يقف رجال الأمن سدًّا منيعًا وسندًا رحيمًا، يحملون على عاتقهم مسؤولية عظيمة تتمثل في حفظ الأمن وتنظيم الحشود، لضمان راحة ضيوف الرحمن، فهم العيون الساهرة، والقلوب النابضة بالإخلاص، والأيدي التي تمتد بالعون دون كلل أو ملل، يعملون بإيثارٍ وتفانٍ ليجعلوا رحلة المعتمرين أكثر سلاسة وأمانًا في رحاب البيت العتيق، حيث تفد القلوب قبل الأجساد. يعد الأمن في الحرم المكي مهمةً مقدسة تتطلب يقظة مستمرة وحسن تدبير. ومع توافد ملايين المعتمرين من مختلف بقاع الأرض، يصبح لرجال الأمن دور محوري في تنظيم الحشود والتأكد من انسيابية الحركة، خاصة في أوقات الذروة كأداء الطواف والسعي والصلاة. إنهم يقفون في كل زاوية، يراقبون بعيون لا تعرف التعب، ويتدخلون بحكمة لحل أي موقف طارئ قد يعكر صفو المعتمرين، لا تقتصر مسؤوليتهم على الحفاظ على النظام، بل تتعداها إلى تقديم يد العون لكل من يحتاجها، فكم من حاج أو معتمر أرهقته الرحلة، وجد في أحد رجال الأمن سندًا يعينه! وكم من طفل تائه بين الزحام، كان رجل الأمن هو اليد التي أعادته إلى أهله بطمأنينة! إنها مشاهد يومية تعكس الروح الإنسانية التي تميز رجال الأمن في الحرم المكي. رغم صرامة الإجراءات الأمنية التي تهدف إلى الحفاظ على النظام، إلا أن رجال الأمن يحرصون على أن يكون تعاملهم مزيجًا من الحزم والرحمة، فهم يدركون أن المعتمر قد يكون مرهقًا، وقد لا يتنبه إلى بعض التعليمات التنظيمية، لذلك يتعاملون معه بصبرٍ ولطف، موجّهين ومرشدين بكل ودّ واحترام. الابتسامة التي تعلو وجوههم، والعبارات الهادئة التي يستخدمونها في الإرشاد، تجعلهم أقرب إلى قلوب ضيوف الرحمن، فتحوّل تجربتهم في بيت الله الحرام إلى رحلة روحانية خالية من القلق، مع تزايد أعداد المعتمرين عامًا بعد عام، أصبحت إدارة الحشود أكثر تعقيدًا، ما دفع الجهات الأمنية إلى تبني أحدث التقنيات لضمان انسيابية الحركة وسلامة الجميع. كاميرات المراقبة الذكية، الذكاء الاصطناعي، والخرائط التفاعلية، كلها أدوات تُستخدم لرصد التجمعات وتوجيه الحشود بطرق أكثر فاعلية، كما يتم تقسيم المناطق داخل الحرم إلى نطاقات أمنية مدروسة، بحيث ينتشر رجال الأمن في المواقع الأكثر ازدحامًا، مما يتيح لهم التدخل الفوري عند الحاجة. ومن خلال التنسيق المستمر بين مختلف الجهات المعنية، يتم اتخاذ إجراءات استباقية لتفادي الاختناقات وضمان تجربة سلسة للمعتمرين. في ذروة الازدحام، ومع ارتفاع درجات الحرارة، وعندما يسود الإرهاق أرجاء المكان، يظل رجال الأمن في مواقعهم، متيقظين لكل صغيرة وكبيرة. إنهم يعملون لساعات طويلة دون أن تفارقهم الابتسامة، مدركين أن خدمتهم للحرمين شرف عظيم. فكل خطوة يسيرونها، وكل موقف يتعاملون معه، هو جزء من رسالة نبيلة تفيض بالعطاء والإخلاص، ولا يطلبون شكرًا أو مديحًا، فهم يعتبرون ما يقومون به واجبًا وطنيًا ومهمة سامية، ومع ذلك، لا يمكن إنكار الدور العظيم الذي يقومون به في تسهيل رحلة الإيمان لضيوف الرحمن. إنهم الوجه المشرق للمملكة، والسند الذي يجعل تجربة العمرة والحج أكثر طمأنينة وسلامًا. حين نتحدث عن العمرة ومواسم الحج، لا بد أن نقف احترامًا وتقديرًا لرجال الأمن الذين يسهرون على راحة وأمان المعتمرين، فهم الجنود المجهولون الذين يبذلون جهودًا تفوق الوصف، يحمون، ينظمون، ويساعدون بكل تفانٍ وإخلاص، فكل خطوة يخطونها في رحاب الحرم، كل يد تمتد بالمساعدة، وكل موقف إنساني يتعاملون معه، هو شاهد على روح العطاء التي يتحلى بها أبناء الوطن في خدمة ضيوف الرحمن. حفظ الله رجال الأمن وجعل ما يقدمونه في ميزان حسناتهم، فهم بحق، درع الوطن وراحة ضيوف الرحمن. *رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية رئيس مجلس الأعمال السعودي - التونسي