آه.. آه.. لقد مر هذا الشهر بطيئاً مثقلاً بالهموم والمآسي، يا إلهي أحاول أن انسى ذاك اليوم المكلوم عندما جاءني خبر مفجع ومؤلم تلقيته متأخرة في تلاقي اخوتي في ليلتهم الثكلى وياله من خبر هز كياني.. حطم فؤادي.. قتل كل لحظة فرح داخلي.. انه الموت.. هادم اللذات.. مفرق الأحباب سارق أجمل اللحظات.. لقد سافرت يا فيصل وغبت وغابت معك عصافيرك تحلق في فضاء الإمارات وما اشتقنا لكم مثل هذه المرة المريرة رغم أن الرحلة قصيرة قصر قامة أسيل انتظرناكم بشوق الحبيب ولهفة الولهان. ولكني اكتشفت في هذا اليوم المكلوم أن هذا الكم الهائل من المشاعر وسؤال أمي الدائم عنكم انه الفراق ويا ليتني علمت قبل ذلك لما فارقتكم لحظة واحدة وما ضيعت يوماً دون رؤياكم ولاحتضنتكم بقلبي وروحي.. والله ماشبعنا من شقاوتكم ولا ارتوينا من براءتكم. وأنت ياخوي خفنا عليك من دخول بيتك بعد أن أصبح صامتاً.. بارداً.. قاسي الملامح.. خالياً إلا من ذكريات جميلة وأطياف زائلة واصداء ضحكات سديم واسيل المترددة في أجواء المنزل. وأنفاس عبدالله وعبدالرحمن الدافئة العالقة في كل زاوية ومكان.. وغيمة سوداء أصبحت ضيفة دائمة... وحزن صار لهذه الدار عنواناً، خفنا ألا يحتويك منزلك بدونهم وألا تحتويه إلا بهم ولكن رغم أنين أمي ووجع أختي وبكاء بنتي وألم كل محب لك من أخ وصديق إلا انني وجدتك صابراً راضياً بالقضاء والقدر. ولأنك يا فيصل أب غير.. كانت المصيبة غير وكان احتمالك لها غير كل التوقعات.. ولكن هي الأقدار تبتلي الأخيار.. وان العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقهم لمحزونون وعسى الله أن يجمعنا وإياهم في جنات النعيم. (إنا لله وإنا إليه راجعون)