يستعرض المؤتمر العالمي السابع للاقتصاد الإسلامي والذي يقام أول أبريل المقبل دور الزكاة في المجتمعات الإسلامية المعاصرة وذلك خلال جلساته التي تناقش محور العمل الخيري بحضور ومشاركة عدد كبير من المحاضرين والمتخصصين في الاقتصاد الإسلامي والتمويل. حيث يتطرق الأستاذ الدكتور عبدالقادر الفادني الأمين العام لديوان الزكاة بالسودان -في هذا المؤتمر الذي يُقام بجامعة الملك عبدالعزيز تحت شعار "ثلاثون عاماً من البحث في الاقتصاد الإسلامي.. حلول وتطبيقات لقضايا اقتصادية معاصرة" خلال الفترة من 24-26/ربيع الأول/1429ه (1-3/أبريل/2008) يتطرق إلى دور الزكاة في تطوير الإنسان متحدثاً عن أن الزكاة تعتبر إحدى الوسائل الفعالة لمكافحة الفقر، حيث تقوم بدور كبير في اتجاهين متوازيين، اتجاه توزيعي بمعنى أنها آلية لإعادة توزيع الدخول لصالح الفقراء "تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم"، وفي ذلك معالجة لقضية التفاوت في توزيع الدخول وإزالة الفوارق بين أفراد المجتمع الناتجة عن الثروة، واتجاه إنتاجي بمعنى أنها متجهة نحو توليد الدخول وزيادة مكاسب الفقراء، حيث يمكن الفقير من استئناف نشاط إنتاجي جديد يساعد على سد حاجاته الأساسية وزيادة دخله بحيث يتحول من آخذ للزكاة إلى مخرج لها خاصة أصحاب الصنائع والحرف والمهن الإنتاجية. ويتطرق أ. د. الفادني إلى التوعية بدور الزكاة على مستوى الأفراد والجماعات والدول، وإيجاد الأطر المناسبة لجمع الزكاة وتوزيعها، والتعاون بين المؤسسات الأهلية والرسمية في هذا الاتجاه، وحالياً توجد هيئة عالمية تقوم بدور كبير في هذا المجال، على جميع المسلمين تعضيده ومساندته، وأن يبادر كل فرد في إعطاء هذا الشعيرة حقها من التعظيم من خلال الالتزام بإخراجها تقربًا لله تعالى وامتثالاً لأمره. يُشار إلى أن المؤتمر العالمي السابع للاقتصاد الإسلامي يتناول عدة أطروحات علمية من خلال أوراق العمل المتنوعة التي سيقدمها أكثر من خمسين باحثاً من مختلف دول العالم من المتخصصين في قضايا وتطبيقات الاقتصاد الإسلامي، حيث يحظى المؤتمر بحضور ومشاركة هؤلاء الباحثين إلى جانب عدد كبير من العلماء والمسئولين والخبراء والممارسين ورجال الأعمال ممن لهم اهتمام بالاقتصاد الإسلامي. ويعد هذا المؤتمر أكبر تجمع فريد من مختلف أقطار العالم من العلماء وأعضاء لجان الإفتاء والباحثين ومراكز البحث العلمي والمؤسسات الرسمية وهيئات الرقابة ومؤسسات التمويل والاستثمار والتأمين التعاوني والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ورجال الأعمال وصناع القرار وموجهي السوق وكبار التنفيذيين في الأنشطة الاقتصادية المالية والمصرفية والإعلاميين المهتمين بالاقتصاد الإسلامي إلى جانب مشاركة شخصيات عامة وعلماء بارزين من مختلف الدول الإسلامية. جدير بالذكر أن المؤتمر سيناقش محورين رئيسين المحور الأول بعنوان "ثلاثون عاماً من البحث العلمي في الاقتصاد الإسلامي" حيث يتناول مجالات المنهجية والمعوقات والحالة المعرفية والرؤية المستقبلية. وتقدم لهذا المحور 200باحث اختارت الجنة العلمية 25بحثا سوف يتم طرحها، والمحور الثاني سيكون بعنوان "حلول وتطبيقات لقضايا اقتصادية معاصرة" حيث يتناول مجالات التمويل والاستثمار والتأمين التعاوني والعمل الخيري وستشارك في هذا المحور عدد من المؤسسات والشركات والجهات المتميزة وأصحاب التجارب الناجحة على مستوى العالم.