الغناء الأجنبي يسحر الغرب والشرق معاً فهل يجذب الغناء العربي الغرب بذات الدرجة؟. أو ليكون السؤال أعمق وأكثر وضوحاً، هل يمتلك الغناء العربي هذه الطاقة المؤثرة التي قد تجذب الأذن الغربية اليوم؟ في الحين الذي كل جميل في هذه الحياة صار في كساد أو يكاد يكون؟. الجواب على هذا السؤال هو وللدهشة (نعم) إن الغناء العربي يشغل الكثيرين في الغرب بطريقة أقرب ما تكون إلى السحر!. بالطبع ليس بالعري ولا بالرقص الماجن تجتذب الأذن الغربية فلديهم من هذا الكثير. إنها الأصالة والتميز، الطاقة المهولة التي قد تجعل من الإنصات فعلاً جديداً فيه من اللذة ومن الاكتشاف. ربما تكلمنا سابقاً عن إضافات هبة القواس وحضورها الأوبرالي في هذا الإطار. اليوم سنتحدث عن القيثارة السومرية (فريدة محمد علي). القيثارة السومرية التي تأخذ من فرادة اسمها الكثير والتي تعد امتدادا جميلا لفرقة التراث الموسيقي العراقي التي أسسها الرائع منير بشير. والتي احتفى بها ملوك الغرب في بيوتهم. حصلت فريدة على دبلوم فن من معهد الدراسات الموسيقية (قسم المقام العراقي + آلة العود) في عام 1990.لكنها حصلت قبل ذلك على عضوية نقابة الفنانين العراقيين عام 1986وفي نفس العام حصلت على جائزة أفضل أداء للأصوات النسائية الشابة في بغداد. قامت بدعم مسيرة المرأة في تاريخ اليوم بإسهامات جليلة حيث مُنحت فرصة العمل تثمينا لغزارتها كأستاذة في معهد الدراسات الموسيقية وهي بعد طالبة فيه. وبعد تخرجها من المعهد ولأنها من الطلبة العشرة الأوائل شجعها الفنان الكبير منير بشير بتعيينها في نفس المعهد كمعيدة وأستاذة لمادة المقام العراقي وبذلك كانت أول امرأة تُدرس فن المقام العراقي في تاريخ الموسيقى العراقية!. خلال تلك الفترة حصلت على جائزة أفضل أداء لأجمل قصيدة غنائية في مهرجان القصيدة المغناة في بغداد في 1994.في أكتوبر من عام 2003قامت وزارة الثقافة العراقية ومعهد الدراسات الموسيقية وبيت المقام العراقي في بغداد باختيارها كأول رائدة للمقام العراقي في القرن ال 21فمنحوها لقب (رائدة الغناء المقامي التقني النسوي) تثميناً لدورها الكبير طوال السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة في نشر المقام العراقي وتقديمه عالمياً وعربياً وأيضاً لاختيارها من قبل لجنة تحكيم ملتقى موسيقى العالم ال (WOMEX2001) كواحدة من ضمن أفضل أربعة عشر فناناً في العالم تم اختيارهم من بين 500فرقة وفنان في مجال الغناء التراثي للصعود على خشبة مسرح (ومكس 2001) الذي يعد للغناء الأصيل بمثابة مهرجان كان للسينما، علماً بأنه ترشيح لم تصل إليه أي فنانة عراقية أو عربية من قبل. في نفس العام تم اختيار اسطوانتها مقامات ومواويل عراقية ضمن أفضل عشر أسطوانات لعام 2000من قبل مجلة سونك لاين الإنكليزية المعتنية بشؤون موسيقى تراث العالم. بعد عامين فقط منحها مهرجان العنقاء الدولي (قلادة العنقاء الذهبية). وفي نفس العام حصلت بجدارة على درع مهرجان القبانجي الدولي الأول الذي أقيم في كردستان العراق. الأمر الذي يجعلنا نقترب أكثر من حقيقة أن حتى الكرد باستطاعتهم تذوق المقامات العربية إذا أتت بصوتها. بالطبع ليس صوتاً عادياً الصوت الذي تدرب على قراءة هذا العدد الكبير من المقامات، 22مقاماً عراقياً جميعها موثقة صوتياً وصورياً لقيمتها التاريخية الثمينة. بالنظر إلى اسطوانات فرقتها يسهل إدراك كم هذه المرأة عالمية ولا تنتمي للعراق فقط برغم هويتها وفنها العراقي البحث. فشركة النظائر الكويتية هي أول شركة تبنت صوتها في اسطوانة (فريدة ومقامات عراقية) وذلك في 1987، ثم صدر لها (منوعات فريدة) من إنتاج شركة بابل1989، ثم اسطوانة (الرحيل) من إنتاج شركة شمس وقمر الهولندية عام 2001.ثم (التراث) من إنتاج مؤسسة منير بشير 2003.ثم (صوت الرافدين) من إنتاج شركة لونك دستن الفرنسية العالمية 2003، ثم (بغداد الأزل قصائد ومقامات) من إنتاج مؤسسة المقام العراقي في هولندا 2004.ثم أخيراً أسطوانة (إشراقات) من إنتاج شركة سنيل ريكورد وود كونكشن في هولندا