أثارت مشاهد رمي الحيوانات النافقة على قارعة الطرق الزراعية في واحة الأحساء، مشاعر الأهالي والمهتمين في صحة البيئة، واعتبروا أن ذلك منظرغير حضاري أولاً، فضلاً عن الأعراض التي تنتج عنها وأهمها الأوبئة التي تضر بالكائن الحي. بلا رحمة وأكد رئيس الجمعية الطبية البيطرية السعودية الدكتور أحمد اللويمي ل”الشرق” أن إلقاء الحيوانات على قارعة الطريق، أو في وسط الحقول، أو دفنها في حفر سطحية تعتبر من الظواهرغيرالإنسانية الدالة على الفظاظة، والغلظة، والبعد عن الرحمة، والشفقة بالحيوان، فليس من المعقول معاملة “الحيوان النافق”، الذي تغذى الإنسان من حليبه ولحمه، أن يرميه عند نفوقه بهذا الشكل غير اللائق، وغير الإنساني، وهي بهذه الطريقة تشكل خطراً كبيراً على البيئة والإنسان والحيوان. وأضاف الدكتور أحمد “لاشك أن هذا الأمر-بالإضافة إلى مخاطره الصحية، والطبية والبيئية الخطيرة- يعد مخالفة صريحة للتعاليم الإسلامية في معاملة الحيوان، ولأن القوانين الصحية في مختلف دول العالم تحظر رمي الحيوانات بهذه الطريقة، وذلك لأسباب عديدة أهمها أن الحيوان الذي نفق بسبب العدوى، أو مرض معدي سيؤدي تحلله إلى تسرب الجراثيم المرضية للبيئة المحيطة، مما قد يؤدي لسريان المرض إلى المزارع المجاورة، وربما يكون المرض ذا طبيعة سارية للإنسان، فقد يتسبب في انتشار مرض خطير بين الساكنين في تلك المنطقة، وإن الموت المفاجئ للحيوان قد يعود لأسباب مرضية شديدة الضراوة مثل مرض الجمرة الخبيثة (Anthrax) و التي تعد من الأمراض الشديدة العدوى، وتنتقل عن طريق الهواء إلى مسافات بعيدة، ويعد هذا المرض من أهم الأسلحة الجرثومية الفتاكة في الحرب الجرثومية. تسمم وبين الدكتور اللويمي إن تغذية الحيوانات الحية على”الجيف” يتسبب في تسمم قطعان الماعز و الأغنام و الإبل، والأبقار مما قد يؤدي إلى نفوقها، وكذلك الحال فإن دفن هذه الحيوانات في مناطق قريبة من منابع المياه كالآبار ومصادر المياه الجوفية، له مخاطر كبيرة في تسمم هذه المياه، وانتشار المرض عبرها، ولأن رمي الحيوانات النافقة هي مسألة وعي و تربية و ليست مسألة علمية فقط فلابد من تضافر جهود الجهات كالبلديات، و وزارة الزراعة، والصحة لحملة توعوية وصحية و قانونية بفرض عقوبات على مرتكبيها للقضاء عليها وإلى الأبد. معتبراً أن الأسلوب المناسب والعلمي للتخلص من مخاطر الحيوانات النافقة هو الحرق بالمحارق المرخصة، والمخصصة لهذا الاستخدام، وإذا كان لابد من الدفن فيجب أن يكون حفرة عميقة وبعيدة عن مصادر المياه الجوفية. مخلفات إلى جانب ذلك أوضح مدير العلاقات العامة في هيئة الري والصرف بالأحساء فرحان العقيل ل”الشرق” أن رفع هذه الحيوانات النافقة من ضمن “مشروع رفع المخلفات الزراعية في الواحة” الذي أقرته الهيئة قبل سنوات، وتعاقدت مع أحد المقاولين الوطنيين، وفي حال نفوق “الحيوان” يتم رفعه مباشرة من قبل المقاول، ولكن بعض المزارعين لايتعاونون، بل يتهاونون ويرمون بها على الطريق. الحيوانات النافقة تهدد البيئة والإنسان (الشرق)