في صباح يوم الأربعاء، وخلال تواجدي في مكتبي، لاحظت البطء الشديد للإنترنت، حيث كنت أقوم بإرسال رسالة بريدية إلكترونية باستخدام بريد (الياهو) واستغرقت محاولاتي تلك ما يقارب الساعتين والتي كانت في السابق لا تستغرق أكثر من دقيقة واحدة، كنت أظن في البداية أن هناك عطلا أو بعض المشاكل الفنية تتعلق بمزود الخدمة الذي يزودني بالإنترنت وسوف تزول تلك المشكلة خلال بعض الدقائق أو الساعات القصيرة في أسوأ الظروف، ولكن وبعد ورود الأنباء العالمية عن وجود عطل كبير وانقطاع كيبلين من الكيابل المسؤولة عن توصيل الإنترنت للدول بأسرها وأن هناك بعض الدول تعطلت أكثر من غيرها، فما كان مني إلا أن أخذت كاميرا التصوير وقمت بجولة في شوارع الرياض للوقوف على المشكلة بنفسي واستطلاع آراء بعض أصحاب مقاهي الإنترنت الذين كانوا من أكثر المتضررين بهذا الانقطاع، كما كان لي لقاء ببعض العملاء ومرتادي تلك المقاهي أو مراكز الإنترنت، فكانت المداخلات التالية: التباين في الانقطاع: على ما يبدو أن هناك بعض الشركات التي تزود مقاهي الإنترنت بالخدمة تأثرت أكثر من غيرها وبالتالي انسحب هذا التأثير على تلك المراكز أو الأفراد الذين يزودونهم بالخدمة فبعض الأفراد يجد صعوبة في الاتصال من خلال عمله، ولكنه يجده ميسرا في منزله أو بطيئا على أقل تقدير، ومن العملاء ما هو على النقيض من سابقه. وخلال جولتنا التقينا برجل الأعمال الأستاذ بدر بن سعد الشمري والذي يملك أربعة مراكز للإنترنت في مناطق متفرقة من مدينة الرياض فشرح معاناته وروى ل"الرياض" الحالة السيئة التي مر بها خلال تلك الفترة العصيبة؛ حيث كان خارج مدينة الرياض وقت الانقطاع ، فتضاعفت عليه المأساة فهو بذلك لم يتمكن من متابعة مزودي الخدمة أو عمل أي شيء للحفاظ على عملائه ومرتادي مراكزه، فما كان منه إلا التنسيق عن طريق هاتفه الجوال مع مزودي الخدمة من جهة، ومع عملائه من جهة أخرى، ويواصل الأستاذ بدر فيقول لدي أربعة محلات ولله الحمد أحدهم في شرق الرياض حيث أن الخدمة كانت تنقطع وتعود بشكل متكرر، كما أن لدي مركزين في شمال الرياض فقد انقطعت انقطاعا كليا، وتكمن المفاجأة في المحل الرابع والذي يقع في شارع الأمير محمد بن عبد العزيز (التحلية)؛ حيث به مزودا خدمة فقد انقطع احدهما واستمر الآخر في العمل. واختتم الأستاذ بدر كلامه بقوله: انه ومع دخول الإنترنت إلى المملكة أمل الكثيرون في السوق السعودي بأن يكون ذلك بداية مرحلة نشطة من استثمارات ضخمة في تقنية المعلومات والتحول إلى الأعمال الإلكترونية. وعلى الرغم من مضي عدة سنوات على بداية تصفح المستخدمين للإنترنت في السعودية، إلا أن تطور السعودية نحو بناء مجتمع رقمي لا يزال دون المستوى المطلوب. ولا يزال سوق الإنترنت في السعودية مثقلا بالكثير من مشاكل الاتصال بالإنترنت، ناهيك عن الخدمات المتواضعة والدعم الفني المحدود من قبل مزودي الخدمة. فنحن كمقدمي خدمات انترنت تضررنا كثيراً بسبب قطع في الكابلات الممتدة في عمق مياه البحر الأبيض المتوسط والذي أدى إلى انقطاع خدمات الانترنت وتضرر قطاع الأعمال والمشاريع التجارية والخدمات الالكترونية على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط، فإنني أناشد مزودي الخدمة مراعاة هذا الانقطاع وتعويض أصحاب مراكز تقديم الخدمة ليعوضوا خسارتهم جراء هذا التوقف للتخفيف من الخسارة الفادحة التي حلت بأصحاب مراكز تقديم الخدمة. يتبادلون التهاني بعودة الإنترنت: وفي أحد مقاهي الإنترنت، وقبل أن أبدأ بتوجيه أسئلتي للموظف المختص (عادل عبد الغفار)؛ دخل علينا أحد عمال المركز والتفت إلى السيد عادل وقال "وأخيراً".. فارتسمت علي علامة الاستغراب ، فبادرني الأخ عادل بقوله هذا أحد العملاء وقد تضايق كثيرا بسبب الانقطاع حيث أننا أغلقنا المركز ولم نستطع فتحه بدون تقديم خدمة، وذلك لتوفير التكاليف الاستهلاكية الأخرى، وأفاد الأخ عادل أن المركز توقف عن تقديم خدماته بسبب الانقطاع من يوم الأربعاء وحتى مساء يوم السبت. وفي نفس المركز التقينا بالسيد- عبدالله الغامدي الذي اعتاد على الحضور لهذا المركز بصورة دائمة ليتصفح بعض المواقع المفضلة لديه على الإنترنت وقد عانى كثيرا بسبب الانقطاع ، ولكن أشار أن معاناته أقل كثيرا من معاناة بعض زملائه ومعارفه الذين يتداولون الأسهم ويمارسون التجارة من خلال الإنترنت، أما بالنسبة له فهو يملك خدمة إنترنت في مقر عمله. وماذا عن مكاتب السفر: وتوجهنا خلال جولتنا لأحد أهم مرافق تقديم الخدمات وهي المكاتب السياحية التي تقدم خدمات حجز الطيران وحجز الفنادق؛ فالتقينا بالمهندس داوود الهليل والذي يعمل فني دعم في إحدى المؤسسات المحلية ووكيلة كبرى لشركات الطيران؛ فتحدث من جهته عن المشكلة وعن تعطل الخدمة في مكاتبهم حيث أنهم يعتمدون اعتمادا كليا على الإنترنت في تقديم خدماتهم للعملاء وكذلك في الاتصال بالحجز المركزي لشركات الطيران العالمية وكذلك في الاتصال بالفروع التابعة لهم. حيث لاحظ البطء الشديد لنظام الحجوزات GDS الذي يستخدم من قبلهم لعمل مختلف الحجوزات. وقد أفاد المهندس الهليل أن هذا البطء استمر طوال يومي الأربعاء والخميس الماضيين. ردود مزودي الخدمة: حاولنا استطلاع رأي بعض مزودي الخدمة وهم الشركات التي تمد العملاء بخدمة الإنترنت باختلاف أنواعهم من أفراد أو شركات أو مؤسسات أو مراكز مقاهي إنترنت لمعرفة ردود أفعالهم عن مشكلة الانقطاع، وهل لديهم النية في تعويض عملائهم؛ فتم الاتصال بأكثر من شركة ولم يتجاوب معنا أحد ما عدا مدير شركة صحارى الأستاذ هيثم أبو عائشة الذي قال بأن شركته محظوظة جدا حيث انهم مشتركون مع أكثر من شركة من شركات معطيات البيانات (DSP)؛ وكان لذلك الدور الأكبر في عدم تأثر عملائنا حيث عملنا بعض الفلترة البسيطة؛ فأوقفنا التحميل Downloading وغيرها مما يبطئ الخدمة، وبهذا الإجراء أعطينا فرصة أكبر للتصفح العادي والتعامل البنكي وخلافه. أما بالنسبة للتعويض فأنا أنصح جميع مزودي الخدمة بأن يقوموا بتعويض عملائهم ،ومن ناحيتنا، فقد وعدنا عملاءنا الكرام بأسبوع كامل وذلك في مقابل التأثر البسيط الذي واجههم. [email protected]