اتصل بي زميلي وأخبرني أنه مستضاف في برنامج مباشر على القناة الثانية في تمام الساعة الثامنة مساءً. انتظرت أمام شاشة التلفاز قبل الثامنة بقليل في انتظار بدء البرنامج. لم يظهر صاحبي على القناة إلا في تمام العاشرة إلا ربعاً أي بتأخير مئة وخمس دقائق عن الموعد المحدد له. بعد أن خرج صاحبي من أستوديو التلفزيون قبل منتصف الليل بقليل، هاتفني مرهقاً حيث أمضى ما يقارب الخمس ساعات ضيفاً على التلفزيون بانتظار بث "البرنامج المباشر"!. هذه الحالات ليست طارئة على تلفزيوننا السعودي بقنواته الأربع. فلا زلت أذكر كيف كانت قناتنا الأولى تتفنن بنزع البهجة عن ثغورنا الصغيرة بقطع الرسوم المتحركة لعرض تسجيل غير مباشر لحفل تخرج لم يكن يضيره لو تأخر عشر دقائق أخرى. ولا أنسى تحويل نقل المباريات المباشرة من القناة الأولى للثانية، ثم إعادتها للأولى وكأنك تتابع المباراة بالتتابع. فضلاً عن تقطيع أوصال الأفلام والمسرحيات المعروضة لهدف غير مفهوم، فحين تتابع العرض الذي لأجله قطعت أوصال ذلك الفيلم أو المسرحية لا تجد فيه على الأغلب ما يستدعي كل هذه العجلة!. أما الحادثة الأغرب التي لم أفهمها حتى اليوم فهي أنني كنت أنتظر إعادة برنامج آفاق ثقافية على القناة الإخبارية -الأكثر احترافية- بين قنوات التلفزيون السعودي. اتصلت على معد البرنامج وأخذت منه موعد بث الإعادة، فأكد على أنه في الساعة الفلانية مكرراً "إن شاء الله". لم أفهم التلميح وانتظرت أمام الشاشة على أمل أن يعاد بث الحلقة إلا أنها على ما يبدو قد سقطت سهواً من أجندة القناة ليحل محلها برنامج وثائقي عن مدائن صالح!. وهنا أنا أقترح على مبرمجي العروض في القنوات السعودية أن يعلنوا بداية كل يوم أنهم سيعرضون ما تيسر من البرامج حتى لا يقعوا في التزام محرج أمام المشاهد فضلاً عن الضيوف.