حصل الهلال الأسبوع قبل الماضي على واحدة من أصعب وأهم بطولاته المحلية الكبرى على مر التاريخ، ليس بهزيمته للاتحاد فقط في المباراة الأخير بهدف دون مقابل، بل ب (السيناريو) المثير الذي تابعه الرياضيون في الجولات الأخيرة لمسابقة الدوري الممتاز حين كان الفريق الأزرق بعيداً كل البعد عن المتصدر الاتحاد وبفارق كبير من النقاط، يصعب على أي فريق تقليصه استعداداً لتحقيق المعادلة الصعبة يوم الحسم بقيادة النجمين الرائعين محمد الدعيع وياسر القحطاني، ولا شك أن النهاية المثيرة للدوري الممتاز هذا الموسم خرجت بالكثير من الدروس المستفادة للرياضيين إداريين وأجهزة فنية ولاعبين سواء المتفوقين منهم أو أولئك الذين خرجوا من المولد بلا حمص، فقد جددت الكرة تأكيدها على أن توفر الإدارة الجيدة والمدرب الكفؤ مع لاعبين مميزين من شأنهم صناعة المستحيل متى تحققت الثقة والعزيمة والإصرار مع حضور عوامل التوفيق أو (الحظ) التي لا تحضر عادة سوى مع الأبطال، والفوز الهلالي هو الأهم برأيي لأنه أوقف مرحلة جديدة للكرة السعودية كانت ستترسخ بسيطرة اتحادية لو قدر للفريق الأصفر الفوز بالبطولة الكبرى للمرة الثانية على التوالي ومن أمام أكبر منافسية لكن الهلال تمكن من استعادة اللقب وإيقاف النفوذ الاتحادي وتحويل المسار في الوقت المناسب من جديد ورغم أهمية البطولة وروعتها وتميزها عن غيرها من بطولات الهلال إلا أن انشغال الإعلام الرياضي باستطلاع رأي شركة (زغبي) بالذات حول النادي السعودي الأكثر شعبية وردود الأفعال المتسارعة والمتشنجة بعد إعلانه من مختلف الأطراف قلل من منح الهلال البطل في القنوات والصفحات الرياضية حقه الإعلامي الكامل. أما الاتحاد الذي فرط بالنقاط السهلة حتى وضع نفسه في مأزق المواجهة الخطرة، وفقد الفرصة التاريخية لتأكيد الهيمنة فيعاني الكثير من الإشكاليات في حراسة مرماه، ودفاعه الذي يستقبل الأهداف من فرص قليلة فتكرر له مع (سابهان) الإيراني ما حدث أمام الهلال وبات قريباً من الإقصاء من البطولة الآسيوية فضلاً عن استمرار مهاجميه في إهدار الفرص القابلة للتسجيل. تميز فرق العاصمة فوز الهلال بالدوري الممتاز، وكأس ولي العهد، والنصر بكأس فيصل والتألق الملفت لفريق الشباب هذا الموسم المتوقع تتويجه ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال يشير إلى أن الكرة في المنطقة الوسطى ربما تكون أوفر حظاً من غيرها في المواسم المقبلة نتيجة التعامل الإداري في هذه الأندية مع أحوال فرقها الذي يبدو أكثر عقلانية ومنطقية مع لاعبيها وأجهزتها الفنية فالأوضاع في النادي الأهلي هي الأسوأ وحادثة (هروب) الستة الشهيرة للاعبيه أمام الشباب تكشف خللاً إدارياً وفنياً في هذا النادي الكبير ولن يكون من السهل الخروج من تلك الأزمة وأولى تبعاتها الهزيمة من الوحدة الإماراتي والخروج من البطولة الآسيوية ولم يتبق له سوى مباراة الإياب الأحد الشرفية أمام الشباب التي ستمنح صافرة نهايتها إجازة مبكرة غير سعيدة للأهلاويين، أما الاتحاد فهو وإن كان لا يزال قوياً إلا أن استشراء التفريط، وتكرار الهزائم والسقوط يساهم في إجهاض كل جميل ويخلق المزيد من المشاكل التي تفتح الملفات المغلقة.