تسببت موجات البرد التي تشهدها منطقة نجران هذه الأيام في إتلاف الكثير من المحاصيل والبساتين الزراعية؛ الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الخضروات بنسب متفاوتة؛ بسبب قلة الكميات المعروضة مع تزايد الطلب؛ ما أدى إلى ارتفاع سعر صندوق الطماطم بنسبة 100%، إذ وصل إلى أربعين ريالاً، وارتفعت أسعار الكوسة للكرتون الصغير من 4-8 ريالات، والخيار من 4-8 ريالات، والباذنجان من 4-7 ريالات، والفلفل من 4-8 ريالات، والبطاطس من 5-9 ريالات. خسائر وتعويضات من جهتهم، ناشد المزارعون الجهات المختصة للنظر في تضررهم؛ نتيجة تلف محاصيلهم، وتعرضهم لخسائر مادية، مطالبين بتعويضهم عن هذه الأضرار؛ إذ إن موجات البرد الشديدة أتلفت لديهم كميات كبيرة من المحاصيل، فضلاً عن خسائرهم في التسميد والمبيدات، وأجرة العمالة، ومصروفات مضخات المياه، منذ زراعة المحصول إلى أن وصل إلى مرحلة الإثمار. وأضافوا أن تأثيرات البرد اجتاحت أغلب مزارع نجران ومحافظاتها، مشيرين إلى أن أغلب المزارعين ممن لا يعتمدون على البيوت المحمية التي تحافظ على المحاصيل الزراعية من تقلبات الطقس الحادة. فيما كشف عدد من بائعي الخضروات والموزعين أن أسعار الخضروات تزايدت بشكل ملحوظ، وعزوا ذلك إلى تضرر أغلب مزارع المحاصيل الزراعية من ضربات البرد؛ الأمر الذي أدى إلى قلة المعروض وتزايد الطلب. وقال المزارع عبدالله محسن إن موجة البرد أتلفت محاصيله الزراعية، وأثرت في مستوى التسوق في المنطقة، خاصة في محاصيل الطماطم والباذنجان، وأضاف المزارع أبورأس أنه فقد جزءاً كبيراً من محصوله الزراعي، بسبب البرد؛ ما كبده خسائر فادحة، إذ أدت موجة البرد إلى تلف الطماطم والكوسة والخس والجرجير والخيار، مشيراً إلى أنه حدث نقض في سوق الخضار؛ ما أدى إلى ارتفاع أسعارها، كما إن أغلب المحاصيل الزراعية المعروضة في السوق ليست جيدة بسبب موجة البرد الشديدة. تلاعب في الأسعار بدوره، قال حسين يعلا، بائع خضار “إنهم معتادون كل عام على ارتفاع أسعار الخضار في مثل هذا الوقت”، مرجعاً ذلك إلى انخفاض العرض في أسواق نجران. وأضاف أن وجود أكثر من سوق للخضار، دفع الموزعين إلى التلاعب في أسعار الخضار بعد شرائها بأسعار مناسبة من المزارعين، مطالباً وزارة التجارة بتشديد الرقابة على الموزعين، بعدم المبالغة في الأسعار. أما حسن عامر، فقال “إن المستهلك المغلوب على أمره هو الذي يتحمل ارتفاع الأسعار”، مفيداً أنه مع فصل الشتاء يعاني المزارعون من تأخر المنتجات الزراعية بشكل عام في النمو؛ لشدة البرد، ومن موجة الصقيع التي تفسد عليهم محاصيلهم بشكل موسمي، مع عجزهم عن عمل الاحتياطات التي تقيهم من هذا الهاجس. ورأى أحد العمالة الوافدة، يدعى “أبوالكلام”، الممتهنين بيع الخضار في سوق الفيصلية، أن سبب غلاء الأسعار يعود إلى مبالغة المزارعين والموزعين في بيعها بهذه الأسعار، مشيراً إلى أن الأسعار قفزت في الفترة الأخيرة إلى الضعف؛ فكيلو الطماطم بعد أن كان بثلاثة ريالات، أصبح بسبعة ريالات، والليمون قفز إلى ستة ريالات للكيلو الواحد، وهو لا يتجاوز الثلاثة ريالات في الفترة الماضية. ويعمد الموزعون هذه الأيام إلى الشراء بسعر زهيد من المزارع؛ ليقوم ببيعها دون حسيب أو رقيب، وبحجة الجودة، كذلك في المناطق المجاورة، مثل منطقة عسير، ليحصل على أرباح مضاعفة، ويتخلص من بضاعته سريعاً قبل أن يفسد شيء منها. ويشير المواطن صالح محمد اليامي أن البرد أثر على أغلب المحاصيل الزراعية المعروضة في أسواق الخضار في المنطقة؛ حيث أصبح أكثر الأصناف من المحاصيل الزراعية التي تتأثر من البرد شبه محروقة؛ الأمر الذي أدى إلى تعرض كثير من المزارعين لخسائر كبيرة، وأضاف أن تلف المحاصيل الزراعية من البرد القارس أثّر على المعروض من المحاصيل الزراعية من ناحية الجودة والسعر في أسواق المنطقة.