حققت كلية الآداب والعلوم بوادي الدواسر التابعة لجامعة الملك سعود رغم قصر عمرها الذي لم يتجاوز العام الواحد.. انجازا غير مسبوق تمثل في سعودة جميع وظائف الصيانة والتشغيل والنظافة والحراسات الأمنية بالكلية بنسبة وصل الى 100%. معلنة بذلك امكانية تحقيق المعجزة التي طالما كثر النقاش حولها ومؤمنة نجاح الشاب السعودي في العمل بدل العمالة الوافدة التي ظلت ولا تزال هذه الوظائف حكرا لها في القطاعين العام والخاص. ويعتبر الانجاز نقلة نوعية في توجيه وتغيير فكر وسلوك الشاب السعودي حيال التعامل مع هذه الوظائف من خلال التوجيه البناء والتعامل المثمر والمدروس. وقال عميد الكلية الدكتور مبارك الوزرة صاحب هذه المبادرة والمنفذ للمشروع "ان مهمتنا في البداية كانت بضرورة توفير الدعم المطلوب لإنجاح هذه التجربة الوطنية الفريدة من الجامعة ومن الجهات المختصة المعنية بتوظيف السعوديين". وأبان انه ومن خلال اشرافه على الشباب الذين تم استقطابهم لهذه الوظائف اثبتوا بالواقع الملموس كفاءتهم وقدرتهم على اداء الواجب الموكل اليهم بكل اقتدار وتميز. مشيرا الى ان البداية كانت مجرد فكرة سرعان ما احلناها الى واقع ملموس على ارض الواقع. حيث كان هدفنا الأول منذ وضعت اللبنات الأولى لهذا الصرح التعليمي والأكاديمي بهذا الجزء الغالي من بلادنا المساهمة الفاعلة مع الدولة أيدها الله في دفع عجلة التنمية البشرية من خلال توظيف اكبر قدر ممكن من الشباب السعودي على اختلاف شرائحه وتخصصاته المهنية. حيث احتياجنا من المؤهلين في (الصيانة.. والنظافة.. والحراسات الأمنية.. وبعض الوظائف المكتبية) سوى ان العكس كان هو السائد حيث اثبت الشاب السعودي انه على قدر كبير من الكفاءة والاقتدار.. متى ما أعطي الفرصة ولمس الدعم والتشجيع والمساندة كما ان للعامل الذي تمتع به محافظة وادي الدواسر والمناطق المجاورة لها كنجران وعسير ومكة المكرمة من وفره في الأيدي العاملة الشابة السعودية بجميع مستوياتها كان له الفضل الأكبر في نجاح هذا المشروع.. مستدلاً على ذلك من واقع قوائم الانتظار الطويلة المسجلة بالكلية والراغبة ففي العمل بهذه التخصصات الوظيفية. وأضاف ميزة الشاب السعودي تختلف عن نظيره الأجنبي العامل في مثل هذه الوظائف والتخصصات بمختلف القطاعات الحكومية والأهلية سواء كان من حيث الأمانة واحترام المسؤولين وخوفه على المنشأة الحكومية أو التعليمية أو الأكاديمية التي يعمل تحت ضوئها وهذا بطبيعة الحال يرجح كفتة ونحن بهذا الإنجاز حاولنا توجيه جزء من الانفاق الحكومي وان كان يسيراً إلي المحتاجين من المواطنين. وهذا بدون شك يزيد من قدرة المجتمع الشرائية ويسهم في الحفاظ على اقتصادنا الوطني لذا نهيب برجال الأعمال بالاستفادة في هذه المناطق وما تتميز به بإقامة المشاريع الكبرى سواء كانت صناعية أو غيرها بما يحقق أهداف المستثمرين لوجود العمالة المدربة والراغبة في العمل. من جانبه، أشاد وكيل الكلية الدكتور عبدالله بن محمد الصقر بالتوجه الكريم الذي انتهجته الحكومة الرشيدة في مجال تنمية الموارد البشرية إعداداً وتدريباً وتأهيلاً ليؤكد على الحرص بتوفير أسباب نجاح التنمية الوطنية الشاملة التي تعتمد على اشراك الأيدي الفنية الوطنية في دفع عجلة التنمية. ومن هذا المنطلق فقد حرصنا بالكلية على سعودة وظائف التشغيل والصيانة واتخذنا عدة قرارات أسهمت في توظيف ما نسبة 100% ولله الحمد. مؤكداً على نجاح هذه التجربة التي لا تقل في تقديرنا عن أدائنا للواجب الوطني المناط بالجميع فالأمر لم يعد مسألة تنظيم أو توجيهات بل مسألة قضية وطنية ومسؤولية مناطة بكل مواطن ومسؤول للاستفادة من مواردنا البشرية وطاقات شبابنا السعودي. وزاد "من خلال ملاحظتي لعمل فريق الصيانة والأمن والنظافة من شبابنا الوطني ومقارنة بالعمالة التي كانت ولا تزال مهيمنة على مثل هذه الوظائف في كثير من قطاعات الدولة لمست الفرق الكبير في اتقان الشباب السعودي لهذه الأعمال جراء المهارات الإنتاجية الهائلة التي يمتاز بها". إلى ذلك أكد فلاح بن سعود الدوسري رئيس قسم الأمن والصيانة المشرف على العاملين بالكلية أن تجربته الوظيفية مع هذا الزخم الكبير من الموظفين الوطنيين كانت ناجحة بكل المقاييس.. لا سيما بعد أن أثبت الشاب السعودي العامل بهذه المهن مدى قدرته على أداء الواجب والعمل المناط به بكل أمانة وكفاءة واقتدار ودون خجل أو ملل.. لا سيما إذا ما يعطى الفرصة والتشجيع والدعم. وقال: "كان للتعامل الفذ والتشجيع المتواصل والمتابعة المستمرة التي وجدها هؤلاء الشباب من مسؤولي وموظفي الكلية بالغ الأثر في نفوسهم جميعاً. حيث نعمل بروح الفريق الواحد دون تمييز". وأضاف "الشاب السعودي يختلف عن غيره الأجنبي العامل في مثل هذه الوظائف فغيرته على وطنه وعلى مجتمعه وعلى أهله تجعله أكثر حرصاً وتضحية في أداء الواجب والذوذ عن المنشأة التي يعمل بها.. ونحن جميعاً فخورون بهذا العمل الشريف، وهذا التناغم العملي بيننا كسعوديين جدير بالاهتمام والمتابعة بل والتعميم.. فكم من شاب سعودي عاطل عن العمل يحتاج إلى اتاحة الفرصة له من خلال طرح الثقة به من قبل المسؤولين بالقطاعات العامة والخاصة ليجدوا بحول الله تعالى كل ما يسعدهم ويشفي غلهم فالله نسأل التوفيق للجميع". من جانبهم عبّر شباب الأمن والحراسات بالكلية ومنهم مبارك بن حمد بن فارس عن سعادتهم الغامرة وافتخارهم بهذا العمل الشريف مؤكدين ان خدمة الوطن واجبة علينا جميعاً كل حسب امكاناته وقدراته. مشيرين إلى أنهم بالعمل في هذه المنشأة الأكاديمية قد وجدوا العون والدعم من عميد الكلية ومن وكيله مما زادهم فخراً واعتزازاً وتناغماً وحرصاً على أداء الواجب. فصعوبة العمل وتغير مواعيده "الشفت" قد لا يقف عائقاً أمام تحقيق طموحنا كشباب راغب في تحقيق ذاته من خلال هذه الفرص الوظيفية التي كنا في أمس الحاجة إليها. مشددين على ضرورة العمل على استقطاب الشباب السعودي وخوض غمار هذه التجربة الناجحة بكل المقاييس بشهادة المسؤولين بالكلية لكي يجد أمثالنا من الشباب السعودي الكثير فرصا وظيفية تمكنهم من تحقيق ذاتهم وتفتح لهم أبواب السعادة. فشكراً لكل من ساهم في هذا العمل الوطني المميز وأتاح لنا هذه الفرص. وقال عبيد بن مشلح ومحمد بن مبارك - عاملون في الصيانة والنظافة - ان الشاب السعودي يعي المسؤولية كاملة متى ما أعطي الفرصة ومنح الثقة.. وهذا ما عملنا عليه وحرصنا على تحقيقه.. فقد بقينا سنوات طويلة في البحث عن أعمال تقينا نظرة الناس كعاطلين عن العمل وتمنحنا ثقة الأهل والمجتمع وتفتح لنا بيوتاً.. وهذا ما تحقق فقد احتفلنا قبل أيام قليلة بزفاف أحد زملائنا في العمل بعد استلامه الوظيفة وضمان المرتب الشهري. وأضافوا: "كم كنا نحلم ويحلم غيرنا من الشباب السعودي العاطل عن العمل بأن يحل الشاب السعودي محل العامل الأجنبي الذي احتكر مثل هذه الوظائف على مدى العقود الماضية من خلال طرح المسؤولين بالقطاعين العام والخاص الثقة بالشاب السعودي، للمساهمة مع الدولة في توظيف الشباب ودفع عجلة اقتصادنا الوطني والتنمية البشرية.. فكم من شاب سعودي حبيس منزله لم تتح له الفرصة بسبب تلك العمالة وعدم ثقفة المسؤولين به".