يعتبر السكري من أكثر الأمراض الزمنة شيوعاً وسط الأطفال بعد مرض الربو، ولاشك أن حالات الإصابة به في ازياد ومع ذلك فإن كثيراً من الآباء ليس لديهم تصور كامل عن المرض ولا يعرفون أفضل الطرق لمساعدة أطفالهم على تجنبه أو التعامل معه. إليك خمس حقائق مهمة عن هذا المرض الخطير: ؟ الحقيقة الأولى: معظم الأطفال المصابين بالسكري ليسوا بدناء: يرتبط السكري النوع (2) بالبدانة عند الأطفال وقد وجد كثيراً من الاهتمام؛ لأنه كان يصيب البالغين فقط والآن يتم تشخيصه بين الأطفال حتى عمر ست سنوات. وفي الحقيقة فإن عدد الإصابات بالسكري النوع (1) تفوق بكثير عدد إصابات النوع (2). وهناك اختلافات كبيرة بين النوعين في عدة جوانب. ففي النوع (1) الذي لا يعرف له سبب يدمر جهاز المناعة عن طريق الخطأ الخلايا الصحية في البنكرياس التي تنتج الأنسولين وهو الهرمون الذي يساعد الجسم في اكتساب الطاقة من الغذاء. ولسد النقص يحتاج الأطفال إلى الأنسولين عن طريق الحقن عدة مرات في اليوم. وفي النوع (2) ينتج البنكرياس عادة كميات كبيرة من الأنسولين ولكن لاتستطيع الخلايا في معظم أنحاء الجسم الاستفادة منه وهي الحالة التي تعرف بمقاومة الأنسولين. ومهما كان نوعه يسبب السكري ارتفاع مستويات سكر الدم عندما يتراكم الجلوكوز - المستخلص من الغذاء - في الجسم لأنه لا يستطيع الدخول إلى الخلايا بدون الأنسولين. ومع مرور الزمن قد تسبب كميات سكر الدم الزائدة الضرر للأعضاء والأنسجة في جميع أنحاء الجسم. ؟ الحقيقة الثانية نسبة الخطر بين الأطفال البيض أعلى من غيرهم: وفقاً لدراسة أجرتها جامعة كولورادو الأمريكية فإن 71% من الأطفال المصابين بالمرض في أمريكا هم من البيض. ؟ الحقيقة الثالثة - ليس للسكري علاقة بتناول كميات كبيرة من السكر: في حين أن النوع (2) له علاقة بزيادة الوزن فإن السكر ليس له أثر كبير على مستويات الجلوكوز في الدم مقارنة مع الأنواع الأخرى من المواد الكربوهيدراتية مثل الأرز والبطاطس.. ويعود اهتمام الأطباء بالسكر في الغالب لأنه موجود في الأطعمة الدسمة مثل الكيك والآيس كريم التي يحبها الأطفال. ومجمل القول إن الأطفال الذين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالنوع (2) ليسوا هم بكل بساطة من يأكلون كميات كبيرة من السكر، بل الذين يأكلون كثيراً كل شيء. أما الأطفال المصابون أصلاً بالسكري فعليهم الحد من تناول السكريات والمواد الكربوهيدراية من أجل المحافظة على مستويات سكر الدم، ولكن حتى الأطفال المصابين بالنوع (1) يمكنهم تناول السكريات من وقت لآخر ما داموا يتناولون كميات إضافية من الأنسولين لمساعدة أجسامهم في التعامل مع السكر. ؟ الحقيقة الرابعة: لا يحتاج الأطفال المصابون بالسكري بالضرورة لحقن الأنسولين: يستطيع كثير من الأطفال المصابين بالنوع (2) التحكم في مستويات السكر في الدم عن طريق الأكل المناسب وإنقاص الوزن وممارسة تمارين رياضية بانتظام لجعل مهمة الأنسولين أكثر فعالية. إذا لم تكن هذه الطرق كافية يمكنهم أيضاً تناول أدوية مثل "ميتفورمين" ؟ الحقيقة الخامسة: حتى لو كان الطفل المصاب بالسكري في حالة صحية جيدة فهو مازال معرض لمضاعفات خطيرة: إن المحافظة على مستويات طبيعية للسكر في الدم طول العمر هو العامل الأساسي لمنع الإصابة بأعراض مختلفة، إن عدم الاهتمام بمعالجة السكري يمكن أن يؤدي للإصابة بالنوبة القلبية وتليف الكبد والعمى وبتر الأعضاء بسبب ضعف الدورة الدموية والفشل الكلوي. ولحسن الحظ هناك فرصة لمنع الإصابة بهذه الأعراض الخطيرة وسط الأطفال الذين مازالوا في مقتبل العمر: فهناك فترة خمس إلى عشر سنوات قبل التعرض لهذه المضاعفات إذا لم يتم التحكم في مستوى السكر في الدم. ويقول الخبرء إن المضاعفات الخطيرة ليست أمراً حتمياً ما دام هناك تحكم في مستوى سكر الدم. علامات الخطر: تبدأ الإصابة بمرض السكري النوع (1) فجأة، أما النوع (2) فتكون تدريجية. وفي كلتا الحالتين قد يغفل الآباء دور الأعراض التقليدية التالية في الإصابة بالمرض: - التبول في الفراش: في أثناء محاولة جسم طفلك التعامل مع كميات سكر الدم الزائدة يكون هناك زيادة في كمية البول. - الشعور بالعطش الشديد: يجعل فقد السوائل الجسم في حاجة ماسة للتزود بالماء. - الجفاف : جفاف الفم وقلة الدموع والعيون الغائرة هي أيضاً علامات تبين أن جسم طفلك ليس فيه كميات كافية من السوائل.