صدر حديثاً كتاب بعنوان "طالب العلم بين الترتيب والفوضوية" للشيخ الدكتور عبدالعزيز بن محمد السدحان - تكلم في مقدمته أن الترتيب من سنن الله تعالى الكونية وأن هذا الكون الفسيح، يسير بانتظام دقيق لا يختل عن مساره قال تعالى (وكل في فلك يسبحون) ثم ذكر أن أمم الأرض بينهم قواسم مشتركة في تنظيم شؤون حياتهم، فضلاً عن تفاوت الناس بين رئيس ومرؤوس، وأن هناك نظاما لترتيب شؤون حياتهم، كل ذلك يتم بقيود ولوائح تنظيمية. فالإسلام هو دين الترتيب والكمال والدقة، وخير الناس ترتيباً رغم كثرة مشاغله هو النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قارن بين اثنين من طلاب العلم أحدهما رتب وقته فاستفاد وأفاد والآخر لم يرتب وقته فأضاع وقته ووقت من خالطه. ثم ذكر أسباب الفوضوية فقال: التسويف واللامبالاة. واليأس والخمول وعدم تقدير قيمة الوقت وعدم العناية بأشغاله وأموره ابتداء استصعاب الأمور واتخاذ القرار بسرعة دون تأن وترفق واتخاذ القرار وهو مشغول البال مضطرب الفكر. ثم ذكر. أمثلة للفوضوية عند بعض طلبة العلم منها الفوضوية في شأن المكتبة وعدم العناية بترتيبها: بحيث يضيع الوقت الكثير في البحث عن كتاب معين في مكتبته، ثم إذا عثر عليه وقضى منه مراده، واحتاج إليه بعد مدة فقد يعاود البحث عنه مرة أخرى بوقت كسابقه.. وهلم جرا. وقد يشتري بعض الكتب مرتين أو ثلاثاً وإذا كان ذلك كذلك، فاحرص - سدد الله أقوالك وأرشد أفعالك - على ترتيب مكتبتك لتزول تلك الجهود المهدرة في غير محلها. الفوضوية في طلب العلم ومنها: الفوضوية في حضور الدرس، ومن صور ذلك أن بعضهم إذا لم يفهم شيئاً في أول حضوره للدرس أصابه إحباط فترك الدرس ولم يعد إليه. كثرة التنقل من درس إلى آخر بلا ضابط معين، بل عشوائية في الحضور أو التعجل في التحصيل ومن الأسباب المعينة لحصول الترتيب والبركة في الوقت. الدعاء بصدق وإلحاح، وصدق النية في الأمور كلها وتوظيف التقنية في شؤونك وبخاصة العلمية وحضور دورات تعنى بشؤون الترتيب وحفظ الأوقات وتنمية القدرات. المشورة وطلب المناصحة ممن عرف بترتيب أموره، وبخاصة ممن تشابه أحواله أحوالك. قراءة بعض الكتب التي تعنى بشأن الترتيب والتنظيم في الأعمال. ومن طرق ترتيب الأوقات عند كثرة المشاغل. اسأل الله تعالى دائماً أن يعينك في جميع أمورك، وتذكر أنك تقول في كل ركعة (وإياك نستعين). اكتب جميع تلك المشاغل في ورقة، وهذا أسهل من تذكرها ذهنياً. إذا كان في بعض الأمور نفع متعد، وفي بعضها نفع قاصر، فقدم ما كان نفعه متعدياً على ما كان نفعه قاصراً. وإذا كان بالإمكان جمع بعض المشاغل متوالية مرتبة فافعل. ومهما قدرت على قضاء حوائج كثيرة في وقت متواصل فبادر، ففي ذلك توفر أوقات مستقبلية، إذا تزاحمت عليك أشغال وضاق عليك الوقت فاستعن - بعد الله تعالى - ببعض اخوانك.