السؤال: المشكلة تخص أخي الأصغر، حيث ابتلاه الله بالإدمان على المخدرات وقد تنوم في مجمع الأمل لمدة أربعة أسابيع وخرج وتوقف عن استخدام المخدرات لمدة سنة تقريباً، ثم عاد للاستخدام مرة أخرى. وقد تم تنويمه للمرة الثانية لمدة ثلاثة أسابيع، إلاّ أنه عاد لاستخدام المخدرات بعد خروجه مباشرة، وقد طلبنا من المستشفى تنويمه وإبقاءه لفترة أطول ورفضوا بحجة ان ثلاثة أسابيع كافية وطلبوا منا مراجعة العيادات الخارجية والسؤال هو هل مدة ثلاثة أسابيع كافية؟ وما هي المدة الكافية لعلاج الإدمان على المخدرات؟ @@ الإجابة: لا يهدف علاج الإدمان إلى مساعدة المدمن للتوقف عن المواد المخدرة فقط، إنما يهدف كذلك إلى إعادته إلى مرحلة التوازن فيما يتعلق بعلاقاته بالآخرين وبمقدرته على العمل والإنتاجية وبتقليل فرص تعرضه للمضاعفات الناتجة عن استخدامه للمخدرات. واستجابة المدمن للعلاج تختلف من شخص إلى آخر، وذلك حسب احتياجات كل شخص وظروفه المحيطة به، فالعلاج لابد ان يفصل حسب الاحتياجات ولا توجد مدة محددة تصلح لكل المرضى وما نراه في كثير من المراكز من إبقاء المرضى لعدة أسابيع لا يعني ان ذلك هو فترة العلاج المطلوبة فكثير من المراكز تعتبر ذلك فترة تحضيرية لما بعد الخروج، حيث يطلب من المدمن الاستمرار في المراجعة لفترة كافية تحدد حسب حاجة كل مريض وعادة ما تعمل هذه الزيارات بصفة مكثفة في الفترة الأولى بعد التنويم، وقد أثبتت الدراسات ان أفضل النتائج مرتبط مع بقاء المرضى لفترات أطول في العلاج وتعتبر فترة الثلاثة أشهر هي الحد الأدنى لفترة العلاج الفعال في كثير من الدراسات ولا يقصد بذلك فترة التنويم، إنما الفترة الكلية للمعالجة بما فيها المتابعة المستمرة بعد الخروج من المستشفى أو مركز التأهيل. وقد لا يحتاج بعض المدمنين التنويم أصلاً، حيث يمكن معالجتهم بفعالية من خلال العيادات الخارجية. وتعتبر عودة المدمن للمخدرات بعد المعالجة أمر وارد ويجب ان لا يؤدي ذلك لفقدان الأمل فكثير من المرضى يستفيد من تكرار مرات العلاج.