اثبتت الدراسات الطبية الحديثة العلاقة القوية والوثيقة بين السرطان والتدخين، ويصاب آلاف المدخنين بأمراض كثيرة منها السرطان والحساسية وتصلب الشرايين وأمراض القلب والتهابات الجهاز التنفسي العلوي والرئة،، ف90% من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين... ويسألني الكثير من المهتمين بالصحة والتوعية الصحية ويتساءل الكثيرون عن سبب حدوث السرطان (مثلاً) عند الناس غير المدخنين ؟ وللإجابة على ذلك أقول : لقد حدث في السنوات القريبة شح شديد في المواد الطبيعية والمنتجات الغذائية الطبيعية لأسباب بيئية واجتماعية واقتصادية كثيرة، ثم تسبب هذا الشح في الاتجاه للمواد الصناعية الغذائية سواء النكهات الغذائية الصناعية (مثل نكهة الكاكاو ونكهة الموز ونكهة الكاراميل ونكهة الفانيلا.... ونكهة الفراولة.. وهي مواد تم تصنيعها من منتجات بترو كيميائية وكذلك تم تصنيع المواد الحافظة والألوان الصناعية من البتر وكيميائيات مثل ألوان الأغذية المشابهة للون الطبيعي (البرتقالي والأخضر والأحمر، وتدخل معظم تلك المركبات في صناعة حلويات الأطفال ورقائق البطاطا التي قد يتكون فيها الأكريليمايد المسرطن عندما يتم تحضيرها بدرجة حرارة عالية تتجاوز 300درجة مئوية (وهو ما يحدث في بعض المصانع للإسراع بالقلي) وتدخل نكهة وصبغة الشكولاته الصناعية المصنوعة من الفحم لكي تعطي لون الكاكاو وهي مادة مسرطنة، ودخلت تلك المواد الكيميائية في حلويات وعصائر الأطفال والمشروبات الغازية الخطيرة. وللأسف تجد معظم المنتجات لا يكتب عليها اسم المركبات المضافة وتركيزها ونسبتها بل يكتبون فقط، مادة حافظة ونكهة ولون صناعي دون ذكر اسم المركب ونوعه وتركيزه، ومما سبب الهلع بين المستهلكين لهذه المواد ظهور أبحاث طبية موثقة دولياً تثبت أن بعض تلك المواد الصناعية المستخدمة في الغذاء تسبب السرطان أو فشل بالكبد أو الكلى ثم ظهرت نتائج تثبت علاقة بعض أمراض الجلد والحساسية ونقص المناعة وهشاشة العظام والمواد المضافة للأغذية والمستحضرات الطبية التجميلية : فقد دخل الصوديوم لوريل سلفايت في صناعة الشامبو لعدة سنوات وهو يضيف الرغوة الناعمة للشامبو وأثبتت الدراسات خطورة الجرعات العالية منه ولا يزال يدخل في صناعة الشامبو ولكن بشرط أن لا يتم تجاوز جرعة محددة وهي غالباً اقل من،0004% سواء للوريل سلفايت أو غيره من تلك المركبات التي قد يكون لها ضرر صحي، وليست المشكلة في استخدام هذه المادة أو غيرها ولكن المشكلة في التركيز المستخدم والنسبة وكذلك تكرار استخدامه عدة مرات باليوم مما قد يجعل الجرعة تتجاوز الحد الآمن صحياً وتتجاوز حدود السلامة الغذائية، ينطبق على الأصباغ، سواء الأصباغ المضافة للمشروبات الغازية مثل اصفر الغروب E110 أو نكهة وصبغة غروب الشمس E152 110 أو صبغة الكاراميل، وE الأمارانت 123الصبغة الحمراء المستخدمة في أطعمة الأطفال الحمراء اللون مثل الجلي والحلويات الملونة وكذلك دخول المواد الحافظة التي هدفها القضاء على البكتيريا داخل المعلبات، فتدخل الجسم حينما يتناولها الإنسان وقد ثبت ضرر بعضها طبياً، وسببت تشوه عظام وعقماً وحساسية وسمنة عند الذين يداومون على تناول المعلبات والمشروبات الغازية وتلك الأطعمة الصناعية المليئة بالمواد الكيميائية. وقد دخلت تلك المواد الضارة في مستحضرات التجميل، ففي بحث للزميلة د/ إيمان الصالح على كريمات تجارية لتبييض البشرة وجدت أن معظم تلك الكريمات (حتى التي لها اسم وماركة تجارية) يوجد بها معادن ثقيلة كالزئبق والرصاص وغيرها وهي ذات مخاطر شديدة على نخاع العظم وحدوث تغيرات خلوية كبيرة قد يكون منها السرطان والتسمم الدموي، ووجدت الدكتورة إيمان أن بعض تلك المركبات تنتقل في حليب الأم لأطفالها. وبعضها يترسب بالنخاع العظمي على مدى سنين كثيرة، نتوجه أولا للمستهلك ليقلل استهلاك تلك المواد لأن بعضها تكون الجرعة فيها آمنة وغير ضارة ولكن الطفل يتناول أكثر من علبة واحدة باليوم مما يعني أنها تناول جرعات متكررة ومضاعفة من تلك المادة. @ عالم أبحاث طبية - وحدة المسرطنات