يعرف مصطلح تجارة التجزئة e-retail: بأنه التعامل التجاري المباشر مع الأفراد بيعا وشراءً من خلال الشبكة العالمية (الإنترنت)، مع الأخذ بعين الاعتبار أن البيع والشراء هنا يشمل الخدمات والسلع والحقوق الفكرية. لقد راج هذا المصطلح أو المفهوم وزادت شعبيته وزادت ربحيته أيضا؛ بعد الانفتاح العالمي وبعد الانتشار الهائل للإنترنت وازدياد مستخدميه، ففي السابق كان حجم العملاء محدود عدديا، وزمنيا، وجغرافيا، بينما مع الإنترنت فلا يوجد أي اعتبار للمقاييس الزمنية أو الحدود الجغرافية مما زاد في عدد العملاء، وبالتالي زادت الربحية لتلك الشركات التي تقدم تلك الخدمات. إن الشكل المرفق يمثل تفوق حجم تجارة التجزئة الإلكترونية على تجارة التجزئة التقليدية خلال الفترة من عام 2001وحتى عام 2007م، وأتوقع استمرار هذا التفوق وذلك نظرا لسهولة التعامل بهذا النوع، وكذلك زيادة الربحية للتجار، وقلة التكاليف الإضافية على العميل. لقد كان لشركات الطيران السعودية كسب السبق في هذا المضمار، حيث إنها ادخلت مفهوم تجارة التجزئة الإلكترونية إلى حيز التنفيذ باعتماد الإنترنت كقناة تسويقية ونقاط بيع متواجدة على مدار الساعة، ولم تكتف بذلك بل أعطت أسعار تشجيعية على ذلك بحيث إن الأسعار المعروضة عبر الإنترنت تقل كثيرا عن الأسعار المباشرة وبهذه الطريقة شجعت الكثير من العملاء على استخدام الإنترنت للشراء عبر الإنترنت بل أصبحت الطريقة المفضلة لديهم. وقد أعلنت إحدى تلك الشركات أن نسبة مستخدمي الإنترنت للشراء فاق 50% من إجمالي عدد المشترين عبر القنوات الأخرى. وبعد عام من النجاح لشركات الطيران في تجربة تجارة التجزئة الإلكترونية. فمن يكون الفائز الثاني بهذا القطاع المربح والحقل الذي لم يرتع فيه إلا قطاع واحد وهو قطاع الطيران. بالنسبة لي شخصيا كباحث في مجال التجارة الإلكترونية فإنني أرشح قطاع المطاعم، وخاصة تلك المطاعم العالمية وذلك لعدة أسباب تتلخص في التالي: 1- هناك توجه عالمي بالنسبة للمطاعم الشهيرة لفتح قناة الإنترنت لتسويق منتجاتهم، وقد بدأت مطاعم (البيتزا) العالمية بإضافة خدمة الشراء في مواقعها التي كانت عبارة عن عرض لمنتجاتهم فقط. 2- إن الغالبية العظمى من عملاء تلك المطاعم هم من فئة الشباب، ومعروفا أنه من خصائص تلك الفئة حب التجديد وولعهم بأمور التقنية والتي من أهمها الإنترنت؛ وبالتالي فلا خوف اعتماد هذه الطريقة للتسويق. 3- إن المطاعم لديها اسطول للتوصيل السريع وبالتالي فهي لا تحتاج إلى شركات أخرى لهذا الغرض، والذي يمكن أن يضيف عبئا على سلسلة القيمة value chain. 4- إن المطاعم تستخدم أسلوب الدفع المباشر عند التسليم وبذلك تكون قد تخلصت من أهم معوقات التجارة الإلكترونية. 5- تحتفظ المطاعم بأرقام اشتراكات خاصة بعملائهم وبها عناوينهم وأرقام هواتفهم وهذا يسهل صعوبات الوصول إلى العملاء. الفوائد التي ستجنيها المطاعم: أما عن الفوائد التي ستجنيها المطاعم من تطبيق مفهوم تجارة التجزئة الإلكترونية فكثيرة جدا، نذكر منها الأبرز والأهم في النقاط التالية: 1- الحصول على الريادة في تطبيق تجارة التجزئة في السعودية. على الإجمال ويبقى التفرد الشخصي لكل مطعم على حده، حيث من يدخل هذا المجال أسرع يكون هو صاحب السبق 2- تكون قناة الإنترنت مفتوحة طوال اليوم وبالتالي فبإمكان العملاء الطلب في اي وقت وتحديد وقت التسليم المناسب لهم. 3- تقليل فترة إستخدام الهاتف والذي بسبب انشغالة المتكرر يصرف العملاء عن الإنتظار وذهابهم إلى مطاعم أخرى منافسة. 4- اطلاع العميل على جميع الأنواع والأصناف المقدمة من ذلك المطعم والذي يكون من الصعب جدا سردها على العميل بالهاتف. 5- يمكن للمطاعم تقديم عروض خاصة وتخفيضات على الأصناف الأقل طلبا أو الجديدة لتعريف العملاء بها ولا يوجد أحسن طؤيقة من عرضها في الموقع الخاص بذلك المطعم على الإنترنت. وبعد هذا العرض لأهم البواعث على اقتحام هذا القطاع المربح والذي يعد منجم ذهب القرن الحالي، واستعراض أهم الفوائد التي سيجنيها من يدخل أولا، ثم أن الفائدة تقل كلما تأخر الدخول لهذا العالم، نتمنى من المؤسسات والشركات السعودية التي تعمل في هذا المجال المسارعة في دخول هذا المجال لتحقيق السبق والريادة ليس على المستوى المحلي والعربي وبل العالمي فقليل من المطاعم تستخدم هذا النظام حاليا بالرغم من إمكانية تطبيقه. [email protected]