سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأزهر يستنكر الإعداد لفيلم تلفزيوني بعنوان (القرآن الفاشي) في هولندا والباكستانيون يحرقون المنتجات الدنماركية منع صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية من دخولها مصر
أكد مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف رفضه واستنكاره الشديدين للحملات المتكررة للاساءة للاسلام ولنبيه والتطاول على رموزه باعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول عليه السلام في الصحف الدنماركية والاعداد لانتاج فيلم تلفزيوني هولندي يسيء للقرآن الكريم تحت عنوان "القرآن الفاشي" يتضمن تطاولا على القرآن باعتباره يحض على الارهاب".. مشددا على أن ذلك تصاعد مناف لكل تعاليم الأديان وعلى راسها الدين الاسلامي بصفة خاصة لانه في جوهره رسالة سلام من الله . ونبه المجمع، هو أعلى مؤسسة دينية في مصر ويضم مشيخة الازهر ودار الافتاء ووزارة الاوقاف والمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في بيان الأربعاء، إلى أن هذه الاساءات المتكررة تكشف عن مخطط لتشويه الاسلام فاق كل الحدود بغية استعداء الرأي العام العالمي ضده وتصويره على أنه دين يقوم بالتصفية الجسدية للمخالفين ويرفض التعايش مع الاخر ويحض اتباعه على الكراهية وتدمير غير المسلمين . وحذر المجمع من أن استمرار هذا المسلسل الظالم من شأنه أن يؤجج المشاعر ويغرس بذور الكراهية في النفوس ويزعزع السلام العالمي وهو ما لا يرضاه الاسلام ..مؤكدا أن تصاعد هذا الاتجاه المنافي لكل تعاليم الأديان وعلى رأسها الدين الاسلامي بصفة خاصة ينافي كل الأديان السماوية والقوانين الدولية ويعتبر جنوحا وجموحا من زعامات تضطلع بمسؤولية رسم السياسات وصنع القوانين والتشريعات . وانتقد مجمع البحوث الاسلامية الصمت المريب من المحافل الدولية والمواثيق العالمية تجاه هذا النمط الفج من الافتراءات المتلاحقة ضد الاسلام عبر موجات لا تلبث ان تهدأ حتى تشتد مرة اخرى وكلها تدور حول القصد المصمم على النيل من الاسلام والرغبة الدفينة في الاساءة اليه مستبعدا تحقيقهم لاهدافهم التي تطفح بالتعصب الصارخ والتطرف الشديد. ورأى بيان المجمع أن هذه الاعمال المدمرة والعدائية ضد الاسلام تنشر ثقافة الكراهية وازدراء الأديان خاصة الاسلام مما يجعل المؤسسة الدينية في مصر ترفضها وتستنكرها لتناقضها مع مبادىء الاسلام وتعاليم الأديان السماوية في دعوتها للتسامح ونبذ ثقافة التعصب والازدراء. وناشد المجمع الضمير الانساني والرأي العام العالمي التصدي لهذا الاتجاه المعادي للاسلام والمزدري لقيم الأديان حرصا على وأد الصراعات واماتة النزاعات وتجنبا لتكريس المواجهة بين اتباع الأديان وتاجيج نعرات الهيمنة وفرض النموذج المخالف للاسلام وهي تداعيات سوف تجلب على البشرية احزانا ومآسي يعجز عنها الوصف. وطالب مجمع البحوث الاسلامية في بيانه بضبط حرية التعبير وحمايتها من الشطط والانزلاق في مهاوي التدمير والانفلات مع ايمان المجمع بحرية الكلمة التي جسدها القرآن المفترى عليه في تقرير حرية الاعتقاد وحق التعبير مؤكدا ان الحرية المطلقة مفسدة كبيرة ومخالفة لصحيح الاسلام وتناقض الحدود الدنيا لحقوق الانسان التي قررها النظام الدولي . كما شدد مجمع البحوث الاسلامية في بيانه على ضرورة الالتزام بالثوابت الاسلامية نحو الانسانية قاطبة ونشر ثقافة السلام والتسامح واشاعة قيم المحبة والتعاون على الخير وما فيه من صالح البشرية وبما يتطلبه ذلك من تعميق التواصل بين الامم والشعوب وما يقتضيه من نبذ افات الكراهية والتعصب والتمييز ضد الاسلام وتعاليم الأديان السماوية وضرورة احترام الهوية والمقدسات. وأهاب المجمع برموز الأديان وصناع القرار في العالم كله والضمير العالمي القيام بواجبهم نحو تبصير حكومتي هولندا والدنمارك بخطورة الخلط بين حرية التعبير عن الرأي والاساءة والتطاول على الاسلام والعمل على اصدار قرار جامع وقاطع لتجريم ازدراء الأديان او الاساءة اليها والتاكيد على احترام كل دين سماوي يعترف بالتعددية الثقافية للامم والشعوب. وشدد بيان المجمع على ان القيام بهذا الواجب ضرورة حتمية لتلافي الآثار المدمرة التي تتمخض عن الاساءة للاديان ورموزها ولحق الشعوب في التعرف على حقيقة الشعوب لأخرى دون تحريف. واعرب مجمع البحوث الاسلامية عن رفضه لكل ما اثير مؤخرا من اعتزام عضو البرلمان الهولندي جيرت ويلدرز وهو احد زعماء التيار المتطرف بالمجلس النيابي الاعداد لانتاج فيلم تلفزيوني وثائقي تحت عنوان "القرآن الفاشي" يتضمن تطاولا على المقدسات الاسلامية وفي مقدمتها القرآن الكريم وكذلك اعادة نشر الصور المسيئة للرسول عليه السلام . على صعيد متصل أصدر وزير الإعلام المصري أنس الفقي قرارا بمصادرة العدد (11288) الصادر في الثاني من مارس الحالي من جريدة "الأوبزرفر" البريطانية وذلك لتضمنها رسوما مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى مقال يهاجم العقائد ويسخر من الأديان. وكان وزير الإعلام قد أصدر قراراً بمصادرة عدد سابق من نفس الجريدة لنشره رسوما ومقالات تسيء للرسول الكريم وتزدري الأديان. وأكد الفقي أنه لن يسمح بتداول أي صحيفة أو مجلة في مصر تتناول حياة الأنبياء بالسخرية أو تزدري الأديان وتسخر من العقائد. في باكستان رفع المتظاهرون نداءاتهم لشعوب العالم الإسلامي بمقاطعة المنتجات الدنماركية إلى جانب ذلك رفعوا نداءاتهم لمنظمة المؤتمر الإسلامي لإجراء اجتماع طارئ للتصدي لظاهرة الرسوم المسيئة والوقوف جنباً إلى جنب ضد من أساء لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وتابع المتظاهرون في كافة المدن والقرى الباكستانية بمقاطعة المنتجات الدنماركية احتجاجاً على الرسوم المسيئة، وقام معظم التجار الباكستانيين بحرق وإتلاف ما كان متوفراً لديهم من المنتجات الدنماركية، كما قام العديد بمقاطعة شركة للاتصالات المحمولة تتبع للنرويج لأنها تضامنت مع الدنمارك عندما قامت الأخيرة بنشر الصور المسيئة في المرة السابقة، والتي اضطرت حينها بتقديم الاعتذار للمواطنين الباكستانيين عبر الرسائل الالكترونية. هذا ووصف المحتجون في باكستان التصرف الدنماركي بالتصرف المتطرف والمثير للعنصرية وارتأوا ضرورة معالجته وعدم ربطه بحرية الإعلام. من جانبها كشفت وزارة الخارجية الباكستانية أنها في اتصال مستمر مع الدول الإسلامية حول قضية الفيلم الهولندي المسيئ للقرآن الكريم والرسوم المسيئة التي أعادت نشرها عدد من الصحف الدنماركية، مشيرة إلى أنها سترفع هذه القضية على أجندة قمة منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في السنغال. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد صادق أن وزارته استدعت السفير الهولندي لدى باكستان وسلمته احتجاج الحكومة الباكستانية على الفيلم الذي يعده أحد اليساريين في هولندا للتحريض ضد تعاليم القرآن الكريم. وأشار أن الفيلم المعادي للقرآن الكريم يعكس التفكير المنحاز لصانعه. وأضاف أن باكستان أبرزت القضية في بروكسيل والفاتيكان ولاهاي لحث الدول الأوروبية على سن قوانين تحظر الإساءة للأديان والثقافات الأخرى، مشيراً إلى أن ذلك لا يتعارض مع حرية التعبير ولكن الأمر هو التمييز بين حرية التعبير وإهانة الأديان والمجتمعات الأخرى. وحذر المتحدث الباكستاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أن مثل هذه الأفعال تهدد جهود السلام بين الحضارات وتشجع الصدام بينها، منوهاً إلى أن حرية التعبير يجب أن تكون محل مسؤولية، وعدم استغلال حرية الصحافة لاستهداف مجموعة معينة من الناس على أساس الدين أو الطائفية والإساءة إلى الشعوب الأخرى.