تحملت إدارة نادي الشباب الجزء الأكبر تجاه خروج فريقها الكروي خالي الوفاض من بطولتين هذا الموسم لتكمل مسيرة الفشل الذريع الذي بان على عملها منذ الموسم الفارط، وجاء الخروج الشبابي من بطولتي الدوري وكأس سمو ولي العهد وقبله البطولة العربية مؤلماً بحق محبي النادي عطفاً على الاستعدادات الكبيرة التي وقف عليها الكثير قبل بدء الموسم والمبالغ المالية العالية التي صرفت على الفريق بطريقة عشوائية خاصة إذا صاحب ذلك العمل قرارات إدارية فردية صرفة فعندها ستكون النتائج عكسية وستعود بالسلب على جاهزية الفريق وقدرته على المنافسة. وإذا تحدثنا عن أهم الأخطاء الإدارية التي أصابت الفريق بمقتل كان أولاها عدم التعاقد مع محترف أجنبي ثالث ولاحجة للإدارة في ذلك فالوقت كان واسعاً وحاجة الفريق بدت واضحة لمهاجم صريح ونهاز من طراز محمد منقا الذي غادر وهو يحمل ذكريات جميلة بما سجله مع الفريق من نجاحات لافتة رغم المبلغ المالي الزهيد الذي استقطب فيه ولكنها العقول ذات الفكر الرياضي الرائد والتي كانت تضع مبدأ التشاور منهجاً أساسياً في عملها رغم قلة المداخل المالية لديها ولعل نجاح أندية أخرى أقل بكثير من الشباب في الجانب المالي على الأقل شاهد على ذلك ومنها الاتفاق والوطني وكيف حقق محترفوهما نجاحات مذهلة وساهموا بشكل مباشر في انتصارات فريقيهما وهنا تأتي الدقة والتميز في العمل 0في حين أخفق الشبابيون في الاختيار وجانبهم التوفيق في ذلك سواء على مستوى العناصر أو على مستوى المراكز فالجميع كان يتفق على حاجة الليث لمهاجم تقليدي ومحور وقلب دفاع ولكن التخبطات الإدارية الواضحة جلبت للشباب مهاجم ثقيل تم إنهاء التعاقد معه ووسط متقدم لم يضف للفريق شيئاً باستثناء هالة إعلامية واسعة جاءت تزفه وكأنه ضالة الفريق الذي يبحث عنها منذ سنوات، أما البرازيلي كماتشو فعلى الرغم من عدم ظهوره اللافت إلا أنه كان الأفضل بين أقرانه على الأقل. فيما تحمل الممرن الأرجنتيني الجزء الآخر بعد التخبطات الفنية البحتة التي ارتكبها هيكتور وكان آخرها في لقاء الهلال حيث عمد إلى إشراك ابن جلدته الأرجنتيني مارتينيز بديلاً لناجي مجرشي الذي كان مزعجاً عند نزوله، كما ارتكب هيكتور خطأً آخر باستبداله للنشط يوسف الموينع وادخاله اللاعب البطئ بدر الحقباني في وقت كان فيه الفريق يبحث عن التعديل، أما دخول شهيل بديلاً للمولد فلم يكن له مايبرره وكان الأولى إشراك شهيل على الطرف الأيمن وتقديم حسن معاذ للمنتصف خاصة أنه يملك قدماً قوية تعرف طريق المرمى وسبق له أن شارك مع المنتخب الأولمبي في هذا المركز. والواضح أن هكتور لم يكن بذاك المدرب المناسب الذي يعرف إمكانات لاعبيه جيداً ليوظف قدراتهم وفقاً لاحتياج الفريق ومجريات المباريات فيما كانت المتعة في الأداء الشبابي تحضر باجتهادات بعض اللاعبين وتجانسهم. أما اللاعبون فكان البعض منهم له نصيب في هذا الإخفاق حيث ظهر جلياً في لقاء الهلال الأخير حالة التراخي وعدم الجدية واللعب بتعال على الكرة كما لعب الشمراني ناصر والذي غاب عن أجواء المباراة تماماً بل بدا الفريق وكأنه يلعب ناقصاً أحد لاعبيه. الشيء المهم هو حالة التهيئة الضعيفة في اللقاء الأخير والتي بانت على نفسيات اللاعبين حيث ظهر الشد العصبي بين البعض منهم من جراء ضياع الفرص وعدم نقل الكرة في المكان المطلوب في بعض الأحيان، ولعل الإجتهادات غير الموفقة من قبل بعض الإداريين لم تساهم في إعداد عناصر الفريق وكان ذلك الأمر يحتاج إلى مختصين يعملون وفق طرق علمية سليمة كما في الفرق الأوروبية والتي لها باع طويل في هذا المجال. ويبدو الآن أن أنظار عاشقي الليث ستتجه صوب ماتبقى من مسابقات الموسم عل فريقها يظفر بإحدى بطولاتها وهو أمر يجعلهم يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من تكرر الإخفاق وضياع آخر الآمال.