"عمة تطلبك الحل.. الله يرحمها ويغفر لها.. وعظم الله أجرك".. بهذه الكلمات تلقيت خبر وفاة عمتي (لولوة الحميدان) من حنجرة خالتي المليئة بالحزن والغاصة بالعبرة.. رحمك الله يا (عمتي) لقد حاولت الصبر وحبس الدموع ولكن الخبر كان أقوى من إرادتي، دارت بي عجلة الذكريات سريعا من لحظة سمعي للخبر تذكرت أيامك التي لن أنساها.. فتذكرت ابتسامتك التي ترسمينها على محياك عند قدومنا.. وتذكرت حرصك على تطييبنا بدهن العود عند خروجنا لصلاة الجمعة.. وتذكرت (البسكويت المملح) الذي توزعينه عند كل جمعة لنا.. وتذكرت عندما تطلبين أناملي الصغيرة وتقومين (بفرقعتها) وأنا كلي فرح وسعادة.. تذكرت صبرك وتماسكك عندما بلغت بخبر وفاة المرحوم - بإذن الله - أخيك (جدي) عبدالله.. وتذكرت حرصك واهتمامك على صيام يومي الاثنين والخميس أشد الحرص.. تقبل الله صيامك وأفعالك الخيرة وصبرك.. وتذكرت اهتمامك لرؤية هلال شوال.. آآآه يا (عمتي) تعبت من الذكريات أتمنى أن أقول: أنا وأنت الآن، ولكنها حكمة أحكم الحاكمين. (عمتي) بلا أي مقدمات أصبحت ضعيفة نعم ضعيفة ببدنك وصحتك وهذه حكمة ربي ولكنك كنت والله أقوى الأقوياء بإيمانك، تخونك الذاكرة أحياناً عن معرفة أسمائنا ولكن والله أن لسانك لم يخنك لحظة عن ذكر الله الدائم وتسبيحه (معادلة كنت أراها بعيني)، سبحان الحكيم الرحيم الأرحم بخلقه فقد أخذ أمانته بعد أيام معدودات من مرضك وفي ليلة من الليالي المباركة، - بإذن الله - إنها من علامات حسن الخاتمة، (عمة) بكل هدوء سكنت قلبي وحضنتينني بصغرى، وبكل هدوء ودعتِ قلبي ورحلتِ عنا وأنا كلي فخر بأني آخر من احتضنك وطبع قبلة المودع على جبينك المبارك،، أسأل الله لكِ الغفران والرحمة وأن يكرمك بدار خير من هذه الدار وأن يمن عليك بالنظر لوجهه الكريم - آمين - إنا لله وإنا إليه راجعون.