وكنا توقفنا عند حرف الباء والدال وهذا اليوم نستكمل مع حرف الباء والذال وما بعدها. "بذ" وهو المثل من التمر المنتثر وبذ الرجل تمره أي فرقه في لسان العرب. والمعنى الشعبي لهذه الكلمة كما هي في الفصيح ويقصد به تفريق الشيء فيقال: "فلان بذ قشه" أي فرقه. ويقول فهيد بن فاران قبل أكثر من مائة عام: يا حظ راع العلم هو والخطيبي اللي يبذ علوم ربي على الناس وهي كلمة موجودة ومتداولة في نجد. "بَرّ، بُرّ، بِرّ": "بَرّ" بفتح الباء وتعني في المحيط القفار. قال تعالى: (ويعلم ما في البر والبحر)، والبَرَّية الصحراء. وفي اللهجة الشعبية هي كذلك فالبر هو الصحراء والقفار والأرض البعيدة عن المدينة وتخلو من البنيان. يقول راضي الربوض - رحمه الله -: للبَرّ والابحار والدار جربت مشي بقطعان الخلا به عفايا "بُرّ": ومعناه في الفصيح القمح والحنطة كما في المحيط قال المنتدخل الهذلي: لا در دربي إن اطعمت نازلكم قرف الحني وعندي البُرّ مكنوز وفي اللهجة الشعبية البُرّ هو كذلك ولكن اختصر على الحنطة الحمراء، ولا إطالة في ذلك. "بِر" ومعناه الصدق والطاعة والصلاح. والبِرّ ضد العقوق وبررتُ والدي بالكسر، وكذلك البَرّ فيقال برَرَتُ على حد سواء كما في المحيط. وفي اللهجة الشعبية فالبِرّ ضد العقوق ومنها بِرُّ الوالدين واستخدامها كثير مطلقاً. "البَرِيرة": ومعناها في اللغة الفصيحة العطاء والإكرام كما في لسان العرب. والمعنى الشعبي هو كذلك فيقال فلان بر فلان بكذا وكذا، وتحول هذا المعنى فاصبح معناها إكرام الراحلة واشباعها كي تستطيع مقاومة ما تكلف من الاحمال أو قطع الفيافي والقفار وهناك بيت لابن بصيص المطيري يقول: يا هل النضا زيدوا لهن بالبريره نبغى ندور فوقهن ترحيب "بز": "البَزُّ" الثياب وعند أهل الكوفة ثياب الكتان والقطن كما في لسان العرب "البُزُّ" هو الثدي من الإنسان كما في اللسان، والإبزاء هو الإرضاع. "البَزَّةُ" هي هيئة الإنسان من قولهم حسن البَزَّة. فأما المعنى الأول فهو لا يزال مستخدماً في الشمال وقد قاله الخلاوي راشد عندما فند صفات القبائل في الجزيرة العربية وذكر عنزة فقال: "لبسهم بَز وطعنهم كز". والمعنى الآخر فهو أيضاً موجود بكثرة الآن في لهجتنا الشعبية وأُخذ منها "البز" للرضاعة. والمعنى الأخير فمستخدم في نجد وتقول العامة "أتى فلان وهو "باز" بنفسه". "بس": وتعني قف لمن أطال حديثه واكتفى من الشيء كما في اللسان. ومعنى آخر وهو صوت يزجر به القط والهرة والهر فأصبح مجازاً اسماً للقط. ومعنى آخر بَسَّ الدقيق يَبُسُّه بَسّاً أي خلطه بسمن أو زيت. وفي العامية كل المعاني الثلاث متوافقة مع اللهجة الشعبية، فالأولى تقال عند الزيادة في كل شيء من الكلام أو مأكل أو مشرب، فتجد حتى من يحتسي فنجاناً من القهوة ويكتفي فيقول لمن يصب له "بس بس". والمعنى الثاني فمستخدم اسم القط بالبسّ في كثير من مناطق المملكة. والمعنى الأخير فهناك أكلة شعبية تسمى "البسيس" وهو دقيق وسمن فيقال فلان يبس دقيقه. "بش": وتعني طلاقة الوجه وبسامته، فيقال فلان هش بش. كما في اللسان، وفي العامة الشعبية نفس المعنى ويقصد الابتسامة في وجه من يقابلك. يقول مبارك بن عبيكة: أحمس وزين حمستك للمسايير واللي لفتنا من بعيد ركابه لا شفه الطرقي بلج بلجة الطير يبش وجهه عقب وسم الخلا به ويستخدمون كلمة الهشوش البشوش في مدح فلاح من الناس. نستكمل بحول الله بقية باب الباء في الحلقة القادمة فإلى لقاء.