة بموجة الصعود الخام الخفيف في سوق لندن للتعاملات اليومية الالكترونية الذي بقي قرب 55 دولارا للبرميل.ولم تصعد أسعار وقود التدفئة سوى 3 سنتات لتصل إلى 1,78 دولار للجالون رغم الإقبال الشديد من قبل المضاربين، وخالف سعر الغاز الطبيعي التوقعات وهبط بمقدار 27 سنتا إلى 13,83 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وعلى خلاف أسعار النفط مني الذهب أمس بهبوط كبير دحرجه إلى اقل من 500 دولار للأوقية مع أن جميع التوقعات تشير إلى ازدياد أسعاره في ظل تراجع سعر صرف الدولار حيث بلغ سعره 496,200دولارا، واستمر البلاتين في التراجع ليصل سعره إلى 955 دولارا للأوقية، غير أن الفضة حافظت على مستوياتها السعرية عند 8,32 دولارات للأوقية.