تشهد سورية حالة غير مسبوقة من غلاء السلع الأساسية والنفطية الأمر الذي جعل المواطن السوري يشعر بحالة من عدم الرضا عما يعانيه يوميا من استبداد أصحاب المحال التجارية في ظل غياب الرقابة فقد وصل سعر ربطة الخبز السياحي لدى عدد من المحال التجارية إلى 45ليرة سورية (دولار) فيما كان سعر ربطة الخبز السياحي 30ليرة و شهدت مادة الزيت، والسمنة ارتفاعا وصل في بعض الأحيان إلى 100% ناهيك عن السلع الأخرى. فيما ارتفعت أسعار البنزين للمرة الثانية خلال أقل من ستة أشهر إلى 40ليرة سورية لليتر الواحد بعدما كان 30ليرة ثم 36ليرة والآن 40ليرة ويسري في الشارع السوري شائعات على عزم الحكومة السورية رفع مادة البنزين إلى ما يفوق 50ليرة (دولار لليتر). محللون اقتصاديون رأوا في خطوة الحكومة السورية ضرورة لتغطية عجز الميزانية العامة للدولة حيث أن رفع مادة البنزين يدعم الخزينة بنحو ثمانية مليارات ليرة سورية على اعتبار أن سورية تستهلك نحو 200مليون ليتر من البنزين سنويا. هذا وتعتزم الحكومة السورية توزيع قسائم لتوزيع مادة المازوت بهدف إعادة ترشيد الدعم لهذه المادة التي تشهد تهريبا كبيرا عبر الحدود بحيث يحصل كل مواطن سوري على 1000ليتر مدعوم سنويا وإذا احتاج إلى أكثر من هذا الرقم عليه دفع سعره الحقيقي الذي يتوقع أن يصل إلى 12ليرة سورية لليتر كمرحلة أولى علما أن سعر الليتر حاليا يساوي 7.5ليرات سورية. ويقدر حجم تهريب المازوت بحسب الإحصاءات الرسمية بمليون طن سنويا قيمتها " 20مليار ليرة سورية"، وهذا الرقم يشكل خسائر فادحة للاقتصاد السوري إذ وصل استهلاك سورية 7ملايين طن من المازوت نهاية عام 2005، ينتج منها 4.5ملايين طن ، ويتم استيراد 2.5مليون . يذكر أن سعر ليتر المازوت في سورية يساوي (5،7) ليرات، بينما سعره العالمي نحو (35) ليرة سورية، أي أن الدولة تخسر (28) ليرة في كل ليتر مازوت.