خيم الهدوء قبل ظهر امس على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا في جنوب لبنان، غداة اشتباكات وقعت ليلا بين انصار لحركة (فتح) واسلاميين في تنظيم (جند الشام)، ما يكشف مجددا هشاشة الوضع الامني في المخيمات الفلسطينية التي لا تنتشر فيها قوى الامن اللبنانية. وافاد مراسل وكالة (فرانس برس) في المكان ان حركة السير كانت شبه عادية في المخيم وعادت جميع العائلات التي كانت غادرته ليلا بعدما فضلت تمضية الليل في بعض المساجد القريبة في صيدا المجاورة، وذلك هربا من الاشتباكات التي استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة. ولم ينتشر عناصر الكفاح المسلح (الشرطة الفلسطينية) بعد في منطقة الاشتباكات بحسب ما تم الاتفاق عليه مساء الجمعة، فيما شوهدت عناصر من حركة (فتح) ينتشرون بكثافة في كل انحاء المخيم وحتى في المنطقة التي شهدت اشتباكات. واكد مصدر فلسطيني ان اربعة جرحى سقطوا في هذه الاشتباكات بينهم عنصر من (فتح) ولم يبلغ عن سقوط قتلى. واوضح مراسل (فرانس برس) ان الاشتباكات وقعت في حي صفوري داخل المخيم، ما ادى إلى احتراق منزلين في شكل كامل واصابة عشرات المنازل والمحال التجارية باضرار متفاوتة. وقام عدد من سكان المخيم وبينهم نساء امس باقفال الطريق الرئيسية في سوق الخضر داخل المخيم بالحجارة والتراب، تعبيرا عن احتجاجهم على هذه الاشتباكات، واطلقوا شعارات نددت بكل من يحمل السلاح داخل المخيم ويشارك في اشتباكات داخلية. وسمع اطلاق نار في وسط المخيم قبل ظهر امس ما احدث حالة ذعر بين السكان الذين اعتقدوا ان الاشتباكات تجددت، ولكن تبين ان شخصا عاد ليتفقد منزله في منطقة الاشتباكات فوجده محروقا بالكامل، ما دفعه إلى اطلاق النار في الهواء تعبيرا عن غضبه. وقام العقيد منير المقدح قائد الكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان التي تعتبر الشرطة الفلسطينية في المخيمات، بجولة داخل المخيم شملت المناطق التي شهدت اشتباكات. وقال مقدح في تصريح لوكالة فرانس برس "اول خطوة قمنا بها كانت ضبط الوضع الامني وسحب المسلحين من المنطقة التي شهدت اشتباكات، على ان يتم العمل خلال الساعات المقبلة على نشر قوة من الكفاح المسلح". واضاف انه سيتم تعزيز قوة الكفاح المسلح بعناصر من فصائل منظمة التحرير "لتكون قادرة على الانتشار في كل ارجاء المخيم وخصوصا في المنطقة التي شهدت اشتباكات".