تبدد جزء من المكاسب التي حققتها السوق النفطية خلال الأسبوع الماضي بعد أن هبطت أسعار النفط في البورصات البترولية الأمريكية والأوروبية والآسيوية بمقدار ثلاثة دولارات للبرميل بداية تعاملات هذا الأسبوع متأثرة بتباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي الذي يترنح منذ نهاية العام الماضي نتيجة إلى ضغوط اقتصادية والتزامات مالية أفرزتها السياسة الأمريكية حول العالم بالإضافة إلى أنباء توفر إمدادات النفط الخام الذي ساق أسعار النفط إلى أن تسلك مسار 105دولارات للبرميل لخام ناميكس القياسي. وكانت أسعار النفط قد بدأت نهاية تداولات الجمعة الماضي بالانثناء عن المسار الصاعد الذي سلكته مع مطلع الأسبوع المنصرم واستكملت تدحرجها مع بداية تعاملات الأسبوع الحالي بعد ورود أنباء تفيد بأن النفط العراقي استأنف الانسياب من الحقول الجنوبية عبر ميناء البصرة بعد انحسار القتال الدائر بين الحكومة والمليشات بجنوب العراق الأمر الذي عرض خط الأنابيب الذي يغذي مرفأ البصرة النفطي إلى هجوم أدى إلى توقف الصادرات من جنوب البلاد للمرة الأولى منذ عام 2004مسببا قلقا للأسواق النفطية. وشجعت تقلبات الدولار المضاربين على عمليات بيع في أسواق الطاقة لجني الأرباح وتفادي أي خسائر جراء هبوط أسعار النفط في المستقبل لا سيما بعد تصريحات مسئولين في منظمة الأوبك من أن أسواق النفط تتلقى إمدادات جيدة وان مخزونات النفط الخام والمنتجات المكررة تتجاوز متوسطها في خمس سنوات. ودأبت الأوبك على التأكيد أن ضعف الدولار الأمريكي يضخم ارتفاع أسعار النفط الذي يرجع جزئيا إلى المضاربة،ملمحة إلى أن أساسيات السوق ليست العامل الوحيد الذي يحرك الأسعار مشيرة إلى أن هناك الكثير من اللاعبين المختلفين يساهمون في تحركات سعر النفط وأن ذلك ليس مرده إلى شح في إمدادات الطاقة لكونها ترصد بعناية مستوى التدفقات النفطية سواء من إنتاجها أو حتى من إنتاج الدول خارج الأوبك ما يجعلها تتحقق من أن الإمدادات كافية لتلبية الطلب على النفط ، وبناء عليه أبقت سقف إنتاجها على ما هو عليه خلال اجتماعها الأخير في إشارة إلى أن الضغط التي تمارسها عليها الدول المستهلكة يهدف إلى كبح عائدات النفط التي تجنيها الدول المنتجة. الأسواق النفطية لا تزال تراقب بعض المؤثرات التي تلوح في الأفق وربما تساهم في عودة أسعار النفط إلى المسار الصاعد ومنها الوضع الأمني في الشرق الأوسط والتهديدات بتعطيل إنتاج النفط في الجابون والقلاقل في نيجيريا والتوترات السياسية في فنزويلا نتيجة إلى مشاحناتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بالإضافة إلى عودة حمى المضاربة من قبل سماسرة النفط، وهو ما قد يعود بأسعار النفط إلى مستويات قياسية جديدة إلا أن ذلك لن يتحقق قبل الربع الثالث من هذا العام. وقد هبط أسعار النفط إلى مستوى 105دولارات للبرميل لخام ناميكس كما انحدر سعر خام برنت إلى 103.76دولارات للبرميل بينما ارتفع سعر وقود الجازولين إلى 3.10دولارات للجالون وسط إقبال من قبل المتاجرين لكثرة الطلب على هذا النوع من الوقود.وارتفع سعر الغاز الطبيعي إلى 9.90دولارات لكل ألف قدم مكعب. إلا أن متوسط أسعار سلة خامات الأوبك القياسية تراجع إلى 99.77دولاراً للبرميل ليوم الجمعة من 100.36دولار يوم الخميس الماضي. وحقق الذهب ارتفاع بمقدار 5دولارات للأوقية بعد توجه المضاربين إليه لتعويض خسائر النفط حيث صعد إلى سعر 942دولاراً للأوقية ، كمل ارتفعت الفضة إلى 18.12دولاراً للأوقية.