أكدت كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن زوجها قد تخلى عن الدعوى القضائية التي كان قد رفعها ضد صحافي يعمل في مجلة "لونوفال أبسرفاتور" الأسبوعية. وقالت كارلا في رأي نشرته في صحيفة "لوموند" إن زوجها أقدم على هذه الخطوة بعد أن اعتذر لها الصحافي عن الضرر المعنوي الذي ألحقه بها والذي كان وراء الدعوى القضائية المرفوعة ضده. فقد أكد هذا الصحافي قبل أسابيع إن ساركوزي كان قد أرسل عبر هاتفه الجوال رسالة إلى زوجته السابقة سيسيليا يقول لها فيها قبل زواجه من كارلا يوم الثاني من شهر فبراير الماضي : "أتخلى عن كل شيئ إذا عدت إلي". وهذا ما حمل الرئيس الفرنسي إلى رفع دعوى ضده أمام القضاء بتهمة الكذب والتجريح. وهي أول مرة يقدم فيها رئيس للجمهورية الفرنسية على ملاحقة صحافي بسبب التدخل في حياته الخاصة. وكان الصحافي يؤكد أن مصادر موثوقا منها هي التي حملته على نشر الرسالة. وتسربت معلومات لم تتأكد بأن الصحافي المذكور قد تلقى فعلا هذه الرسالة من إحدى صديقات سيسيليا الحميمات أو منها هي شخصيا مما دفعه إلى نشرها. وقال مسربو هذه المعلومات إن ضغوطا كبيرة مورست على سيسيليا حتى تنكر أنها تلقت هذه الرسالة. وهو ما أكدته للمحققين في قضية الحال. والمهم أن كارلا سعت من خلال الرأي الذي نشرته أمس في صحيفة "لوموند" إلى تلقين الصحافيين وبخاصة المتخصصين في ملاحقة أخبار النجوم درسا في أخلاقيات المهنة الصحافية. وأكدت أن الصحافي الذي أقدم على نشر الرسالة لم يقم بما ينبغي أن يقوم به كل صحافي لديه إلمام بأبجديات الصحافة أي التدقيق في المعلومة ومقارنة العناصر الإخبارية التي يحصل عليها بعضها ببعض الآخر قبل استخدامها. واعتبرت أن الحملة التي تعرض لها زوجها من قبل وسائل الإعلام الفرنسية بعد أن رفع الدعوى القضائية ضد الصحافي العامل في مؤسسة "لونوفال أبسرفاتور" فيها "حماقة وسوء نية" لأن أصحابها اتهموا زوجها بعدم احترام حرية التعبير والحال أنه غير ذلك. واستشهدت كارلا بموقف ساركوزي في قضية مجلة "شارلي هبدو" الفرنسية التي كانت قد أقدمت على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد والتي كانت بعض الصحف الدانماركية قد أقدمت على نشرها. واعتبرت كارلا أن وقوف زوجها إلى جانب مبدأ نشر مثل هذه الرسوم من قبل المجلة الفرنسية يعني أن زوجها يساند حرية التعبير. واستشهدت كارلا في ختام رأيها المنشور في صحيفة "لوموند" بمقطع للكاتب الفرنسي بومارشيه عن التجريح وكيفية صنعه من الإشاعة التي تنمو من لا شيء فتتحول إلى شر مستطير. وكان هذا الكاتب الذي عاش في القرن الميلادي الثامن عشر قد أدرج هذا المقطع في مسرحيته الشهيرة "حلاق إشبيلية" التي صاغ نصها في منتصف القرن الثامن عشر. وينتهي المقطع الذي استشهدت به كارلا بالسؤال التالي من يثبت أمام التجريح ؟ وتجيب كارلا عنه فتقول : "الصحافيون. الصحافيون الحقيقيون".