يفتتح ألبوم فرقة "يوتو" الثالث "حرب" الذي أنتج عام 1983بهذه الأغنية التي تعبر عن فكرة هذا الألبوم خير تعبير، لا يمكن للمرء تصديق أنها كانت في البدء مجرد إيقاع جيتار مع بعض الكلمات التي ألفها دايفيد هاول إيفانز الشهير بلقب "ذا إدج"، أثناء قضاء مغني الفرقة الرئيسية "بونو" شهر العسل مع زوجته آلي هوسون في جامايكا، في تلك الفترة كان إيفانز غارقاً في شك بقدراته على كتابة القصيدة الغنائية مثل ما كان يفعل سابقاً، ثم كان فشل علاقته بخطيبته ليزيد على مخاوفه نوعاً من الإحباط والكآبة، كل هذا انكب بشكل إيجابي على القصيدة التي ظلت حتى ذلك الوقت دون كورس لحني أو حتى عنوان يجمع أفكارها، لكنها كانت ذات هيكلة واضحة وبموضوع محدد الفكرة. بعد عودته قام بونو ببعض التهذيبات على القصيدة، ثم قامت الفرقة بتسجيلها في استوديوهات "ويندميل لاين" في دبلن، وأثناء جلسات الأستوديو للتسجيل، شجع المنتج "ستيف ليليوايت" عازف الطبول في الفرقة "مولين" باستعمال تقنية "المسار النقري" التي تعود في اكتشافها إلى الموسيقار الشهير "ماكس شتاينر" والتي شاع استخدامها في الأفلام بشكل أكبر، لكن "مولين" رفض الفكرة، لأنها ستعرضه لانتقاد كبير بسبب أنها تبدو ميتة واصطناعية مما يشكك في قدرته كعازف طبول مميز، إلا أن "آندي نيومارك" عازف الطبول في فرقة "سلاي آند ذا فاميلي ستون" في فرصة لقاء جمعتهما، استطاع إقناعه بأنه لا بأس بالاستعانة بهذه الطريقة في عمل واحد، ولم يدر بخلده أنها ستكون من أفضل الاستخدامات لتلك التقنية، وسريعاً كان دور "الطبول" قد اتخذ مساره كمدخل رئيسي للحن الأغنية، ومع منهجها العسكري نجحت في ضبط إيقاع الفرقة ودخول الآلات بشكل تقاطعي، ومع بروز الكمان الكهربائي الذي عزف عليه "ستيف ويكهام" الذي سأل بونو في مكان في أحد مواقف الحافلات إن كان يحتاج إلى كمان في ألبومه القادم، انتهى التحضير اللحني للأغنية. كلمات الأغنية تدور حول قتل قوات الجيش البريطاني لثلاثة عشر شخصاً من المشاركين في مسيرة للحقوق المدنية في لندنديري عام 1972م، لكنها ليست محددة حول تلك الحادثة بذاتها، لكن الفكرة تدور حول شخص أصابه الرعب من دائرة العنف التي تمزق المحافظة، وعلى الرغم من محاولة تطويع بونو للكلمات والتركيز بشكل أوسع على الفكرة، لكن الفرقة كانت ذات خبرة قليلة ذلك الوقت، مما جعل بونو يصرح وقتها بأن فصاحة الأغنية "كمنت في قوتها المتناسقة بدلاً من قوتها الشفوية". تعتبر هذه الأغنية رمزاً ضد العنف الطائفي والحروب العنصرية، وإحدى الأغاني التي توصف بأنها توقيع لفرقة "يو تو"، كما أن النقاد يرونها أفضل عمل غنائي احتجاجي، بينما صنفت مجلة رولينغ ستون إيقاعها بأنه "سحق عظام ساحة الروك للعقد" أي في الثمانينينات، كما أنها أعيدت بتوزيعات وتسجيلات مختلفة لعدد هائل من المغنين وفرقهم. كلمات الأغنية نعم .. لا أستطيع أن أصدق الأخبار اليوم أوه، لا أستطيع أن أغلق عيني وأجعل ما حدث يغادر عقلي حتى متى؟ حتى متى يجب أن نغني هذه الأغنية؟ حتى متى؟ حتى متى .. لأننا الليلة .. نستطيع أن نكون واحداً الليلة.. الزجاجات المحطمة تحت أقدام الأطفال الأجساد المنثرة عبر نهاية الشارع المسدود لكنني لن أكترث لنداء المعركة لن أدير ظهري وأقف مقابل الجدار الأحد.. الأحد الدامي والمعارك للتو ابتدأت هناك الكثير ممن خسروا، فهل تخبرني من ربح؟ الخندق يحفر عميقاً في قلوبنا والأمهات، الأطفال، الإخوة، والأخوات، تفرقوا أشتاتاً الأحد.. الأحد الدامي إمسح الدموع من عينيك أنا سأمسح الدموع من عينيك أنا سأمسح عيونك المحتقنة بالدموع حقاً نحن منيعون عندما تكون الحقيقة خيالاً والتلفزيون واقعاً واليوم تبكي الملايين نأكل ونشرب بينما يموتون هم في الغد