الحصيِّن: الرائد الذي فقدناه * يشكل فقدان وغياب بعض الناس خسارة لا تعوض بحكم ما يقدمونه من أعمال صالحة، وجليلة لمجتمعاتهم، كان الأديب والرائد الراحل عبدالله الحصيِّن واحداً من هؤلاء. لقد ارتبط اسم الراحل عبدالله بن سليمان الحصيِّن بالعديد من الدوائر ذات العلاقة بزرع المعرفة في التعليم والتأليف والصحافة والبعثات الخارجية. ويعتبر الحصيِّن - رحمه الله - من الرواد في مجال الصحافة إذ كان أول من افتتح مكتباً للصحافة في الرياض عام 1377ه/1956م أي قبل نصف قرن من الزمان، تقلد العديد من المناصب منها مديراً للتعليم بالطائف ثم مديراً عاماً للتعليم بجدة ثم انتقل إلى وزارة التعليم العالي مديراً عاماً للبعثات الخارجية، كما ترأس تحرير جريدة المدينة من 1407ه إلى عام 1412ه، حيث تقرر ضمه بعد ذلك لعضوية مؤسسة المدينة للصحافة والنشر، ومجلس ادارة المؤسسة، كما أشرف الفقيد الراحل على مجلة الاذاعة التي أصدرتها المديرية العامة للاذاعة والصحافة والنشر بجدة، وقد كان - رحمه الله - عضواً في مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر. وقدم الحصيِّن - رحمه الله - إلى المكتبة العربية العديد من الكتابات والمساهمات الصحفية في أكثر من صحيفة سعودية، كصحيفة "الوطن" السعودية وغيرها. أما كتب عبدالله الحصيِّن فهي توضح بجلاء قدراته الفذة في مجالات الفكر والقضايا الوطنية العربية والتربوية. ومن تلك الكتب "أفكار بلا زمن" و"قراءة في ملف الأزمات العربية" و"القيادة التربوية: دراسة تربوية لظواهر التخلف والتعوق في الدراسة" وغير ذلك من المؤلفات التي لقت صدى طيباً لتميزها في الفكر والطرح وجذب القارئ. والمجالات التي كان الفقيد يسهم فيها كثيرة المشارب منها على سبيل المثال عضوية مجلس منطقة مكةالمكرمة ومن محاضري النادي الأدبي بجدة، وقد ولد الكاتب الأديب عبدالله الحصين - رحمه الله - في مدينة شقراء عام 1352ه/ 1933م ودرس في كتاتيبها ثم في المدينةالمنورة وحصل على الماجستير في القاهرة في عام 1383ه. والمتابع لسيرة الحصيِّن - رحمه الله - العملية يلاحظ التنوع والثراء في تقديم ما ينفع الناس خاصة في مجال نشر التعليم في مرحلة من الزمن، كان فيه هذا القطاع يعاني شحاً بشرياً ومادياً. لقد قدم عبدالله الحصيِّن "أبونبيل" مساهمات لا تحصى في المجالات التربوية والإعلامية والفكرية وكان محبوباً من قبل الناس. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم الله أهله وذويه وآل الحصيِّن الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون). محمد عبدالله الحسيني أم فهد كما عرفتها... * "عمة تطلبك الحل.. الله يرحمها ويغفر لها.. وعظم الله أجرك".. بهذه الكلمات تلقيت خبر وفاة عمتي "لولوة الحميدان" من حنجرة خالتي المليئة بالحزن والغاصة بالعبرة.. رحمك الله يا "عمتي" لقد حاولت الصبر وحبس الدموع ولكن الخبر كان أقوى من إرادتي، دارت بي عجلة الذكريات سريعاً من لحظة سماعي للخبر تذكرت أيامك التي لن أنساها.. فتذكرت ابتسامتك التي ترسمينها على محياك عند قدومنا.. وتذكرت حرصك على تطييبنا بدهن العود عند خروجنا لصلاة الجمعة. .. وتذكرت "البسكويت المملح" الذي توزعينه عند كل جمعة لنا.. وتذكرتك عندما تطلبين أناملي الصغيرة وتقومين "بفرقعتها" وأنا كلي فرح وسعادة.. تذكرت صبرك وتماسكك عندما بلغت بخبر وفاة المرحوم - بإذن الله - أخيك "جدي" عبدالله.. وتذكرت حرصك واهتمامك بصيام يومي الاثنين والخميس أشد الحرص.. تقبل الله صيامكوأفعالك الخيّرة وصبرك... وتذكرت اهتمامك برؤية هلال شوال... آآآه يا "عمتي" تعبت من الذكريات أتمنى أن أقول: أنا وأنت الآن، ولكنها حكمت أحكم الحاكمين.. "عمتي" بلا أي مقدمات أصبحت ضعيفة ببدنك وصحتك وهذه حكمة ربي ولكنك كنت والله أقوى الأقوياء بإيمانك، تخونك الذاكرة أحياناً عن معرفة اسمائنا، ولكن والله إن لسانك لم يخنك لحظة عن ذكر الله الدائم وتسبيحه "معادلة كنت أراها بعيني"، سبحان الحكيم الرحيم الأرحم بخلقه فقد أخذ أمانته بعد أيام معدودات من مرضك وفي ليلة من الليالي المباركة، - بإذن الله - انها من علامات حسن الخاتمة، "عمه" بكل هدوء سكنت قلبي وحضنتيني بصغري، وبكل هدوء ودعت قلبي ورحلت عنا وأنا كلي فخر بأني آخر من احتضنك وطبع قبلة المودع على جبينك المبارك. أسأل الله لك الغفران والرحمة وأن يكرمك بدار خير من هذه الدار وأن يمن عليك بالنظر لوجهه الكريم - آمين - . (إنا لله وإنا إليه راجعون) رسائل خاصة @ "أمي" دمعاتك هزت كياني وقلبي، أعلم بنيتك على أن تأتي بها - رحمها الله - لمنزلنا، ولكن لا اعتراض على قدر الله فقد سبقك القدر والحمدلله، ويكفي إخبارها لك بأنها راضية عنك.. - رضي الله عنك وعنها - آمين. @ إلى كل من قام بخدمتها وأخص "أم خالد"... فأقول: جزاكم الله خير الجزاء، وأبعد الله عنا وعن جميع المسلمين أن نفجع فيمن كان عزيزاً على قلوبنا... وإلى لقاء يتجدد بك يا "عمتي" بجنات الرحمن الرحيم آمين... محمد بن فيصل أبو خالد