أوصى لقاء نظمته الجمعية الطبية البيطرية السعودية والذي حمل عنوان "واقع الأمراض المنتقلة من الحيوان إلى الإنسان في المملكة العربية السعودية" بضرورة إنشاء بنك للعترات المرضية المعزولة. وشدد اللقاء على ايجاد البنية التحتية في برامج الطب الوقائي والصحة العامة التي من خلالها يمكن توفير أرضية للدراسات العلمية المتخصصة والدقيقة باستخدام أحدث ما توصل اليه حقل الأحياء الدقيقة للاطلاع التام على كافة ما يمكن أن يحتاجه المصمم لبرامج المكافحة من خطط التطعيم أو العلاج، كما أوصى اللقاء الذي رعاه معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع وحضره نيابة عنه الدكتور خالد الزهراني وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي وأقيم في مدينة الدمام الخميس الماضي، أوصى بوضع البرامج والاستراتيجيات التي من شأنها تطوير قدراتنا وكفاءتنا العلمية لرفع جهوزية الأجهزة الصحية والطبية في المملكة على مجابهة الأمراض المعدية وذلك عبر تبادل الخبرات والمهارات الكفيلة خلال التقاء المهتمين في حقل الطب الوقائي وحقول الأمراض المعدية، وأكد اللقاء على أهمية هذا المطلب وتعاظمه في ظل ما تلعبه وسائل النقل الحديثة في النقل السريع والواسع للأمراض المعدية بين بقاع المعمورة. وكان رئيس مجلس ادارة الجمعية الدكتور احمد بن محمد اللويمي قد افتتح اللقاء مستعرضا أهمية التعاون بين الأطباء البيطريين ووكالة الوزارة للطب الوقائي ومشددا على أن التقاء التخصصات الطبية والعلوم الطبية البيطرية أضحى أمراً حيوياً لا مناص منه في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها المملكة كنتائج طبيعية لبلد ينفتح على عالم واسع خصوصاً بعد انضمامه لمنظمة التجارة العالمية. وبين الدكتور احمد أن مكافحة الأمراض المنتقلة يعد مطلباً حيوياً في ظل ما تسجله الإحصاءات من أن 75% من الأمراض المعدية التي تهدد صحة الإنسان ذات أصل حيواني، وأكد على أن المرحلة الراهنة تستوجب تضافر الجهود بين الجمعية والدوائر التي تقدم الخدمات البيطرية ووزارة الصحة، ودعا رئيس الجمعية البيطرية إلى إرساء قاعدة معلومات تتغذى من خلال التبادل العلمي والمهني بين الطرفين لتصبح المرجعية التي إليها تستند الخطط المستقبلية الاستراتيجية في إما السيطرة التامة على كافة احتمالات انتشار جائحة من الجوائح، أو الاستئصال التام للأمراض المستوطنة في المملكة. وفي كلمة له خلال اللقاء أكد الدكتور خالد الزهراني وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي أن مواجهة أخطار الجوائح التي تهدد العالم يتطلب استراتيجيات جديدة لا تتحقق إلا في ظل مراجعة الكثير من المفاهيم الوقائية في حقل الأمراض المعدية الدارجة. ولعل من أهم ما له صلة بهذا اللقاء العلمي هو توثيق الصلة في حقل التبادل العلمي والمهني بين إدارات الطب الوقائي لوزارة الصحة والإدارات الصحية والبيئية التي يتكفل الأطباء البيطريون بإدارتها والإشراف عليها. لقد أثبتت حملة مكافحة جائحة انفلونزا الطيور، إن مهام الرقابة المشتركة تستدعي بناء القنوات لتبادل المعلومات والخبرات العلمية والمهنية. والحضور الفعال لمهنة الطب البيطري في الوقاية والرقابة على الأمراض المنتقلة تعد من القضايا العالقة التي نتطلع لإلقاء المزيد من الضوء عليها لتصحيح الكثير من المفاهيم والاجلاء عن المعلومات الصحيحة عن الدور الفعال لهذه المهنة في مكافحة الأمراض. ومن ثم أكد سعادته على "أن هذا اللقاء العلمي يعد فضاءً ملائماً لالتقاء المهتمين في حفل الطب الوقائي وحقول الأمراض المعدية لتبادل الخبرات والمهارات الكفيلة بوضع البرامج والاستراتيجيات التي من شأنها تطوير قدراتنا وكفاءتنا العلمية لرفع جهوزية الأجهزة الصحية والطبية في المملكة، لافتاً إلى أن هذا المطلب الملح يتعاظم في ظل ما تلعبه وسائل النقل الحديثة في النقل السريع والواسع للأمراض المعدية بين بقاع المعمورة المختلفة". وخلال اللقاء استعرض كل من الدكتور هشام بوزغاية والدكتور ممدوح ابراهيم من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ورقتهما العلمية حول الأمراض المنتقلة من الحيوان إلى الإنسان في العالم العربي والقرن الأفريقي، حيث بين الدكتور بوزغاية أن السيطرة على الأمراض المنتقلة تواجه صعوبات جمة تتمثل في انعدام شبكات السيطرة التي تحتوي على أنظمة التبليغ والمتابعة والتوثيق للأمراض المنتقلة في قطعان الحيوانات والحالات البشرية المصابة، بالإضافة إلى متابعة الاجراءات الوقائية التي تنفذها الجهات المعنية، وتعد انعدام المعلومات الموثقة من خلال قواعد معلومات متكاملة أحد أهم العوائق في تطبيق أنظمة وقائية ناجحة في العالم العربي. وأكد في محاضرته على تزايد انتشار الأمراض المنتقلة من مواطنها الى مناطق لم تعرف بانتشار مثل هذه الأمراض مما يدل على أن الانفتاح الذي يشهده العالم والإفراط في تحرير التجارة العالمية له عواقب لا تحمد. وتحدث الدكتور ممدوح عن الاجراءات الوقائية التي يجب أن تتخذ في السيطرة على الأمراض المنتقلة. واستعرض الدكتور عبدالعظيم آل الشيخ رئيس الثروة الحيوانية بمديرية الزراعة بالمنطقة الشرقية إلى الاجراءات الوقائية التي اتخذتها المديرية للحيلولة دون انتشار انفلونزا الطيور في فترة انتشاره في المنطقة الوسطى. وقد أشار إلى النجاح الذي حققته الخطة الوقائية نتيجة تضافر جهود المديرية مع شرطة المنطقة الشرقية وحرس الحدود والسواحل في منع تهريب الطيور والحيلولة دون الصيد غير المرخص للطيور المهاجرة. ولم تشهد المنطقة أي حالات انفلونزا خلال تطبيق الخطة. ونظراً لتزايد السل البقري في بعض مناطق المملكة خصص اللقاء محاضرة حول هذا المرض المهم الذي يعتبر أحد أهم الأمراض المنتشرة التي تهدد صحة الإنسان والحيوان، حيث استعرض الدكتور صلاح محروس الهاجري أهم أعراض المرض والأساليب الحقلية للكشف عنه والإجراءات الوقائية لمنع انتشاره إلى الإنسان. وأشار إلى الإجراءات التي قامت بها وزارة الزراعة في مكافحة سل الأبقار في المدينةالمنورة وتضافر جهود صحة البيئة ومديرية الزراعة والطب الوقائي بمديرية الشؤون الصحية في إغلاق المحلات التي تبيع الحليب غير المبستر وازالة المزارع العشوائية وإعدام كافة الأبقار المصابة أو المشتبه بها. واستعرض الدكتور أحمد اللويمي رئيس الجمعية وأستاذ علم المناعة المشارك بقسم الأحياء الدقيقة والطفيليات بجامعة الملك فيصل الدراسة التي تم اجراؤها على الحالة المناعية للمصابين بالحمى المالطية وبين أن الدراسة أظهرت الهبوط الحاد للجهاز المناعي الخلوي للمصاب في المراحل المبكرة من الإصابة. وبينت الدراسة أهمية استمرار الأبحاث لمعرفة مستوى الذاكرة للمناعة الخلوية ليتسنى من خلالها تصميم لقاح فعال في وقاية الإنسان من الإصابة. وشددت الدراسة على أهمية الاستمرار في تطعيم قطعان الحيوانات لمنع انتقال المرض إلى الإنسان. واختتم اللقاء بالتأكيد في توصياته على ما جاء في الأوراق العلمية التي تم استعراضها خصوصاً أهمية بناء قواعد المعلومات التي تم استعراضها والتشديد على أهمية شبكات الاتصال في مراقبة الأمراض المنتقلة.