لدينا عربياً ثقافة سائدة ولها سجل طويل في الموروث التاريخي والشعبي وهي الثقافة الموسوعية، ولا يجب أن تكون مثقفاً إلاَّ إذا كان لديك إلمام بمعظم العلوم التطبيقية والنظرية والعلوم الطبيعية والإنسانية، كأن تكون متعمقاً في الأنساب والتاريخ واللسانيات وعلوم الفلك والريضيات. هذه الثقافة التي ورثناها من أجدادنا حتى إننا نصفهم بالبحر، والبلداني، ومن لا يشق له غبار.. ومن لا تكون لديه هذه الثقافة حتى وإن كان عالماً في الطب والرياضيات والهندسة والصيدلة والجيولوجيا والاحياء والكيمياء يتم وصفه بعبارة: "على وجهه أو ضعيف الله. وإلاّ حطني لقيتني، أو يغرق بشبر ماء". الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير عام التعليم بقطاع البنين بالشرقية أستاذ جامعي متخصص بالجودة ويكاد يحفظ كل تفاصيل الجودة في طروحاتها الأكاديمية والعملية. والجودة حاضرة لديه في سلوكه المهني والنظري ولديه فلسفات بعيدة رابطاً التفسير الفلسفي للجودة بكل أمور الحياة... وهنا التشبع بالتخصص حتى إنه يصبح منهج حياة وقناعات لا تتزحزح. وهؤلاء ليسوا فقط (مصدّقي) الجودة بل كل التخصصات،وإذا لم يحصلوا على المساحة والامكانات والاحترام المهني فسوف يخسرهم وطنهم وأمتهم سواء في الطب أو المحاسبة أو التاريخ أو الأدب. احترام المتخصصين هو عنوان لوعي الشعوب وتحضر الأمم. وفي اللقاء العربي الثالث للجدارة الذي افتتحه سمو أمير الشرقية الأمير محمد بن فهد يوم الأحد الماضي كان الدكتور عبدالرحمن المديرس يريد إيصال رسالة عبر الإعلاميين الذين تحدث إليهم ليس فقط من خلال خدمة جهة عمله وزارة التربية والتعليم وإن كان هذا واجباً مهنياً وأساسيات مفهوم وثقافة الجودة التي تقوم على أول مرتكزاتها وأول عناصرها وهي الأمانة. بل أراد إيصال رسالة إلى المجتمع لخدمة هذه البلاد وخدمة أجيالها. ومن خلال تحاوري الطويل مع د.عبدالرحمن المديرس أدركت أن لديه (5) خمسة عناصر ومرتكزات هي مضمون هذا اللقاء لخدمة قطاع التعليم .. وإذا أردنا وسعنا مجالها لتخدم بلادنا وتشمل كل القطاعات وهي أولاً تركيز وزارة التربية والتعليم، - وزارات الدولة، في الحقبة القادمة على بناء قادة المستقبل. ثانياً: دور وزارة التربية - الوزارات - في المسؤولية الاجتماعية نحو نشر ثقافة الجدارة في بناء القادة. ثالثاً: حرص وزارة التربية - الوزارات - على ترسيخ ثقافة العمل المؤسسي من خلال عملية الإحلال أو الاستخلاص (الصف الثاني للقيادة) أي أن يخلف الصف الثاني القيادات. رابعاً: تأكيد دور وزارة التربية - الوزارات - في تفعيل المشاركات والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني مثل: أرامكو السعودية، الغرف التجارية، الجامعات، المعاهد والمؤسسات البحثية. خامساً: الاستفادة من الخبرات والممارسات في بناء القادة على المستويين المحلي والعالمي. أعتقد أننا في هذه المرحلة بحاجة إلى دعم الدكتور عبدالرحمن المديرس وجميع المهتمين في مجال الإدارة والجودة داخل وزاراتنا وجميع قطاعاتنا العامة والخاصة لبناء قيادات وجيل جديد تخرّج من مدارس الجودة وأخضع للتعليم والفحص ومقاييس الجودة العالية.