"في كل عام نحتاط كمزارعين للبرد كي نحمي محصولنا الذي نعيش عليه لكن لم نكن نتوقع قسوته في هذا العام، ما جعلنا نتكبد خسائرا فادحة". بهذه الكلمات التي تخرج ببطء وحزن شديدين يلخص المزارع محسن المحسن( 50عاما) خسارته الكبيرة في موسم الطماطم المعروف محليا ب"الرامسي"، والذي بلغت شهرته مناطق البلاد شكل عام، والمنطقة الشرقية خاصة. ويؤكد المحسن ل"الرياض" أن موجات الصقيع التي شهدتها المنطقة الشرقية انعكست سلبا على مزارع محافظة القطيف، إذ قضت على معظم محصول الطماطم في منطقة الرامس الزراعية الواقعة في بلدة العوامية (محافظة القطيف)، والتي تبلغ مساحتها نحو 8ملايين و 449ألف متر مربع، ما يجعلها أكبر وقف زراعي في منطقة الشرق الأوسط. ويشير إلى أن مزرعته ( 35الف متر مربع) ملئت بأشجار الطماطم، بيد أن المناخ تسبب في خسارة بلغت نحو 80في المئة من قيمة المحصول، وبخاصة أن اعتماده في معيشته يكمن في المردود المادي العائد من موسم الطماطم، والذي يجني منه المزارعون أرباحا تغطي نفقات ما صرف على المزرعة طوال العام، إذ تبلغ قيمة صندوق الطماطم الرامسي نحو 100ريال فور نزوله للسوق، فيما تقل مع توفره بكثره في سوق الخضار، بيد أن هذا العام لم يقل سعره كثيرا، نظرا لتضرر المزارع. ويقول المحسن: "لا أعرف كيف سأعوض خسارتي التي لم أكن أتوقعها"، مشيرا إلى أنه أنفق نحو 20ألفا على زراعة أشجار الطماطم، بيد أنه لم يحصل، إلا على أقل نسبة من رأس المال، واصفا خسارته ب"الأقسى على مدى نحو 25عاما قضاها في الزراعة". وعلى رغم أن المحسن تضرر كثيرا من موجات الصقيع، إلا أن مزارعين آخرين تضرروا من البرد، ما أثّر على منتجات زراعية اخرى تزرع في الرامس، كالجرجير، والبصل الأخضر، الأمر المؤدي لارتفاع سعره في سوق الخضار. ويعد الطماطم الرامسي من أشهى أنواع الطماطم، إذ لا يتميز من ناحية الشكل فحسب، بل يمتاز بطعم لا يتواجد نظيره، إلا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويرجع خبراء زراعيون تميز شكل وطعم الطماطم الرامسي لأسباب عدة، أهمها أن الأرض الزراعية تطل على البحر مباشرة، وأن البحر يزود الأرض بكم هائل من المعادن التي لا تتواجد في مناطق أخرى، ما يعطي الطماطم طعما يقترب من الملوحة الممزوجة بالسكر، فيما يتميز شكلة باللون الأحمر الممزوج بالأخضر، وهو خلاف لون الطماطم العادي، الأمر المؤدي لانجذاب الزبون له لمجرد رؤيته معروضا في السوق. إلى ذلك يحتفل قاطنو محافظة القطيف بموسم الطماطم على طريقتهم، إذ يتم شراؤه من الأسواق المتجولة، ويقوم بعض المشترين بتوزيعه مجانا على الجيران والأقارب، ما يعكس تعبيرا عن المحبة والمودة لمن أهدي الطماطم، كما يهدي أصحاب المزارع أصدقاءهم تعبيرا عن احترامهم لهم. يشار إلى أن موجات البرد تسببت في خسائر كبيرة لمزارعي المنطقة الشرقية، وبخاصة بالنسبة للخضروات الورقية، إذ يشكل الصقيع طبقة ثلجية عليها، ما يسبب تجمدا للمياه بداخلها، الأمر المؤدي لعدم الاستفادة منها.